قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((اذا مات ابن اّدم إنقطع عنه عمله الا من ثلاثة:صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له ))
المغفور له الشيخ/ محمد سليمان الصالح
مؤسس كلية روضة المعارف الوطنية الإسلامية بالقدس الشريف (1324هـ 1906م)
سيرة الشيخ محمد الصالح
التعليم: حفظ القراّن في سن مبكرة وتعلم اصول الدين والقواعد والحساب والعلوم على والده الشيخ سليمان الذي توفي عندما كان عمر الشيخ محمد خمسة عشر (15 عشر عاماً)، فقامت عمته رقية رحمها الله برعايته حتى استكمال تعليمه في القدس في المدرسة الجاولية والمدرسة السلطانية (مكتب سلطاني-العهد العثماني). أجاد اللغة العثمانية، وكانت هذه المدرسة بمستواها أعلى مدرسة رسمية في ذاك الوقت. رتل القرآن الكريم وبرع في التجويد والعلوم الدينية. وهب صوتاً ندياً كأنه من تلامذة مؤذن الرسول بلال، كما وصفه المؤرخ والكاتب عجاج نويهض في كتابه رجال من فلسطين (ص64) وقال فيه أن من مزاياه انه علم افراد اسرته جميعاً.
ترحاله: رحل الى الديار الحجازية بتاريخ 18 رمضان 1311هـ وكان عمره 26عام، فمكث بين مكة والمدينة فترة طويلة تعرف خلالها الى مدرسيها وعلمائها وأخذ الكثير عنهم وبعد أدائه فريضة الحج عاد الى موطنه. و بتاريخ 9 ربيع الأول عام 1323هـ رحل قاصداً الأستانة و روسيا البيضاء عن طريق الأستانة (القسطنطينية) وقابل وزير الحربية العثماني في عصره (أنور باشا) وشرح له ما تؤول اليه امور المدارس في فلسطين والقدس تحديداً وإستطاع ان يحصل على القبول لدى الوالي العثماني وحصل على دعمه. مكث بترحاله نحو ستة اشهر، زار خلالها اشهر المدارس الروسية ومدارس (البلقان) وبلاد التركستان وازبكستان وبخارى وتمكن من الإتطلاع والمعرفة وجلب ما فيه الفائدة التعليمية من مناهج التعليم كالكتب والمخطوطات والوسائل العلمية التعليمية وضمها في منهاج مدرسته. ومن ضمن ما جلب هو مخطوط لقرآن كريم، كتب عام 640هـ بخط النسخ السمرقندي بالوان غنية وعند ذكر لفظ الجلالة (الله) بلون أحمر يميز الذكر بإبداع، مغلف بجلد الغزال الفائق التصنيع، يزيده جمالاً اشكالاً وشروحات ورسومات اسلامية وتفسير للآيات. وعلى هوامش صفحاته، كتب الشيخ محمد عدد الآيات و الأحرف لكل سورة. وعند زيارته، حظى الشيخ محمد بترحاب كبير من حاكم مدينة بخارى وكان روسي، عرف انه كان من دعاة الجامعة الإسلامية المبعوث من الأستانة. فأرسل الأخير للشيخ محمد مركبة تستقبله وإستضافه وأثنىعليه وقّدرهّ. كان رحمه الله نعم المعلم يبعث الهيبة في نفوس تلامذته و كان سياياً بحنكته. إجتاز الصعوبات في عصره و بجلد الرجال الطامحين الغيورين إجتهد وقدم رسالته على أكمل وجه تجاه فلسطين والوطن العربي. قال فيه المؤرخ عجاج نويهض: وافر اللباقة في الكلام والحديث والسلوك وبارٌ بالاخوة والصحبة والمودة، يبعث الثقة في النفس ويدفع بثباته طموح تلامذته، معشره في غاية الرقة، طويل القامة ممتلئ الجسم، واسع العينين ضحوكهما ابداً، نظيف كالزهرة وهو الاقحوانة اذا ما لبس العمامة.
