جديدنا: وثيقة - مركز الوثائق الفلسطيني
ماجد نطط شاب مؤمن مجاهد باع نفسه رخيصة لله ، وارتضى ان يجعل جسده جسرا لمواكب الشهداء الذين لحقوه من بعده ووقودا دافعا للمجاهدين الذين حملوا اللواء من بعده ، ونارا ملتهبة للانتقام من أعداء الله ، هو الشهيد المجاهد القائد الميداني ماجد إبراهيم نطط احد القادة الميدانيين في كتائب شهداء الأقصى وحدات الاستشهادي نبيل مسعود ، ارتقى إلى العلياء شهيدا ليسطر بدمائه أروع البطولات والتضحيات كما كان يتمنى . ميلاده ونشأته في السابع عشر من شهر نيسان /ابريل/ من عام ألفٍ وتسعمائة وأربع وسبعين ، كان مشروع بيت لاهيا شمال قطاع غزة على موعد مع بزوغ فجر بطل من أبطال المقاومة ، وفارس من فرسان كتائب شهداء الأقصى ' وحدات الاستشهادي نبيل مسعود ' ليتجرع مرارة اللجوء التي أيقظت في قلبه حب التحرير للأرض والمقدسات والعودة الى بلدته ' يبنا ' التي هجرت منها عائلته منذ العام 1948م ، وشهيدنا ينتمي لعائلة فلسطينية كريمة ملتزمة بدينها القويم تتكون من اثنا عشر فرداً ، شهيدنا أكبرهم سناً حيث أنه متزوج وقد رزقه الله بطفل اسمه ' وليد ' . صفاته تميز شهيدنا ماجد بسمو أخلاقه ورفعتها ، فكان مهذباً ورعاً تقياً نقيا محافظاً على صلاته بجماعة باستمرار ، كانت الابتسامة لا تفارق وجهه ، لا يعرف الكره أو الحقد لأحد فقلبه مليء بالحنان والعطف على الصغير واحترام الكبير وخاصة والدته ، فاتصف ماجد بالرجولة والشجاعة .. فلقد شهد له الجميع بالعديد من المواقف الرجولية والشجاعة منذ الانتفاضة الأولى حتى الانتفاضة الحالية حينما كان يخرج لمواجهة قوات الاحتلال دون علم أي أحد خلافاً لعملياته التي تشهد له على ذلك ولقد كان ماجد كثير الحديث عن الشهادة في سبيل الله وخاصة في الفترة الأخيرة ولطالما جلس مع أخونه في البيت وتحدث عن الشهادة في سبيل الله . تعليمه وعمله تلقى ماجد تعليمه بمدارس مخيم جباليا ، حيث درس المرحلة الابتدائية بمدرسة ذكور جباليا الابتدائية ' أ ' ومن ثم أكمل مسيرته التعليمة الاعدادية بمدرسة ذكور جباليا الاعدادية ' ج ' ، وانتقل من بعدها لمدرسة حليمة السعدية الثانوية للبنين ليكمل دراسته الثانوية ، إلا انه لم يتمكن من الحصول على شهادة الثانوية العامة حيث قطع مشواره التعليمي واتجه للعمل داخل أراضي فلسطين المحتلة عام 1948م ، نظراً للظروف الاقتصادية الصعبة التي كانت تمر بها العائلة آنذاك ، ومع قدوم السلطة الفلسطينية لقطاع غزة التحق شهيدنا ماجد في الأجهزة الامنية الفلسطينية وعمل في صفوفها حيث استلم عمله في جهاز الشرطة المدنية ، ومن ثم انتقل للعمل في مركز بيت حانون ومن ثم للعمل في جهاز حفظ النظام والتدخل ليكون آخر المطاف به ليعمل في جهاز مكافحة المخدرات بمركز الشرطة ببلدة بيت لاهيا . الانتفاضة الأولى .. مطاردة واعتقال كان شهيدنا القائد على موعد مع مشوار طويل من الجهاد والذي بدأه منذ الانتفاضة الأولى في العام 1987م ، حيث التحق في صفوف حركة فتح وهو يدرس في الثانوية العام ، وعمل في جهاز القوة الضاربة المختص بملاحقة العملاء ، ومنذ ذلك الحين تعرض ماجد لفترات اعتقال من قبل قوات الاحتلال حيث اعتقل في الانتفاضة الأولى عام 1990مدة ' 29 يوماً ' قضاها في زنازين الاحتلال ، وكانت المرة الثانية في عام 1991م على اثر نشاطه وانتمائه لحركة فتح والتي استمرت لمدة شهرين بعد مطاردة طويلة له من قبل قوات الاحتلال. انتفاضة الأقصى .. جهاد وشهادة مع انطلاق الشرارة الأولى لانتفاضة الاقصى هب ماجد مجاهداً مدافعاً عن ابناء شعبه ، وتحركت في ذهنه مشاعر الجهاد والاستشهاد ، فالتحق في صفوف كتائب شهداء الأقصى منذ اللحظة الأولى لنشأتها وتأسيسها وعمل مباشرة مع الشهيد القائد جهاد العمارين برفقة الشهيد القائد مؤسس وحدات الشهيد نبيل مسعود وأخوة آخرين على مستوى المنطقة الشمالية لقطاع غزة . عمليات جهادية مشتركة اشترك ماجد في عمليات عديدة خلال انتفاضة الأقصى معظمها مشتركة مع كتائب الشهيد عز الدين القسام