جديدنا: وثيقة - مركز الوثائق الفلسطيني
تقول الحاجة عالمية متحدثة عن قريتها: «كانت العيشة في قرية يبنة كانت طرية وهنية.. وكنا مرتاحين رغم أن ظروفنا المادية لم تكن ميسرة، ولكن الحمد لله كنا مبسوطين في حياتنا، فسكان القرية يعملون في زراعة وفلاحة الأرض بالخضروات والفواكه، وكانت علاقاتهم طيبة يسودها المحبة والتآلف بين بعضهم البعض». وتضيف الحاجة عالمية أن الهجوم على بينة بدأ في الليل من قبل الطيارات، التي كانت تصرب على الناس من كل مكان. وعندها لم يستطع الناس البقاء في القرية فبدءوا في الهجرة إلى مناطق آمنة تقيهم من الرصاص والمدافع والطيران. فقد ضربت الطيارات إخوتها واستشهدوا وهما عامر مصران ومصباح مصران، وتصاوبت هي أثناء رحيلها من يبنة إلى أسدود وقتل أبوها عبد الوهاب مصران أيضاً. وتشير الحاجة عالمية إلى أن الجيش المصري أتى لحماية الوطن، ولكن سرعان ما انسحب من القرية لأنه لم يستطع مقاومة اليهود. كما أن اليهود كانوا ينادون بالميكروفات ويقولون للسكان: «اطلعوا من البلاد»، كما استشهد محمد العيس وعبد الغني ومحمد يوسف النجار وقطع اليهود يد زوجة أبيها تحفة حسان. وتضيف أنهم كانوا يسكنون في حارة مقابل اليهود. وكانوا يشاهدون اليهود وهم يطلقون الرصاص على كل من يجدونه في طريقهم من هنا وهناك. كما كنا نسمع عن مجازر دير ياسين وبشاعتها وكذلك مجزرة اللد والرملة وما يفعله اليهود في الناس حينها. وتقول الحاجة عالمية بأن المناضلين كانوا يقاومون اليهود بما عندهم من أسلحة. فكانوا يضعون لهم الألغام وينصبون لهم كمائن، حيث كان الناس حينها يبيعون ما عندهم من الأراضي والذهب لشراء الأسلحة لمقاومة اليهود الذين احتلوا بلادهم. وتوضح قائلة: «رحلنا إلى أسدود ولم نأخذ معنا شيئاً وبعدها إلى غزة ومكثنا في رفح في الخيام حصلنا عليها من الهيئة «الكوكرز» وكانوا يعطوننا الحليب والطحين وبعض ما نحتاجه وكانت ظروفنا صعبة».
www.group194.net