رسالته في التعليم: بعد عودته من الأستانة (القسطنطينية) صدر بخصوصه أمر (فارمان عثماني) نسخة منه متواجدة لدى أحفاده ونسخة اخرى في متحف التراث في انطاكيا، وهو أمر سلطاني بتعينه إماماً ومدرساً لدار الحكومة في العهد العثماني لمدينة القدس والخليل مما زاد من طموحه ومن عزيمته. فكان يرى كثرة المدارس الأجنبية (التبشيرية) في موطنه وتراجع دور المدارس الحكومية، فأخذ يخطط لتأسيس مدرسة تتغلب على ظاهرة التراجع المتفشية كي تصبح مركزاً تعليمي اسلامي وعربي لسد حاجة المواطنين والحفاظ على الهوية العربية للوطن والفكر، وبالفعل قام بتأسيس مدرسة وطنية تسد الفراغ التعليمي السائد، فأقدم بكل ايمان وثقة على إفتتاح وإدارة مدرسة روضة الفيحاء في عهد الخليفة العثماني عبدالحميد وعملت هذه المدرسة طويلاً وتخرج منها العديد من التلاميذ من شتى مناطق فلسطين والوطن العربي وحرص على تعزيز مناهج العربية بشمولية فكان طلابه يحضرون كتب الشيخ مصطفى الغلايني في النحو والقواعد والبلاغة من بيروت ومناهج مؤلفات الشيخ محي الدين الخياط في التارخ وغيرها من المناهج في الفقه والتوحيد والتجويد والحساب والهندسة والعلوم في الفيزياء والكيمياء والجغرافيا وعلم الأرض من مطابع الأزهر و غيرها من مطابع مصر باللغة العربية، عكس ما كان معمول به إبان الحكم العثماني حينما كانت مدارس الحكومة العثمانية تفرض تدريس النحو والدين والعلوم باللفةالتركية(العثمانية). وفي عام 1322هـ قام بتأسيس كلية روضة المعارف الوطنية بالتعاون مع المجلس الإسلامي الأعلى بالقدس فأصبحت معلماً يحتذى به فأدارها ووضع نظام للتعليم خاص بها وأنشأ فريق الكشافة بالات موسيقية ولباس عسكري وشجعهم وأحيا فيهم روح الوطنية والإنتماء وجعل منهم فرق كشافة مختلفة المسميات والمهام والتي كانت تشترك في المواكب الوطنية والحفلات السنوية، وأضاف الات النشاطات الرياضية و الالات لمختبر العلوم. وفي مطلع الإنتداب البريطاني تذمر من مدرسته الحاكم العسكري البريطاني بسبب ضابط البوليس الانكليزي " سيكرست" وهو شخص عرف ببغضه للعرب وعنصرية تجاههم, فقدم الأخير تقريراً لإدارته يشكو فيه الكشافة والطلاب لدى كلية روضة المعارف الوطنية كونهم يستخدمون العصي على اشكال البنادق في طوابيرهم وإستعراضاتهم الكشفية، السبب الذي يثير روح التحدي وإثبات الوجود، وهو ما كان الشيخ يهدف اليه وبتنميته لدى نفوس الشباب العربي في وطنهم. ومن من أزره من زملائه نذكر عبداللطيف الحسيني و إسحاق الحسيني والحاج امين الحسيني والشيخ حسن ابو السعود رحمهم الله جميعاً. وعلى رأس من تتلمذوا وتخرجوا من مدرسته، نذكر الشيهد عبدالقادر الحسيني شهيد القسطل الذي حصل على شهادة تعليمه الثانوي من مدرسة كلية روضة المعارف الوطنية، ثم التحق بعد ذلك بالجامعة الأمريكية ببيروت ومن بعدها بالجامعة الأمريكية بالقاهرة (قسم الكيمياء)، وحرص على ألا يظهر نشاطه أو اعتراضه للتبشير والإستبداد الواقع حتى يحصل على شهادته. وكذلك الحاج أمين الحسيني الذي درس بها ايضاً وقال فيها تعتبر هذه المدرسة بؤرة حركة النشاط القومي العربي الفلسطيني، وكانت هذه المدرسة، ومدرسة النجاح في نابلس التي تأسست عام1918م من اعظم المدارس الفلسطينية في تعليم أبنائها الحركة القومية العربية والحركة الاسلامية، وقد دعمها الحاج أمين عندما اصبح مفتيا للقدس فيما بعد. وقال حيدر الحسيني وهو إبن المفتي كامل الحسيني: تأسست مدرسة روضة المعارف عام 1906 م والذي أسسها هو الشيخ محمد الصالح، واغلقت هذه المدرسة في الحرب العالمية الاولى، وعندما أعيد افتتاحها درس بها سعيد، وكامل الحسيني، وعلي جار الله، ورجائي النمري وسليمان الصالح وغيرهم. ودرس فيها ايضا" الكثير من الطلبة الفقراء والأيتام لعدم تمكنهم الانخراط في المدارس الخاصة وأصبحت اكثر شهرة من المدارس الخاصة.
