(عالم أزهري، ومفتي طبريا، وأحد علمائها البارزين في أواخر العهد العثماني.)
عائلة الطبري من عائلات العلم العريقة التي توارثت وظيفة الإفتاء في طبريا جيلاً بعد جيل. وقد عرف منهم الشيخ محمد الطبري، العالم المشهور، ومفتي المدينة في نهاية القرن الثامن عشر.
تسلم الشيخ عبد السلام وظيفة الإفتاء في بلده بعد إتمام دراسته في النصف الثاني من القرن التاسع عشر. وبقي في وظيفته تلك مدة طويلة حتى سنة 1914، حين خلفه فيها الشيخ طاهر الطبري. وقد عمر طويلاً، ووصفه عجاج نويهض في كتابه «رجالات من فلسطين» فقال: «وفي إحدى زياراتي لطبريا سنة 1923 لقيت الشيخ عبد السلام الطبري كبير جماعته وهو وقتئذ فوق التسعين، قصير القامة أبيض الثوب واللحية.» ولم يشترك الشيخ عبد السلام في النشاط الوطني أيام الإنتداب البريطاني لكبر سنه، وقام بذلك خلفه في الإفتاء طاهر أفندي، لكن بعد أحداث البراق سنة 1929، عندما أصدر الزعماء المحليون منشورات للتهدئة في القدس والمدن الفلسطينية الأخرى، صدر في طبريا منشور في 28 آب/أغسطس 1929 يفيد بأنه عقد اجتماع في منزل المفتي الشيخ عبد السلام الطبري مع وجوه الطائفة اليهودية. وقد تقرر فيه أن ينصح «كل فريق قومه بملازمة الهدوء والسلام»، ويحمل المنشور المذكور تواقيع عدد من أعيان مدينة طبريا وعلمائها، منهم الشيخ عبد السلام والشيخ طاهر الطبري.
أعلام فلسطين في أواخر العهد العثماني
عادل مناع