(قاضي الشافعية في القدس في الربع الأول من القرن التاسع عشر، وأحد العلماء البارزين، ومن أصحاب النفوذ السياسي والإجتماعي في ذلك العهد.)
هو أحمد بن محمد أفندي أبو السعود، العالم وشيخ مشايخ الطرق الصوفية. عُيّن قاضياً للشافعية بعد وفاة أخيه مصطفى سنة 1221ه/1806م، الذي شغل ذلك المنصب أعواماً. بقي أحمد أفندي في وظيفة القضاء مدة طويلة، وبرز عالماً من العلماء ذوي النفوذ الواسع. وقد استعان ولاة الأمور به أحياناً لجمع الضرائب وحفظ النظام في القدس ولوائها. ففي سلخ شهر شعبان 1240ه/ أواسط نيسان (أبريل) 1825م، أرسل عثمان آغا كتاباً إلى قاضي القدس وعلمائها ومتسلمها وأعيانها بشأن ضرائب ذلك العام. وكان عثمان آغا في ذلك التاريخ وكيلاً معتمداً من قِبل والي الشام (كتخذا)، وقائد الحملة العسكرية لجمع الضرائب في المنطقة (سر عسكر الدوره). وصل عثمان آغا إلى مدينة نابلس وواجه صعوبات في جمع الضرائب المترتبة على المنطقة. فأرسل علماء القدس وأعيانها إلى عثمان آغا رسالة يطلبون فيها عدم توجهه بالعساكر إلى طرفهم. كما تعهدوا توريد الضرائب المطلوبة من لواء القدس لخزينة الدولة إلى نابلس. وكان على رأس متعهدي جمع الضرائب وإرسالها إلى نابلس «جناب الشيخ الحاج أحمد أفندي أبو السعود أفندي زاده.» واستجاب عثمان آغا لهذا المطلب وعدل عن قدومه بنفسه على رأس جيشه لجمع تلك الضرائب، وذلك «لأجل راحة الفقراء وعدم الثقلة على الرعايا»، كما جاء في وثائق سجل المحكمة الشرعية.
لم أعثر على تاريخ وفاته، لكن أولاد أخيه مصطفى تسلموا الوظائف والرياسة مع عمهم منذ العشرينات.
أعلام فلسطين في أواخر العهد العثماني
عادل مناع