وقال فيه المؤرخ في الجامعة الأمريكية ببيروت الدكتور نيقولا زيادة، كان الرجل يبعث روح الإحترام في نفس كل من يراه وذكره في مقالاً صحفياً وقال به هيبة تفرض النظام يجعل طلابه يجتهدون ويتنافسون. وقال في مدرسته هي مدرسة وطنية ثانوية خاصة ، كانت ليلية نهارية (قسم داخلي)، وروح المدرسة عربية محض، وكانت ترمي إلى إنهاض العرب ليستعيدوا مجدهم الغابر وعزمهم المفقود، وقد أنشأها في العهد العثماني المرحوم الشيخ محمد الصالح، وهي متمشية في تعليمها على الأساليب العصرية الحديثة ولذلك فإننا لا نعجب إذا رأيناها من أحسن المدارس في فلسطين، ولا ريب في أن المدارس الوطنية هي دليل الحياة في الأمة.
وفي العهد المملوكي كان مبناها من المدارس التي أنشئت في عهد سلطنة محمد بن قلاون الثالثة:
المدرسة الجاولية نسبة للأمير علم الدين الجاولي الذي أوقفها : هو الأمير علم الدين سنجر الجاولي نائب غزة، وتقع شمالي الحرم الى الغرب قريبة من درج الغوانمة. بنيت في المكان الذي كان يقوم عليه برج انطونيا الروماني. وصارت هذه المدرسة في أو اخر العهد المملوكي سكنا لنواب القدس. وفيها دفن الشيخ درباس الكردي الهكاري وهو من الصالحين. اتخذها العثمانيون قشلاقاً وداراً للحكم وكان ذلك حوالي نهاية القرن السادس عشر وكانت على عهدهم تدعى "السرايا القديمة " وظلت كذلك حتى نهاية الحرب العالمية الأولى. وبعد الإحتلال سلمت للمجلس الإسلامي الاعلىلأنها من أملاك الوقف وأسس فيها الشيخ محمد الصالح "كلية روضة المعارف الوطنية الإسلامية". وفي أثناء الثورة الفلسطينية (1936 م ـ 1938 م) اتخذها الانكليز داراً للشرطة كما ورد بعاليه. وعن روضة المعارف قال المرحوم عارف العارف : " تأسست سنة 1324هـ/1906م ومؤسسها الشيخ محمد الصالح مجاورة مستضلة بالمسجد الأقصى، فيها قسم ابتدائي وآخر استعدادي وثالث علمي، ولها مكتبة شاملة من الكتب والمراجع من كل صوب ونوع و لها مجلة بإسم الكلية مجلة كلية روضة المعارف وترخيصها باسم الشيخ محمد الصالح بموجب رخصة رقم "ق/27تاريخ 29/5/1933"وهي مجلة دورية خاصة به. وكذلك اسس جمعية للطلاب، وكان لها فرق متعددة للكشافة وخريجوها يقبلون في المعاهد واالجامعات العلمية بسوريا ومصر ولبنان وتركيا، يؤازرها المجلس الإسلامي الأعلى فيها قسم داخلي، تعنى العناية كلها بإنماء الروح الوطنية من ناحية قومية. كما وأنه جاء في نشرة فلسطين التي تشرف عليها الهيئة العربية العليا لفلسطين ما يأتي "كانت روضة المعارف معقلاً من معاقل القضية الفلسطينية، وملتقى رجال العالمين العربي و الإسلامي ، وفي قاعة محاضراتها انعقد أول مؤتمر إسلامي عالمي لقضية فلسطين عام 1931م ، وغيره