(واعظ، وفقيه، ونحوي، وصوفي، وأديب، ومفتي الحنفية في الديار المصرية والمدرس في جامعة الأزهر.)
ولد الشيخ أحمد ونشأ في مدينة أجداده، الخليل. جاور الأزهر فتفقه على الشيخ حسن الجبرتي وأخذ الحديث وغيره عن الشيخ السيد مرتضى الزبيدي، ثم رجع إلى بلده، وصار مفتيها وأبرز علمائها. وبعد أن فتح إبراهيم باشا بلاد الشام التقى الشيخ أحمد وأعجب بمواهبه وقدراته العلمية فاصطحبه إلى مصر، حيث عُين مفتياً للحنفية فيها. وبقي الشيخ أحمد في منصب الإفتاء في الديار المصرية مدة طويلة من الزمن، ودرس في الأزهر فتخرج على يديه الكثيرون. وفي سنة 1263ه/1847م توجه إلى إستنبول، تلبية لدعوة السلطان عبد المجيد خان، لحضور ختان أنجاله، فقابل هناك كبار رجال الدولة وعلمائها. وفي تلك المناسبة التقى السلطان وقدم إليه كتاب «إرشاد الملوك في الوعظ والأخلاق» الذي فرغ من تأليفه في العام نفسه. وحين رجع إلى مصر، بعد انتهاء زيارته للعاصمة العثمانية، كتب في ذلك رسالة سمّاها «الرحالة الرومية».
لم نعثر على أخبار الشيخ أحمد بعد عودته من زيارة الآستانة، ومنها سنة وفاته، ومن تراجم علماء غزة ومدن فلسطينية أخرى نعلم بأنه استمر في التدريس في الأزهر، ولا سيما في رواق الشوام. ورُزق ولدين هما: محمد الفاضل، الأديب، وعبد الرحمن، المبذر المتلاف الذي بذر معظم ثروة والده الطائلة.
وبالإضافة إلى المؤلفات التي ذكرناها أعلاه، كان للشيخ أحمد المصنفات التالية:
1- «إنجاح الأرواح في أحكام النكاح»، وقد فرغ منه في ربيع الثاني 1239ه/أواخر سنة 1823م.
2- «رسالة في التصوف».
3- «الفوائد الزكية في أعراب الاجرومية».
أعلام فلسطين في أواخر العهد العثماني
عادل مناع