هوية: المشروع الوطني للحفاظ على الجذور الفلسطينية

قصص وروايات العائلة استعراض

أظرف الناس النمر بن تولب حيث يقول:
أهيم بدعد ما حييت فإن أمت   أوكل بدعد من يهيم بها بعدي
يرثي جمرة أخبرني ابن المرزبان قال: أخبرني عبد الله بن محمد قال: أخبرني محمد بن سلام قال: لما بلغ النمر بن تولب أن امرأته جمرة توفيت، نعاها له رجل من قومه يقال له حزام أو حرام، فقال:
ألم تر أن جمرة جاء منهـا   بيان الحق أن صدق الكلام
نعاها بالندي لـنـا حـزام   حديث ما تحدث يا حـرام
فلا تبعد وقد بعدت وأجرى   على جدث تضمنها الغمام
قال الأصمعي: يقال بعد وأبعد يهذي في كبره أخبرني أبو الحسن الأسدي قال: حدثنا الرياشي، عن الأصمعي. عن أبي عمرو وأخبرني به هاشم بن محمد أبو دلف الخزاعي قال: حدثنا أبو غسان دماذ، عن أبي عبيدة، عن أبي عمرو قال: أدرك النمر بن تولب النبي صلى الله عليه وسلم، فأسلم وحسن إسلامه، وعمر، فطال عمره، وكان جواداً واسع القرى كثير الأضياف وهاباً لماله، فلما كبر خرف وأهتر، فكان هجبراه: اصبحوا الراكب، اغبقوا الراكب اقروا، انحروا للضيف، أعطو السائل، تحملوا لهذا في حمالته كذا وكذا - لعادته بذلك - فلم يزل يهذي بهذا وشبههه مدة خرفه حتى مات.
موازنة بين خرف وخرف قال: وخرفت إمرأة من حي كرام عظيم خطرهم وخطرها فيهم، فكان هجيراها: زوجوني، قولوا لزوجي يدخل، مهدوا لي إلى جانب زوجي، فقال عمر بن الخطاب، وقد بلغه خبرها: ما لهج به أخو عكل النمر بن تولف في خرفه أفخر وأسرى، وأجمل مما لهجت به صاحبتكم. ثم ترحم عليه.
يرثي أخاه أخبرني ابن المرزبان قال: حدثني أبو بكر العامري، قال: حدثني علي بن المغيرة الأثرم، عن أبي عبيدة قال: مات الحارث بن تولب، فرثان النمر فقال:
لازال صوب من ربيع وصـيف   يجود على حسن الغميم فيثـرب
فوالله ما أسقى البلاد لحـبـهـا   ولكنما أسقيك حار بن تـولـب
تضمنت أدواء العشيرة بينـهـا   وأنت على أعواد نعش مقلـب
كأن أمرأً في الناس كنت ابن أمه   على فلج من بطن دجلة مطنب
يتمثل بأبياته قال حماد الراوية: كان النمر بن تولب كثير البيت السائر والبيت المتمثل به، فمن ذلك قوله:
لا تغضبن على امرئٍ في مـالـه   وعلى كرائم صلب مالك فاغضب
وإذا تصبك خصاصة فارج الغنـى   وإلى الذي يعطي الرغائب فارغب
وقوله:
تلبس لـدهـرك أثـوابـه   فلن يبتني الناس ما هدمـا
وأحبب حبيبك حـبـاً رويدا   فليس يعولك أن تصـرمـا
وأبغض بغيضك بغضاً رويداً   إذا أنت حاولت أن تحكمـا
وقوله:
أعاذل أن يصبح صداي بقفرة   بعيد فأنى ناصري وقريبـي
تري أن ما أبقيت لم أك ربه   وأن الذي أفنيت كان نصيبي
يعفي صديقه من الدية ويتحملها نسخت من كتاب بخط السكري أبي سعيد قال: محمد بن حبيب: كان للنمر بن تولب صديق فأتاه النمر في ناس من قومه يسألونه في دية احتملوها، فلما رآهم، وسألوه تبسم، فقال النمر:
تبسم ضاحكاً لمـا رآنـي   وأصحابي لدي عن التمام
فقال له الرجل: إن لي نفساً تأمرني أن أعطيكم، ونفساً تأمرني ألا أفعل، فقال النمر:
أما خليلي فإني غير مـعـجـلـه   حتى يؤامر نفسيه كمـا زعـمـا
نفس له من نفوس الناس صالـحة   تعطى الجزيل ونفس ترضع الغنما
ثم قال النمر لأصحابه: لا تسألوا أحداً، فالدية كلها علي.
