المشروع الوطني للحفاظ على جذور العائلة الفلسطينية (هوية)
2350 شجرة عائلة استطاعت مؤسسة (هوية) جمعها وتوثيقها إلكترونياً على موقعها، بعد مرور عام على إطلاق المشروع الوطني للحفاظ على جذور العائلة الفلسطينية. كذلك جمعت المؤسسة أكثر من 5000 صورة ووثيقة لعائلات فلسطينية في داخل الأراضي المحتلة والشتات، وتوثيق 23 ألف اسم عائلة في قريتها الأصلية في فلسطين.وقد كان لـ (هوية) مساهمات عديدة في إعادة التواصل بين أقرباء فرقت بينهم السنون أو الاحتلال منذ عقود، كما أحدثت بعض الصور والوثائق التي نشرتها حراكاً وتواصلاً اجتماعياً بين عدد من العائلات الفلسطينية.
وفي ما يلي تقرير موجز لمنجزات (هوية)، هي حصاد عام كامل:
تمكنت (هوية) من تحقيق الآتي:
1- توثيق 23000 اسم عائلة إلى القرية الأصلية التي كانت تعيش فيها قبل العام 1948، وقد خصصت لكل عائلة صفحة خاصة على الموقع الإلكتروني تتيح فيها إضافة شجرة العائلة، ورفع الصور، وتدوين تعريف بالعائلة مع تسجيل الأخبار المتنوعة المتعلقة بشؤون العائلة.
2- جمع 2350 شجرة عائلة فلسطينية موزعة بين الداخل والشتات. بعض هذه الشجرات اقتصر على بضع عشرات من الأسماء بينما جمعت شجرات أخرى مئات الأسماء وذلك بحسب حجم العائلة واستمرار أبنائها بإثبات اسم العائلة نفسه على مر العقود. ( قرابة 20% من هذه الشجرات كانت حصيلة الأبحاث في الكتب والمراجع ومن الزيارات الميدانية للعائلات، و80% حصيلة مشاركة العائلات عبر الموقع الالكتروني).
3- جمع 5400 صورة ووثيقة عائلية لهذه العائلات.
فيما بلغ عدد الأفراد الذين شاركوا مع (هوية) في التوثيق لعائلاتهم عبر الموقع الالكتروني 23300 شخصاً، وذلك بالمساهمة في العمل على بناء شجرة العائلة، أو بتقديم الصور والوثائق، وعبر تزويد الموقع بالأخبار والقصص المتعلقة بالعائلة. يضاف إليهم بضع مئات من الأشخاص الذين تفاعلوا مع المندوبين على الأرض وقدموا ما لديهم من معلومات بهذا الشأن.
وفي معرض سباق المؤسسة مع الزمن، عمل فريقها على تسجيل شهادات لكبار السن الذين أُخرجوا من فلسطين وشهدوا نكبة 1948، في محاولة للحصول على أكبر قدر من المعلومات عن العائلات والقرى وبلداتهم التي هُجّروا منها، لا تكاد تجدها في الكتب وذلك للحفاظ عليها وجعلها في متناول الجميع.
ويمكن تسجيل الملاحظات التالية من خلال العمل الذي تمت الإشارة إليه آنفاً:
أ- توزع المتفاعلون مع موقع (هوية) الالكتروني على دول عدة يمكن إدراجها بالترتيب التالي من الأكثر إلى الأقل: الأردن، السعودية، الضفة الغربية وقطاع غزة، فلسطين المحتلة عام 1948، الإمارات العربية، لبنان وسوريا. يشار إلى أن صعوبة استخدام الانترنت في أوساط اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وسوريا تركت أثراً واضحاً على هذا الترتيب.
ب- حافظ الموقع الالكتروني لـ (هوية) على نسبة تقترب من الـ 30% من الزائرين المتكررين بينما كانت نسبة الـ 70% في العادة من الزائرين الجدد. ويمكن الاستنتاج أن النسبة الأكبر من الزائرين يسعون للحصول على المعلومة وليس لإضافتها، ويعزز هذه القراءة أن النسبة الأكبر من متصفحي الموقع هم في سن الشباب وليسوا من كبار السن.
ت- كان التحفظ على ذكر أسماء الإناث في شجرة العائلة واضحاً في الأردن ثم فلسطين وبدرجة أقل في سوريا ثم لبنان.
