(أحد أعضاء الإدارة أيام الحكم المصري في ثلاثينات القرن التاسع عشر، ثم بعد ذلك أيام العثمانيين، وقائمقام وكيل أوقاف خاصكي سلطان أبّاً عن جد، ورئيس عائلة درويش التي سُميت في القدس باسمه.)
هو محمد درويش بن مصطفى آغا بن علي أفندي زاده. وكان جده علي أفندي أحد الموظفين العثمانيين الذين عُينوا لتولية أوقاف خاصكي سلطان في القدس. وبما أن قسماً كبيراً من أراضي وأملاك هذا الوقف كان تابعاً لنواحي اللد والرملة ولواء يافا وغزة، فقد كان ارتباطه بولاية صيدا وعاصمتها عكا. وكان وقف خاصكي سلطان من أكبر الأوقاف ومن أهمها في المنطقة، ولذا كانت السلطات العثمانية تعين عادة تركياً لهذا المنصب ولا تعطيه لأحد الأعيان المحليين. ولما كان المنصب يعطى عادة مدى الحياة، فقد توطن علي أفندي زادة وعائلته في المنطقة في أواخر القرن الثامن عشر. وخلفه في وظيفته ابنه مصطفى آغا، وشغل المنصب مدة طويلة. وتزوج مصطفى آغا في القدس واستوطنها، وأنجب عدة أولاد، منهم: علي محسن، ومحمد أفندي درويش، والسيد أحمد عاطف، ومحمود أفندي، وعثمان أفندي.
وتعاون هؤلاء الإخوة مع الحكم المصري في الثلاثينات فتقدموا في المناصب الحكومية الإدارية. وفي سنة 1835 عين علي محسن وكيلاً لمتسلم القدس، كما عين أخوه محمد درويش أحد أعضاء مجلس الشورى فيها، وأصبحا من أعيان المدينة البارزين، وبقيت لعائلة درويش أيضاً وكالة التكية العامرة التي شغلوها أباً عن جد. وجيلاً بعد آخر.
بعد وفاة أخيه علي محسن، أصبح محمد درويش أفندي كبير العائلة وزعيمها وأحد أعيان القدس الأثرياء. وأيام التنظيمات العثمانية، عين لنظارة عموم الأوقاف في «الديار القدسية والبلاد الشامية» بحسب الأمر العالي من الآستانة. وكان أيضاً أحد أعضاء مجلس الإدارة.
في سنة 1260ه/1844م أصبح محمد درويش وكيلاً لمتصرف القدس وأحد مساعديه المقربين. وقد صاهر آل الحسيني فتزوج ابنة المفتي طاهر أفندي، والد مصطفى أفندي الحسيني. ولعلاقة النسب التي توثقت بين العائلتين فيما بعد، أصبح آل درويش من مؤيدي آل الحسيني في نزاعهم مع منافسيهم آل النشاشيبي. وقد اشتهر منهم إسحاق درويش بن مصطفى الذي كان ملازماً للمفتي أيام الإنتداب.
أعلام فلسطين في أواخر العهد العثماني
عادل مناع