قصة سيف كالذي وصف النمر أخبرني أحمد بن عبد العزيز الجوهري، قال: حدثنا علي بن محمد النوفلي قال: حدثنا أبي قال: حدثنا الحسن بن محمد بن عبد الله بن حسن بن علي قال:جاء أعرابي إلى أبي، وهو مستتر بسويقة قبل مخرجه، ومعه سيف قد علاه الصدأ، فقال: يا بن رسول الله، إني كنت ببطن قديد، أرعى إبلي وفيها فحل قطم، قد كنت ضربته، فحقد علي وأنا لا أدري، فخلا بي فشد علي يريدني، وأنا أحضر، ودنا مني حتى أن لعابه ليسقط على رأسي لقربه مني. فأنا أشتد، وأنا أنظر إلى الأرض لعلي أرى شيئاً أذبه عني به، إذ وقعت عيني على هذا السيف قد فحص عنه السيل، فظننته عوداً بالياً، فضربت بيدي إليه، فأخذته فإذا سيف، فذببت به البعير عني ذباً، والله ما أردت به الذي بلغت منه، فأصبت خيشومه فرميت بفقمه، فعلمت أنه سيف جيد، وظننته من سيوف القوم الذين كانوا قتلوا في وقعة قديد، وها هو ذا قد أهديته لك يا بن رسول الله قال: فأخذه منه أبي، وسر به. وجلس الأعرابي يحادثه، فبينا هو كذلك إذ أقبلت غنم لأبي ثلاثمائة شاة فيها رعاؤها، فقال له: أبي: يا أعرابي هذه الغنم والرعاة لك مكافأة لك عن هذا السيف، قال: ثم أرسل به إلى المدينة، أو أرسل إلى قين فأتي به من المدينة، فأمر به فحلي، فخرج أكرم سيوف الناس، فأمر فاتخذ له جفن، ودفعه إلى أختي فاطمة بنت محمد. فلما كان اليوم الذي قتل فيه، قاتل بغير ذلك السيف، قال: وبقي ذلك السيف عند أختي محمد بنت محمد. فزرتها يوماً وهي بينبع في جماعة من أهل بيتي، وكانت عند ابن عمها الحسن بن إبراهيم بن عبد الله بن الحسن عليهم أجمعين السلام، فخرجت إلينا، وكانت برزة تجلس لأهلها كما يجلس الرجال، وتحدثهم، فجلست تحدثنا، وأمرت مولىً لها، فنحر لنا جزوراً ليهيئ لنا طعاماً.
فنظرت إليها، والجزور في النخل باركة، وقد بردت وهي تسلخ، فقالت: إني لا أرى في هذه الجزور، مضرباً حسناً. ثم دعت بالسيف، وقالت: يا حسن - فدتك أختك - هذا سيف أبيك، فخذه واجمع يديك في قائمه، ثم اضرب به أثناءها من خلفها - تريد عراقيبها - وقد أثبتها للبروك، وهي أربعة أعظم، قال: فأخذت السيف ثم مضيت نحوها، فضربت عراقيبها فقطعتها - والله - أربعتها، وسبقني السيف، فدخل في الأرض، فأشفقت عليه أن ينكسر إن اجتذبته فحفرت عنه، حتى استخرجته، قال: فذكرت حينئذ قول النمر بن تولب:
أبقى الحوادث والأيام من نمر   أسباد سيف كريم أثره بـادي
تظل تحفر عنه الأرض مندفعاً   بعد الذراعين والقيدين والهادي
ويروى:
تظل تحفر عنه إن ظفرت به
يشكو المشيب أخبرني علي بن صالح بن الهيثم قال حدثنا عمر بن شبة قال: أخبرني أحمد بن معاوية الباهلي، عن أبي عبيدة قال: قيل للنمر بن تولب كيف أصبحت يا أبا ربيعة? فأنشأ يقول:
أصبحت لا يحمل بعضي بعضاً   أشكو العروق الآبضات أبضاً
كما تشكى الأرحبي الغرضـا   كأنما كان شبابـي قـرضـا
من توسلاته أخبرني هاشم بن محمد أبو دلف الخزاعي قال: حدثنا الرياشي عن الأصمعي قال: أنشدني حماد بن الأخطل ابن النمر بن تولب لجده:
أعذني رب من حصر وعي   ومن نفس أعالجها علاجـا
ومن حاجات نفس فاعصمني   فإن لمضمرات النفس حاجا
فأنت وليها وبرئت منـهـا   غليك فما قضيت فلا خلاجا
عود إلى فتوته ثم قال: كان النمر أفتى خلق الله، فقلت: وما كانت فتوته? قال: أوليس فتى من يقول:
أهيم بدعد ما حييت فإن أمـت   فواحزناً من ذا يهيم بها بعدي?

صوت

أيا صاحبي رحلي دنا الموت فـانـزلا   برابـية إنـي مـقـيم لــيالـــيا
وخـطـا الأسـنة مـضـجـعــي   ورداً علـى عـينـي فـضـل ردائيا
ولا تحسداني بارك الـلـه فـيكـمـا   من الأرض ذات العرض أن توسعا ليا
لعمري لئن غالت خراسان هـامـتـي   لقد كنت عن بابـي خـراسـان نـائيا
فيا ليت شعـري هـل أبـيتـن لـيلة   بجنب الغضا أزجي القلاص النواجـيا

تمت الاضافة من قبل laith alakal بتاريخ 16/06/2011
السجلات 
 من 6