وفيما يتعلق بالعمل الميداني فقد أجرينا تحليلاً لأول مائة زيارة لعائلات فلسطينية في الشتات موزعة بين لبنان، سوريا والأردن وسجلنا الملاحظات التالية:
1- نسبة العائلات التي خرجت بكامل أفرادها من فلسطين لم تتجاوز 61%، وهذا يعني أن نسبة 39% من العائلات قد تركت وراءها واحداً من أفرادها أو أكثر وإن كان هؤلاء في الغالب قد تهجروا من قراهم التي كانوا يعيشون فيها إلى أماكن أخرى داخل فلسطين لم تكن قد تعرضت للتدمير.
2- 74% من هذه العائلات تهجروا إلى بلد واحد، أما بقية العائلات فقد انشطرت في الخارج إلى قسمين أو أكثر، وفي الغالب كانت تنقسم بين لبنان وسوريا، أو بين سوريا والأردن.
3- 65% من هذه العائلات حافظت على اسم واحد للعائلة في الشتات، بينما البقية 35% قام أفرادها بتسجيل اسم العائلة بطرق مختلفة تفاوتت بين اعتماد اسم الجد الأول أو الثاني أو اللقب أحياناً.
4- 35% من هذه العائلات لم نتمكن من ربط فروع شجرتها لأن كبار السن الذين لا زالوا على قيد الحياة لم يعرفوا وجه القرابة بالتحديد، وكانت الإجابة الغالبة في مثل هذه الحالات أنهم "أبناء عمومة".
5- 9% ممن التقينا بهم خلال الفترة السابقة من أجل التوثيق قد توفوا أو لم يعودوا اليوم قادرين على الإدلاء بشهاداتهم بسبب السن أو المرض.
6- من بين العائلات التي وثقنا لها خلال الزيارات المائة التي ذكرناها، عائلة واحدة فقط كان كل أبنائها الذين ولدوا في فلسطين قبل العام 1948 قد توفوا.
7- 58% من العائلات التي وثقنا لها لا تزال تحتفظ بوثيقة واحدة على الأقل تثبت انتماءها للبلدة التي كانت تسكنها في فلسطين قبل العام 1948، وتنوعت هذه الوثائق بين وثيقة ولادة، كوشان أرض، أو إيصال ضريبة.
8- شخص واحد فقط أجاب بالسلب عند سؤاله إذا كان سيعود إلى فلسطين إذا أتيحت له الفرصة، وكان تعليله بأن "وضعه الصحي لا يسمح"، بينما أصر الباقون على هذه العودة وتطابقت عباراتهم أحياناً بالقول " سأعود ولو مشياً على الأقدام" أو " سأعود حافي القدمين".
يأتي هذه التقرير بعدما أتم المشروع الوطني للحفاظ على جذور العائلة الفلسطينية (هوية) عامه الأول، فقد انطلق في شهر شباط/ فبراير 2011 من العاصمة اللبنانية – بيروت، ثم قام بتوسيع نشاطاته في عدة ساحات تنتشر فيها العائلات الفلسطينية داخل وخارج الأراضي المحتلة. ونشير إلى أن الإعداد للمشروع من حيث الدراسات والأبحاث والتخطيط لبدء العمل كان قد بدأ منذ العام 2008.
التعريف بالمشروع
ويعمل المشروع الوطني للحفاظ على جذور العائلة الفلسطينية (هوية) على جمع شجرة العائلة مع تقديم تعريف موجز بكل عائلة: المكان الأصلي الذي كانت تسكنه في فلسطين قبل العام 1948، ما تعرضت له من أذى أثناء الاحتلال الإسرائيلي للقرى والمدن الفلسطينية، ذكر أسماء الشهداء والجرحى إضافة إلى جمع صور الآباء والأجداد خاصة من شهد منهم نكبة العام 1948 مع تدوين شهاداتهم عليها.
فما تقدمه (هوية) ليس بحوثاً في علم الأنساب بقدر ما هو شهادات ودراسات تاريخية لإثبات حقوق الشعب الفلسطيني والحفاظ على هويته.
وقد انطلق العمل من المكتب الرئيسي في بيروت وبدأ العمل على توسيع شبكة المندوبين لتصل إلى سورية، الأردن وبعض دول الخليج إضافة إلى مجموعة من المتطوعين داخل فلسطين. وتوزع عمل (هوية) على محورين: الأول عبر شبكة الانترنت من خلال موقعها الالكتروني (www.howiyya.com) والثاني من خلال التواصل الميداني مع العائلات، الجمعيات والمؤسسات ذات الاهتمام بهذا التخصص.
ا