برفقة الشهيدين القائدين فوزي ابو القرع والشهيد حسن المدهون، ومن هذه السلسلة المشتركة : - * قام بإطلاق العديد من قذائف الهاون سجن على اثرها في سجون السلطة لمدة ' 48 ساعة ' ومن ثم خرج بمفاوضات ، ويذكر ان أمر اعتقاله كان يقضى ستة أشهر . * تعرض لأكثر من حوادث استشهاد خلال اشتباكه مع قوات الاحتلال في بيت لاهيا وكان آخرها يوم الاجتياح الذي تعرضت له البلدة واستشهد فيه الشهيد محمود الجخبير وحسن العاصي من كتائب شهداء الأقصى ، وحاول زرع عبوة ناسفة بمنطقة الحاووز إلا ان لم يتمكن من ذلك وأطلقت عليه الدبابات نيران رشاشاتها . * يعتبر شهيدنا أول من أطلق صواريخ في كتائب شهداء الأقصى على المستوطنات الصهيونية حيث ان الصاروخ الأول الذي أطلقه قد انفجر فيه لكن الله سلمه من ذلك . * بتاريخ 14/1/2004م كان من ضمن المجموعة التي خططت لإرسال الاستشهادية القسامية ريم الرياشي منفذة عملية معبر ايرز والتي ادت الي مقتل خمسة صهاينة واصابة آخرين ، يذكر ان ماجد قام بتسمية ابنة شقيقه الأصغر ريم على اسم الاستشهادية ريم الرياشي ، والجدير ذكره ان الشهيد نطط تم فصله لفترة معينة بعد العملية إلا انها بوساطات خارجية عاد لعمله مرة أخرى . * شارك في التخطيط لعملية ميناء أسدود مع الشهيد القائد حسن المدهون والتي نفذها الاستشهاديان محمود سالم من كتائب القسام ونبيل مسعود من كتائب شهداء الأقصى والتي أسفرت عن مقتل ' 11 صهيونياً ' واصابة آخرين بجراح . * شارك في العديد من العمليات الأخيرة التي نفذت خلال الاجتياح الأخير كعملية كفار عزة و معبر ايرز وعملية مغتصبة إيلي سيناي . * كان شهيدنا ضمن المجموعة التي أرسلت الاستشهادية وفاء البس من كتائب شهداء الأقصى والتي لم توفق فيها حيث انها الآن معتقلة في سجون الاحتلال . * يعتبر شهيدنا مطلوباً لقوات الاحتلال منذ انطلاق انتفاضة الأقصى ، وملاحقاً من قبل أجهزة أمن السلطة والتي تعرض لملاحقة ملحوظة من قبل أجهزة امن السلطة سيما جهاز الامن الوقائي ، ويذكر ان شهيدنا ذات مرة طلب من ان يكون ضمن المجموعات التي تمنع اطلاق صواريخ القسام إلا ان رفض ذلك الأمر . الشهادة .. طلبها بصدق فنالها اغتالته طائرات الاحتلال مساء الجمعة 28-10-2005 ، والذي يعتبر أحد القادة الميدانين لكتائب شهداء الأقصى ' وحدات الاستشهادي نبيل مسعود ' وهو صائم في شهر رمضان المبارك حينما أطلقت طائرات الاستطلاع الصهيونية ثلاثة صواريخ باتجاه سيارة مدنية من نوع 'سوبارو بيضاء اللون ' ، والتي كان يستقلها الشهيد القائد نطط مع اثنين من عناصر الكتائب بالقرب من كلية الزراعة ببلدة بيت حانون شمال قطاع غزة أثناء إطلاقهم لعدد من الصواريخ رداً على عملية الاغتيال التي نفذت بحق القائد في سرايا القدس شادي مهنا ، ليرتقي شهيدنا الى عليين وهو صائم لينال ما تمنى ويسلم الروح بعد أن أدى الأمانة ، و يرحل بعد أن حمل الراية ، لتستقر روحه الطاهرة في حواصل طير خضر ، بعد رحلة من الجهاد و المقاومة لتنتهي بشهادة عظيمة فكم كنت عظيما يا ماجد في حياتك و استشهادك ، يوم أن نهضت للتصدي لقوات البغي الصهوينة فأصابتك صورايخه الحاقدة ليلحق بعدك قادة عظماء جاهدت معهم هم فوزي أبو القرع وحسن المدهون ارتقوا إلى العلياء شهداء . الكتائب تتوعد من جهتها أعلنت كتائب شهداء الأقصى ' وحدات الاستشهادي نبيل مسعود ' في بيان لها عن استشهاد القائد ماجد نطط وإصابة آخر وقالت : ' ان الشهيد نطط قد استشهد أثناء تأديته مهمة جهادية ببلدة بيت حانون شمال قطاع غزة الحبيب بعد أن نال من جسده الطاهر صواريخ طائرة الاستطلاع الصهيونية والتي أدت الي استشهاده وإصابة مجاهد آخر بعد ان تمكنوا من قصف مغتصبة اسديروت بصاروخين أقصي . وتوعدت كتائب شهداء الأقصى في بيانها بالرد السريع والمزلزل على جريمة اغتيال ماجد نطط وقالت : ' نؤكد علي مواصلة المقاومة و الجهاد طالما بقي مغتصب واحد على أرضنا، فالقصف بالقصف والرعب بالرعب واستهداف المدنيين الآمنين..واستهداف قادتنا لن يمر دون عقاب..