أوقف اليهود والدي وقالوا له أنت كنت محارب، فقال لهم لا، ولكنهم قالوا له هذه الساعة والحزام يدلان على إنك كنت محارب قالوا له انت من وين؟ قال أنا من الدامون، لم يخبرهم انه من سحماتا، لأن أهل سحماتا حرقوا يهودي، فكانوا يتفادوا سحماتا بحديثهم، لأنهم كان مغضوب عليهم.
والدتي قالت أن اليهودي ضربه كف فوقع الحطة والعقال، فأختي أخذتهم، فوضع البارودة بصدر أبي، وقال له لولا هذه الطفلة لكنت قتلتك، لأنك محارب.
عبد الغني يوسف عامر
وطلعوا الى العباسية، وبقوا هناك. لم يذهبوا الى بعلبك مع الناس، بقوا بالعباسية 8 سنوات. وفي هذه القرية تلقيت دروسي بعدما ذهبت الى المدرسة.
كمال وحاتم وأحمد حسين ومصطفى محمد محمود، كانوا يذهبون الى البص ليدرسوا، يذهبون من العباسية الى صور مشياً على الاقدام، ثم يعودون ليلاً عندما تصبح الدنيا معتمة.
والدتي قالت لوالدي، أنا أريد تعليم بناتي، فقدم طلب، فرحلنا الى بعلبك، بقينا هناك 9 سنوات أيضاً ثم عدنا إلى الرشدية.
أما خالي وجدتي وخالتي نجية، الجشي خطب خالتي، وخالي خطب لبنانية وعمي أخذ أيضاً لبنانية، وبقوا بالعباسية. لا عمي ولا جدي ولا عماتي ذهبوا إلى بعلبك. وجدي حسن كان قد توفي في فلسطين.
عند خروجهم من فلسطين أخوالي لم يتزوجوا، عاشوا مع والدتهم، جدتي اسمها خديجة أحمد خالد من سحماتا.
أمي خرجت معاهم، ثم لحقها والدي مع جدي.
العباسية كانت مليئة بناس من الكويكات والزيب وسحماتا. دار أبو كمال (أهل الأستاذ غانم) ودار حسين علي الحسين وأولاده، ومحمد محمود، بقوا فترة طويلة بالعباسية. أهل الكويكات أغلبهم ذهب الى البرج وأهل الزيب الى البص، أما نحن فذهبنا إلى بعلبك.
بالعباسية باعوا البقرات، وجلسوا بدون عمل، لا شغلة ولا عملة، أمي حافظة الشعر كله بقصة بني هلال.
والدي طلب مني أن أبحث له عن قصة بني هلال في أبو ظبي عندما كنت هناك، كان صاحبه بالبيت يجمع الناس والبدو القاضي (من جل البحر)، عاطف البدوي كان صاحبه كثيراً، عفير أقرباءه، ليستمعوا الى قصص والدي من بني هلال. كانت أمي حافظة الشعر والقصص كلها.
عمل والدي مع الصليب الأحمر، وأبو يوسف حمادة له صورة. ووالدي كان عسكري بسجن عكا، عندما ضربوا السجن فرّ هو والمساجين.