جديدنا: وثيقة - مركز الوثائق الفلسطيني
(شارك وعائلته في ثورة سنة 1834 فنُفي وأخواه بعد إخمادهما إلى مصر. وعاد الجميع إلى جبل نابلس سنة 1841. فحاولوا إعادة أملاكهم وإقطاتهم التي فقدوها سابقاً، فأدى ذلك إلى اشتراكهم في الحرب الأهلية على آل ريان. انخرط في الوظائف الحكومية وعين سنة 1858، مثلاً، قائمقاماً في قضاء غزة فترة قصيرة.)
في سنة 1834، عندما أخمدت الثورة في فلسطين وأعدم والد عثمان بك، قاسم الأحمد، وإثنان من إخوته هما محمد ويوسف، نفي عثمان مع أخويه محمود وأحمد إلى مصر، وكانوا لا يزالون صغار السن. وهناك أدخلوا في المدارس العسكرية وأصبحوا ضباطاً في الجيش والأسطول المصريين، وكان الناس يسمونهم أيتام الدولة. ولما انتهى الحكم المصري في بلاد الشام عاد الإخوة الثلاثة إلى جبل نابلس سنة 1841، وطالبوا بحقوقهم في نصف مشيخة ناحية جماعين، فأعيدت إليهم مشيخة النصف الشرقي، ومركزها بيت وزن. وكان آل القاسم، زعماء صف القيس، في ناحيتهم، وآل ريان، زعماء صف اليمن، يتنازعون على مشيخة جماعين كلها. فاشترك وإخوته في الحرب الأهلية التي جرت بين صفي القيس واليمن في جبل نابلس في الأربعينات. ولما نفي منافسهم محمد صادق ريّان سنة 1850، تسلط آل القاسم على ناحية جماعين كلها. وكانت علاقات آل القاسم بآل عبد الهادي ما زالت متوترة بسبب اتهام عثمان بك وإخوته آل عبد الهادي بالتحريض على إعدام والدهم واثنين من أعمامهم. لكن في سنة 1270ه/1854م أجري الصلح بين العائلتين بوساطة آل النمر ليقفوا معاً في حربهم على العائلات المنافسة من صف اليمن. ونجح آل القاسم في التغلب على آل ريّان في ناحية جماعين في الخمسينات، وصارت مشيختها لهم. وقام عثمان ومحمود وأحمد وأولادهم بعد ذلك بدور مهم في حكم جبل نابلس وإدارته، وخصوصاً بعد أن أصبح متصرفية. كما عُين عثمان بك لوظائف الحكم خارج لواء نابلس، فعُين سنة 1858 قائمقاماً في قضاء غزة مدة قصيرة. وهكذا استعاد الإخوة الثلاثة المكانة العالية التي كانت لآل القاسم في المنطقة في أوائل الثلاثينات.
أعلام فلسطين في أواخر العهد العثماني
عادل مناع