طوقان، حيدر بك: (1871-1952)
(عضو مجلس بلدية نابلس ثم عضو مجلس الإدارة في بيروت. اختير عضواً في مجلس المبعوثان العثماني سنة 1912 عن حزب «الاتحاد والترقي». وفي الحرب العالمية الأولى عُين رئيساً لبلدية نابلس فترة قصيرة، وكان عضواً في مجلس بلديتها في العشرينات، ومن أقطاب المعارضة في نابلس.)
هو حيدر بن علي بك طوقان. عمل موظفاً في المصرف الزراعي العثماني في نابلس، ثم أصبح نائب مدير فرع ذلك المصرف في طولكرم. وتجول، بحكم عمله، في عدد كبير من قرى المنطقة، التي استفاد أهلوها من خدمات المصرف الزراعي وقروضه. واختير عضواً في مجلس بلدية نابلس وعضو لجنة المعارف فيها، ثم اختير عضواً في مجلس الإدارة العمومي في بيروت. وبعد سنة 1908 أصبح من أكبر مؤيدي جمعية الاتحاد والترقي في لواء نابلس، وفاز بعضوية مجلس المبعوثان سنة 1330ه/1912م بمساعدة من الجمعية والمتصرف فتحي باشا. وسافر إلى الآستانة فمثّل لواء نابلس والبلقاء في مجلس المبعوثان. وفي تلك الفترة قيل أنه نجح في الحصول على بعض الشعرات النبوية من العاصمة العثمانية وأحضرها معه إلى نابلس فوضعت في الجامع الحنبلي (الغربي)، الذي تبرعت الدولة بتكاليف عمارته. كما ساهم في تلك الفترة في عملية توسيع مبنى المستشفى الوطني في نابلس، واختير نائباً لرئيس اللجنة المسؤولية عن ذلك المشروع. وكان في نابلس، مثل أسعد الشقيري في عكا، من أكبر مؤيدي السياسة الإسلامية العثمانية ورئيس جمعية الاتحاد والترقي في منطقة نابلس. وفي أواخر الحرب العالمية عينه الأتراك رئيساً لبلدية المدينة مدة قصيرة، وعين بعده عمر زعيتر، آخر رؤساء البلدية في العهد العثماني.
كان حيدر بك منافسا بك منافساً قوياً «الجمعية الحمادية» برئاسة توفيق حماد، في أواخر العهد العثماني. وقد رأس بلدية حتى اختير سنة 1812 عضواً في مجلس المبعوثان العثماني. لكن في سنة 1913 اختير للمجلس بدلاً منه توفيق حماد، زعيم الصف المنافس. ثم اختير هذا بعد الإحتلال البريطاني ممثلاً عن نابلس في المؤسسات الوطنية، فاتجه حيدر بك إلى المعارضة، وأصبح أحد أقطابها البارزين في لواء نابلس. وظل مؤيداً للفكرة الإسلامية المحافظة ومعارضاً لسياسة اللجنة التنفيذية العربية. ففي سنة 1943 مثلاً أيد إقامة في حزب الزراع في بلده، وكان الهدف الرئيسي منه مناوأة الحركة الوطنية بزعامة آل الحسيني. وانتُخب لعضوية مجلس البلدية، وبقي فيها عامين تقريباً (بين سنتي 1925 و 1927)، واعتزل العمل السياسي في أواخر العشرينات، على ما يبدو، وبقي كذلك في باقي عهد الإنتداب البريطاني. وتوفي سنة 1952. وذكره إحسان النمر فقال عنه في كتابه: «وكانت لي به صداقة وقفت منها على مستواه فهو دمث يعتبر في الذروة من المثقفين بين أبناء عصره كما أبنت ذلك في تأبينه. وقد كان مثال الإعتدال وحرية الضمير.»
أعلام فلسطين في أواخر العهد العثماني
عادل مناع