جديدنا: وثيقة - مركز الوثائق الفلسطيني
أم خالد
قرية عربية تنسب إلى امرأة صالحة عاشت ودفنت فيها. تقع على بعد أربعة عشر كيلاً غربي طولكرم، وترتفع 25 متراً فوق سطح البحر وتمر طريق طولكرم ـ نتانيا المعبدة جنوبها. وكانت تزرع البطيخ والبرتقال.. قالوا: وبطيخها ألذ بطيخ في فلسطين، وكان يصدر الى بيروت والساحل الشامي. وقد أمر نابليون بإحراقها بعد هزيمته أمام عكا، وكان ينزلها ولاة عكا وغيرهم من رجال الدولة العثمانية وهم في طريقهم الى القدس ويافا. بلغ سكانها سنة 1945م (970) عربياً، طرد اليهود أهلها، ودمروها وضموا بقعتها الى بلدة (ناتانيا) المجاورة.
معجم بلدان فلسطين
محمد محمد حسن شراب
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
قرية أم خالد باقية فينا.. ونتانيا سحابة صيف
مقالة للدكتور ناصر إسماعيل جربوع
ذاكرة الأجيال لن تمحى ، وقرانا لا زالت شامخة بمسمياتها، وآثارها الكنعانية وحضارتها النطوفية الضاربة في جذورها منذ العصور الحجرية بل وما قبلها ، ومهما أطلق الصهاينة من أسماء غير مقبولة على لغة الضاد العربية ، إلا أن أسماء أجدادنا لقرانا ومدنه تبقى هي الأنقى ، حديثنا اليوم ضمن سلسلة القرى الفلسطينية المدمرة عن قرية أم خالد ، التي سميت نسبة إلى امرأة صالحة تدعى أم خالد عاشت ودفنت بها لتدل على صلاح المرأة الفلسطينية عبر العصور، واحترام الفلسطينيين للمرأة وتقديرها في ظل عصور كانت غارقة في غيابت الظلمات 00 كانت القرية تنهض على تل من الحجر الرملي ، يبعد اقل من كيلومترين عن شاطئ البحر الأبيض المتوسط وكان طريقطولكم العام يمر إلى الجنوب منها. ودلت الحفريات الأثرية التي اكتشفت أدوات صوانيه أن قرية أم خالد كانت آهلة منذ العصور الحجرية، هذا واكتشف علماء الآثار في موقع القرية على حصن (روجر اللومباردي) الذي بناه الصليبيون أثناء الغزو الصليبي واحتلال فلسطين 1099 م ، وبعد كنس الصليبين إلا أنها بقيت شامخة بسكانها وعطائها وأشجارها ، ويبدو أن أحفاد الحملات الصليبية أرادوا الانتقام من طرد أجدادهم من حصن اللومباردى الغاصب لأراضى أم خالد ، فقد محيت قرية أم خالد محوا من قبل جنود نابليون بونابرت أثناء عودتهم سنة 1799 إلى مصر، بعد أن أخفقوا في احتلال عكا واقتحام أسوارها، وبسالة أهلها وأهل قراها المجاورة ،وفي القرن التاسع عشر كانت القرية تبدو بأروع حلتها حيث كانت على شكل مستطيل جميل يدل على روعة جمال فنون العمارة الفلسطينية يمتد من الشمال إلى الجنوب ،و منازلها مبنية بالحجارة الجبلية والطين تتجمهر ببعضها قرب بعض تفصل يبنهما أزقة ضيقة، وقد تميزت بتربتها الخصبة ووفرة مياهها الجوفية.ويكمن جمال أم خالد انها بين الطنطورة (قضاء حيفا). وراس العين الرائعتين بزينتهما وخضرتهما التي تأخذ البصر من سحرها وجمالها ، والزائر لقرية أم خالد قبل العدوان الآثم كان يشتم رائحة بساتين الشمام الفلسطيني المعطر يخترق الأنوف الطاهرة ليعبر عن جمال المكان والزمان ، قرية أم خالد كانت تحمل معاني الرقي ومعاني الحضارة بشقيها المادي والمعنوي، حيث كان يتوسط القرية مسجد ومدرسة ابتدائية للبنين وأربع محلات سمانة والأقمشة، كان سكانها معظمهم من المسلمين وقد أتى كثيرون منهم من قرى القضاء الأخرى طلبا للعمل في الزراعة التي كانت عماد اقتصاد القرية القائمة على البطيخ والحمضيات والخضروات والحبوب.