صنع الله، الشيخ عبد الله: (توفي سنة 1240ه/1824-1825م)
(العالم الأزهري، مفتي غزة ويافا، قتله والي عكا بالسم)
هو عبد الله بن مصطفى بن سليمان بن بكر بن صنع الله الأنصاري. ولد في غزة في أواخر القرن الثاني عشر الهجري، ورحل إلى مصر سنة 1213ه/1798م لاستكمال دراسته في الجامع الأزهر. وكان مجاوراً فيه أيام الحكم الفرنسي، وقيل إنه إشترك في التخطيط لقتل كليبر، قائد الجيوش الفرنسية المرابطة في مصر. واختفى عن الأنظار مدة حتى هدأت الأحوال وعاد لإتمام دراسته بعدها. ومن أساتذته في الأزهر الشيخ عبد الله الشرقاوي، والشيخ أحمد الطحطاوي، مفتي الحنفية في الديار المصرية. مكث مجاوراً في الأزهر، مدة أربعة عشر عاماً تقريباً. ثم عاد إلى غزة فاشتغل في التدريس والإفتاء فذاع صيته واشتهر. وعين أيضاَ مفتياً في يافا، فجمع إفتاء غزة ويافا وصار يقيم في يافا شهراً وفي غزة شهراً. وعظمت شهرته ونمت ثروته، وصار لا يفتي إلا بأجرة وافرة. وأتاه سؤال من طائفة النصارى في يافا أرادت بناء محلات في أملاك مطلة على بيوت المسلمين، وكان الوالي عبد الله باشا يمنعها من ذلك. فأفتاها الشيخ عبد الله بجواز البناء بعدما دفعت له مبلغاً وافراً، ولم يبال بمخالفة أمر الوالي. ووصل الخبر إلى عكا فغضب الوالي واستدعاه. ولما حضر الشيخ عبد الله إلى عكا فاتحه بأمر الفتوى فاعترف بها، فأنكر عليه عبد الله باشا فعلته. ثم أمره أن يشرب فنجان قهوة، وكان مسموماً، فشعر بذلك وحاول الإمتناع فهدده الوالي بالقتل بالسيف. فلم يجد بداً من ذلك، فأوصاه على عياله، ومات تواً، ودفن في عكا سنة 1244ه/1825م. وقد أثرت هذه الحادثة في عائلته من بعده فتأخر حالها واضمحلت ثروتها.
أعلام فلسطين في أواخر العهد العثماني
عادل مناع