مكي، أحمد أفندي: (توفي سنة 1307ه/1889-1890م)
(طبيب ورث مهنة والده ودرس كتب الطب، ثم رحل إلى مكة سنة 1266ه/1850م وأقام فيها عامين. ومن هناك سافر إلى مصر ثم عاد إلى غزة سنة 1290ه/1873م ليعمل ثانية في خدمة أهلها. وبالإضافة إلى الطب، كانت له معرفة بعلوم التشريح والفلك والرياضات والحكمة، وغيرها.)
هو أحمد بن علي آغا بن شقيق حسين باشا مكي، الذي نهبت في أيامه قافلة الحج سنة 1171ه/1757م، وكان وقتذاك والياً في الشام وأميراً على قافلة الحج. واشتهرت هذه العائلة من قبل باسم جدها، وصار لقباً لها، وكات تلقب قبل ذلك بعائلة الفخر، على اسم جدها الأعلى فخر الدين. ويعتقد أن أصل العائلة من حلب الشهباء، جاء فرع منها إلى غزة في القرن الحادي عشر الهجري هو الحاج مكي بن محمد الفخر. ولأمانته جعله موسى باشا آل رضوان جابياً لأوقافه سنة 1072ه/1663م.
نشأ أحمد أفندي على حب العلم، وأخذ الطب عن والده الذي اشتغل في هذه الصنعة حتى وفاته سنة 1265ه/1848-1849م. ودرس أحمد أفندي كتاب «تذكرة داود الأنطاكي»، و «القانون» لابن سينا، ومفردات ابن البيطار في خواص الأعشاب والنباتات حتى نبغ في مجاله وعلا صيته. ورحل إلى مكة بسبب فساد حدث في غزة سنة 1266ه/1850م وأقام فيها عامين. ثم سافر منها إلى مصر، وأقام فيها عدة أعوام. ثم عاد إلى غزة سنة 1290ه/1873م ولزم بيته وأحب العزلة والإنفراد. وغلب عليه الزهد والرياضة والتصوف، واشتهر عنه ملكته في تشخيص الداء ومعرفة الدواء. وكانت له معرفة أيضاً في علوم التشريح والفلك والرياضة والحكمة والتصوف والتاريخ والأدب والشعر والنسب. وعم النفع به أهالي البلاد، لكنه لم يتزوج ولم يجمع من الدنيا شيئاً. وبقي يداوي الناس ويفيدهم حتى توفي سنة 1307ه/1889-1890م، وقد جاوز الثمانين من العمر.
أعلام فلسطين في أواخر العهد العثماني
عادل مناع