في 1944/ 1945 كان ما مجموعه (47) دونما مخصصا للحمضيات والموز و(1830) دونما مزروعاً بالحبوب، وكان سكان القرية يهتمون أيضا بتربية المواشي ويصنعون الألبان والأجبان ، وكشفت الآثار حول القرية عن بقايا أبراج وحصون وآبار وصهاريج وخزانات وخزفيات. سقوط قرية أم خالد وتشتت سكانها : في بداية مارس عام 1948 بدأت عصابات الهاجاناة وسكان المستوطنات المحاذية لقرية أم خالد بشن هجمات ليليلة مثل الخفافيش ، وترويع النساء والأطفال الآمنين، وخاصة في وقت كان رجال القرية يتمترسون بالجبال ويوجهون ضربات المقاومة ، ويزعم المؤرخ الصهيوني بنى موريس أن( قرية أم خالد أخليت في 20 مارس 1948 جراء شعور عام بالخوف، ويذكر إن جملة من القرى العربية وفي المنطقة واجهت المصير نفسه بعد أن تزايدت الهجمات الأولى من الحرب ، و كانت هذه المنطقة الساحلية تغص بالمستعمرات اليهودية وكانت القيادة الصهيونية تعتبرها بمثابة القلب من الدولة اليهوديةالمستقبلية لذلك كان من المرغوب فيه- بحسب رأي قادة الصهاينة-أن يطرد السكان الفلسطينيون الأصليون قبل 15 مايو من عام 1948 0 نتانيا أسم اختاره الصهاينة بدلاً لام خالد !! : بعد تشريد السكان الآمنين، وقتل وذبح الأطفال والشيوخ وبقر بطون النساء، بني الصهاينة على أراضي قرية أم خالد ما تسمى اليوم بـ (نتانيا) التي بدأ الاحتلال في تأسيسها سنة 1929م ، بالإضافة لذلك دمجت مغتصبتا (غان -- حيفر) التي أسستا لتشكلان في سنة 1953 مغتصبة واحدة كبرى هي (شاعر حيفر) وتغطي هذه المغتصبة جزءا من أراضي قرية أم خالد 0000واليوم بات موقع القرية جزءا من ما تسمى مدينة (نتانيا). وقد بقي بعض المنازل العربية الحجرية المنحوتة من أحجار الجبال ، وتستعمل للسكن أو لأغراض تجارية أو مستودعات لشركات الاحتلال الإسرائيلية أما الأراضي المجاورة فقد غرست بأشجار الحمضيات التي ارتوت بدماء شهداء أم خالد لتبقى شاهدة على كنعانية وعروبة وإسلامية فلسطين رغم انف الصهاينة ، ومن يشكك فليسأل شجر البرتقال الحزين المشتاق إلى معاول البناء والعطاء ،وأيدي فلسطينية تتخندق وراء هدف واحد للرجوع إلى بيارات وحقول أم خالد وتربتها المملوءة بخليط من عرق ودم الشهداء ، فهل سيأتي يوم للشهيد في أم خالد ليرتاح ويسقى أطفالنا الورود وشقائق النعمان على قبره ؟ وهل سبقى أسم أم خالد فى ذاكرة أجيالنا وستزول نتانيا وتختفى عن سمائنا مثل زوال سحابة الصيف ؟ أم لازلت أحلم يا قادة ؟
قرية عربية تنسب إلى امرأة صالحة عاشت ودفنت فيها. تقع على بعد أربعة عشر كيلاً غربي طولكرم، وترتفع 25 متراً فوق سطح البحر وتمر طريق طولكرم ـ نتانيا المعبدة جنوبها.وكانت تزرع البطيخ والبرتقال.