الكتاب، الشيخ يوسف: (توفي سنة 1291ه/1875م)
(عالم أزهري، عين وكيلاً لمفتي المدينة المنورة، مدة قصيرة، وأميناً للفتوى فيها مدة أطول. درًس الحديث، وأكب على نشر العلم والتأليف حتى ذاع صيته بين علماء مصر والشام، وبقي في المدينة حتى وفاته. له مؤلفات كثيرة منها «جامع كتب الصحاح الستة»، مع شرحه في عشرة مجلدات).
هو يوسف بن محمد بن يوسف بن خليل كسّاب الحنفي البصير بقلبه. ولد في غزة في أوائل القرن الثالث عشر الهجري وحفظ القرآن. وبعد دراسته الأولية رحل إلى الجامع الأزهر في حدود سنة 1230ه/1815م، ولازم العلماء المحققين، أمثال الشيخ حسن العطار والشيخ حسن القويسني، وغيرهما، ومكث في الأزهر ثلاثة وعشرين عاماً، فشهد له العلماء وأجازوه. ثم حضر إلى غزة واشتغل في التدريس، ورحل بعدها إلى القدس، وأقام فيها مدة قصيرة. ثم سافر ثانية إلى مصر، وأقام في الأزهر وتصدر فيه للتدريس مدة، وسافر إلى الحجاز لأداء فريضة الحج، وصدف أنه خلال زيارته تلك توفي مفتي المدينة المنورة، الشيخ عمر بالي، ونجله قاصر عن الوظيفة فعين الشيخ وكيلاً للمفتي في المدينة، ومدرساً فيها، وذلك في حدود سنة 1260ه/1844م. واستمر في قراءة الحديث والتدريس حتى ذاع صيته وانتشر ذكره حتى في بلاد اليمن والهند. وما زال الشيخ يوسف ينشر العلم ويعمل في التأليف حتى صار في أواخر حياته شيخ علماء المدينة المنورة. وقد ترك عدة مؤلفات، منها:
1- «جامع كتب الصحاح الستة»، مع شرحه في عشرة مجلدات.
2- «الفتاوى الأسعدية»، ونسبها إلى تلميذه، مفتي المدينة، الشيخ أسعد، في ثلاثة مجلدات.
3- منظومة «الدرة الفريدة» في علم الفرائض.
4- نظم «نخبة ابن حجر في مصطلح الحديث» مع حاشية عليه.
وله رسائل ومصنفات أخرى معظمها في شرح آيات القرآن والأحاديث النبوية. وعموماً، فقد أحاط الشيخ يوسف بالمعقول والمنقول، وتفرد في الفروع والأصول. وتوفي سنة 1291ه/1875م وخلف ابنه الشيخ حسن، الذي مات من دون أن يعقب ذكوراً.
أعلام فلسطين في أواخر العهد العثماني
عادل مناع