جديدنا: وثيقة - مركز الوثائق الفلسطيني
(عالم أزهري، مفتي الشافعية، وشيخ مشايخ الطرق الصوفية الخلوتيةوالقادرية في الديار القدسية. سافر في آخر حياته إلى الآستانة بطلب من شيخ الإسلام، ولم يمكث طويلاً بعد وصوله إليها فمات ودفن فيها) هو محمد أفندي بن تاج الدين أبو السعود، من أكارم أعيان القدس كما جاء في مخطوط حسن الحسيني لتراجم علماء القدس في القرن الثاني عشر الهجري. وقال عنه أيضاً: « مولانا السعيد الكامل الرشيد، مولانا مهذب القلوب، ومهذب الأخلاق، المقرب المحبوب، لحضرة الخلاق، الذي نشأ من عنوان شبابه في عبادة مولاه وترقى مراقي الأحباب حتى بلغ مناه. » درس في الأزهر، وأخذ طريق الخلوتية عن شيخ المشايخ في الديار المصرية محمد الحفني، وكذا أخذ تلك الطريقة والخلافة عن «مولانا وسيدنا وابن سيدنا محمد كمال الصديقي. » وكان للعائلة زاوية في دارها هي الزاوية الفخرية، وطريقتها منسوبة إلى القطب المشهور الشيخ عبد القادر الجيلاني. ولذا أصبح محمد أفندي في نهاية القرن الثاني عشر الهجري خليفة السادات الخلوتية والقادرية في القدس. قام بإحياء الأذكار ليلاً ونهاراً، ووصِفَ بأنه صاحب كرامات وأشعار. وقد أخذ عليه العهد خلق كثير من أكابر القوم. أصبح محمد أفندي أحد علماء القدس ذوي النفوذ. وقد برز ذلك أيام الحملة الفرنسية على فلسطين، حيث وردت الفرمانات والمراسيم باسم ثلاثة من علماء القدس البارزين وهم: المفتي الحنفي حسن الحسيني، والشيخ محمد البديري، والشيخ محمد أبو السعود. وقد حاز الشيخ أبو السعود على مختلف المناصب والوظائف في المؤسسات الدينية والأوقاف، وأورث قسماً كبيراً منها لإبنه أحمد أفندي، وأحفاده الثلاثة، أولاد إبنه مصطفى المتوفى سنة 1221ه/1806م. وقد تقلد إبناه أحمد ومصطفى المناصب العالية وسارا على خطى والدهما. ذكر جودت باشا في تاريخه سنة 1228ه/1813م. (المجلد العاشر، الصفحة 126)، وذلك أن شيخ الإسلام عبد الله أفندي درى زاده كان يبحث ذات يوم في الآستانة مع قاضي عسكر الأناضول موسى أفندي الخالدي عن المشايخ والعلماء ليحضرهم إلى العاصمة. فذكر له الشيخ محمد أفندي أبو السعود، وأثنى عليه، فطلب منه أن يحضره إلى دار السعادة. فتوجه موسى أفندي إلى القدس وأحضره وأنزله في دار تجاه بيت شيخ الإسلام، قرب جامع الفاتح. وكان الشيخ أبو السعود هرماً فلم يستطع التوجه إلى سراي السلطان. ورعاية للقاعدة «القادم يزار»، عزم السلطان محمود على زيارته ثم عدل لأن الشيخ كان مغمى عليه. ومات الشيخ أبو السعود في تلك السنة، ودفن في تربة أبي أيوب الأنصاري في العاصمة العثمانية.
(عالم أزهري، مفتي الشافعية، وشيخ مشايخ الطرق الصوفية الخلوتيةوالقادرية في الديار القدسية. سافر في آخر حياته إلى الآستانة بطلب من شيخ الإسلام، ولم يمكث طويلاً بعد وصوله إليها فمات ودفن فيها)
هو محمد أفندي بن تاج الدين أبو السعود، من أكارم أعيان القدس كما جاء في مخطوط حسن الحسيني لتراجم علماء القدس في القرن الثاني عشر الهجري. وقال عنه أيضاً: « مولانا السعيد الكامل الرشيد، مولانا مهذب القلوب، ومهذب الأخلاق، المقرب المحبوب، لحضرة الخلاق، الذي نشأ من عنوان شبابه في عبادة مولاه وترقى مراقي الأحباب حتى بلغ مناه. » درس في الأزهر، وأخذ طريق الخلوتية عن شيخ المشايخ في الديار المصرية محمد الحفني، وكذا أخذ تلك الطريقة والخلافة عن «مولانا وسيدنا وابن سيدنا محمد كمال الصديقي. » وكان للعائلة زاوية في دارها هي الزاوية الفخرية، وطريقتها منسوبة إلى القطب المشهور الشيخ عبد القادر الجيلاني. ولذا أصبح محمد أفندي في نهاية القرن الثاني عشر الهجري خليفة السادات الخلوتية والقادرية في القدس. قام بإحياء الأذكار ليلاً ونهاراً، ووصِفَ بأنه صاحب كرامات وأشعار. وقد أخذ عليه العهد خلق كثير من أكابر القوم.
أصبح محمد أفندي أحد علماء القدس ذوي النفوذ. وقد برز ذلك أيام الحملة الفرنسية على فلسطين، حيث وردت الفرمانات والمراسيم باسم ثلاثة من علماء القدس البارزين وهم: المفتي الحنفي حسن الحسيني، والشيخ محمد البديري، والشيخ محمد أبو السعود. وقد حاز الشيخ أبو السعود على مختلف المناصب والوظائف في المؤسسات الدينية والأوقاف، وأورث قسماً كبيراً منها لإبنه أحمد أفندي، وأحفاده الثلاثة، أولاد إبنه مصطفى المتوفى سنة 1221ه/1806م. وقد تقلد إبناه أحمد ومصطفى المناصب العالية وسارا على خطى والدهما.
ذكر جودت باشا في تاريخه سنة 1228ه/1813م. (المجلد العاشر، الصفحة 126)، وذلك أن شيخ الإسلام عبد الله أفندي درى زاده كان يبحث ذات يوم في الآستانة مع قاضي عسكر الأناضول موسى أفندي الخالدي عن المشايخ والعلماء ليحضرهم إلى العاصمة. فذكر له الشيخ محمد أفندي أبو السعود، وأثنى عليه، فطلب منه أن يحضره إلى دار السعادة. فتوجه موسى أفندي إلى القدس وأحضره وأنزله في دار تجاه بيت شيخ الإسلام، قرب جامع الفاتح. وكان الشيخ أبو السعود هرماً فلم يستطع التوجه إلى سراي السلطان. ورعاية للقاعدة «القادم يزار»، عزم السلطان محمود على زيارته ثم عدل لأن الشيخ كان مغمى عليه. ومات الشيخ أبو السعود في تلك السنة، ودفن في تربة أبي أيوب الأنصاري في العاصمة العثمانية.
أعلام فلسطين في أواخر العهد العثماني
عادل مناع