جديدنا: وثيقة - مركز الوثائق الفلسطيني
الحاج أحمد محمود الأشقر: لا أنا .. ولا أحفادي نقبل بديلاً عن البصّة قام مندوب "هوية" بزيارة الحاج أحمد محمود الأشقر في منزله في حيّ الزيب داخل مخيم عين الحلوة جنوب لبنان، وهو من مواليد قرية البصة عام 1944. خرج الحاج محمد من البصة عام 1948 مع أهله مرغمين بفعل الإرهاب االصهيوني، كان طفلاً ولم يعايش الحداث الجسام التي رافقت النكبة في تلك السنة.. ولكن السنوات الأربع التي عاشها في البصة قبل النكبة كانت كفيلة بأن تغرس فيه انتماء عميقاً لم تتمكن سبعة عقود من الإبعاد من زعزعة هذا الانتماء. عرف بعض أحياء وأزقة البصة خلال طفولته، ولكنه عرف كل تفاصيها من خلال عائلته التي لم تفارق البصة حديثها صوال السنوات الأولى للتهجير.. استفزه سؤالنا عن القبول بالتوطين أوالتعويض بديلاً عن البصة، فردّ قائلاً: "لا أنا ولا أحفادي الجالسين بجنبي نقبل بهذا البديل.. والله لو ملكونا الدنيا لا نقبل لا بالتوطين ولا بالتعويض.. هذه أرض الآباء والأجداد وفيها معراج نبينا ومسراه.. كيف نقبل بالتعويض؟!!!" كان أحفاده يستمعون لحديثه عن البصة وأمله بالرجوع إليها بإنصات، فهو يتحدث عنها وكأنه عاش فيها عمراً ليعرف أهلها ويعشق أرضها.. فوجّهنا السؤال للأحفاد عن العودة إلى فلسطين وإلى البصة تحديداً، فكان إصرارهم وتمسكهم بهذ العودة مثل إصرار جدهم ولربما أشد