حلقات التهويد تضيق شيئًا فشيئًا على الحرم الإبراهيمي في الخليل، الذي يتعرض لسلسلة طويلة من المشاريع الرامية للسيطرة الكاملة عليه، منذ مجزرة الفجر عام 1994.
آخر هذه المشاريع، أمس الثلاثاء 10 آب، شروع سلطات الاحتلال، في تنفيذ مشروع تهويدي على مساحة 300 متر مربع من ساحات المسجد الإبراهيمي ومرافقه، يشمل تركيب مصعد كهربائي، لتسهيل اقتحامات المستوطنين، حيث تم تخصيص مليونيْ شيقل لتمويله.
وقالت مصادر من الخليل: إن آليات الاحتلال باشرت تحت حراسة مشددة عمليات حفر بآليات ثقيلة على بعد 100 متر تقريبا، لشق طريق في الساحات الخارجية الغربية للحرم الإبراهيمي، ولتركيب المصعد الكهربائي.
ويهدد المشروع الاستيطاني بوضع يد الاحتلال على مرافق تاريخية قرب المسجد الإبراهيمي، وسحب صلاحية البناء والتخطيط من بلدية الخليل، ومنحها لإدارات الاحتلال المدنية التابعة للاحتلال.
ورفضت محكمة الاحتلال في نيسان/أبريل الماضي، طلباً فلسطينيا بتجميد بناء مصعد كهربائي في المسجد الإبراهيمي.
استغلال الصمت الدولي
وفي الأثناء، حذّر مدير الحرم الإبراهيمي، حفظي أبو سنينة، من استغلال الاحتلال للصمت الدولي، وتهويد الحرم الإبراهيمي تمامًا، وعدم السماح للمسلمين بدخوله.
وقال أبو سنينة، في تصريحات لـمراسلنا: "هذه الخطوات يمررها الاحتلال على الحرم والمقدسات، وليس هناك تحريك ساكن. لا بد فيما بعد أن يستغل الواقع والظرف ويحاول بالفعل تهويد الحرم وعدم السماح للمسلمين بدخول الحرم".
وأكد أن الحرم الإبراهيمي مكان أثري له أهمية لدى المسلمين، وهو عنوان مدينة الخليل والقلب النابض لها.
وبيّن أن الحرم لم يسلم من شر الاحتلال، مضيفا "في كل يوم يطالعنا الاحتلال باعتداء متكرر على الحرم الإبراهيمي وعلى باحاته والبلدة القديمة".
وأوضح أن آخر الاعتداءات هي إحضار آليات عسكرية وتجريف ساحات الحرم مستغلين ما بوسعهم لتغيير معالم الحرم لإنشاء مسار سياحي وإقامة مصعد كهربائي في الحرم.
وتابع: "نحن في الإدارة العامة لأوقاف الخليل نرصد أي اعتداء يحصل على الحرم، ووزارة الأوقاف تقوم بدروها في مراسلة الجهات الدولية والهيئات الرسمية والحقوقية والدولية وعلي رأس هذه المؤسسات اليونسكو، والتي عدّت الحرم على رأس الموروث الحضاري الإسلامي".
مخطط خطير
أما المدير العام للجنة إعمار الخليل عماد حمدان، فقد وصف المخطط بـ"الخطِر"، لافتًا إلى أنه سيقتطع 91 مترًا كحيز للمصعد و300 متر كممرات ومساحة خارجية له.
وأشار حمدان -في تصريح صحفي- إلى أن الاحتلال يغلف مشروع المصعد الكهربائي بـ"طابع إنساني لكبار السن والمرضى من المستوطنين"، لكن الحقيقة أنه مخطط ذو "تغيير جذري في مبنى ديني وتاريخي يحاول السيطرة على مفاصل رئيسة في الحرم الإبراهيمي".
ونبَّه إلى أنه منذ تشكيل لجنة "شمغار" الإسرائيلية في أعقاب مجزرة الحرم ومشاريع التهويد والتوسع الاستيطاني في تزايد مستمر.
ولفت إلى تعطيل قوات الاحتلال رفع الأذان في الحرم الإبراهيمي مرات عديدة أسبوعيًّا، عدا عن عرقلة صيانة الحرم وترميم حجارته مقابل السماح بالمشاريع التهويدية للمستوطنين.
وعدّ حمدان إقامة المصعد في الحرم الإبراهيمي إمعانًا في التقسيم المكاني والزماني للحرم، وقال: "حتى لجنة (شمغار) التي لا نعترف بها تجاوز المستوطنون قراراتها وتوصياتها، وزادوا أعمالهم التهويدية سواء داخل الحرم أو في الساحات الخارجية".
المركز الفلسطيني للإعلام