من المؤتمرات والاجتماعات الوطنية وكانت محل إعجاب وإطراء كل من زارها او ساهم بالمؤتمر من ظيوف الدول الإسلامية. كان الشيخ محمد الصالح العضو رقم (14) في هذا المؤتمر، ومن الشخصيات القيادية العلمية والإسلامية التي حضرت المؤتمر نذكر سعيد ثابت وسعيد الجزائري وشكري القوتلي وضياء الدين الطباطبائي ( رئيس وزراء ايران سابقاً) وعبد الرحمن عزام وعبد العزيز الثعالبي والعلامة محمد اقبال ( الهند ) ومحمد آل حسين كاشف الغطاء ( العراق ) والإمام المصلح ومحمد رشيد رضا ومحمد علي علوية ( مصر ) ومحمد بنونة ورياض الصلح وغيرهم الكثير. وللمعلومية فإن الجلسات الإستفتاحية كانت في المسجد الأقصى ليلة الاسراء المباركة 27 رجب 1350 هـ : كانون الأول 1931 م واستهلت بتلاوة القراّن و قصة الإسراء والمعراج ومكانة القدس الدينية والعربية والتاريخية. ومن بعدها توجه الحضور لمقر مدرسة كلية روضة المعارف الوطنية حيث وضع مفتي فلسطين الحاج امين الحسيني رحمه الله، البلاد العربية والاسلامية أمام واجباتها لتوجيب وقوفها سداً منيعاً امام المطامع اليهودية في الديار المقدسة، وإستمر المؤتمر في قاعة مؤتمرات المدرسة لمدة اسبوع. وبعد مضي سبعة اعوام من تاريخ هذا المؤتمر استولت السلطة العسكرية البريطانية عام 1938م على مبنى المدرسة وجعلوه مقراً لهم. لم يقف الشيخ محمد عند هذا الحد، بل جعل مقرها في منطقة الساهرة ثم في منطقة الشيخ جراح وقام بالمحافظة على طلابها. وما زالت اليوم تقوم بأداء واجباتها بإشراف أحفاده ووزارة التعليم الفلسطينية تحت رعاية الأوقاف الإسلامية. رغم الظروف الصعبة والتحديات التي يقرها الإحتلال، نسأل الله عز وجل ان تزال الغمة وأن يحمي بلادنا دوماً، إنه سميع مجيب.
جدول إحصائي يوضح وضع الخريجين (1) - نتائج امتحانات شهادة المتريكيوليشن عامي 1945 و 1946
امتحان عام 1945
|
عدد الطلاب
|
الناجحون
|
%
|
الحاصلون على شهادة الدراسة الثانوية
|
%
|
مجموع الذين حصلوا على الشهادات
|
%
|
الطلبة العرب
|
215
|
129
|
60
|
56
|
26
|
185
|
86
|
الطلبة اليهود
|
140
|
42
|
30
|
45
|
32
|
87
|
62
|
المجموع
|
355
|
171
|
|
101
|
|
272
|
|
امتحان عام 1946:
الطلبة العرب
|
249
|
119
|
48
|
99
|
39
|
218
|
87
|
الطلبة اليهود
|
114
|
46
|
40
|
42
|
37
|
88
|
77
|
المجموع
|
363
|
165
|
|
141
|
|
306
|
|
المصدر:حكومة فلسطين، مديرية التعليم، التعليم في فلسطين، مسح عام 1936-1946. (يوضح الجدول نسب التزايد التعليمي لليهود و بعد النظر لدى الشيخ محمد الصالح وما كان يلمسه لمستقبل الطلبة العرب)
والفرق بين شهادة المتريكيوليشن والشهادة الثانوية هو أن الأولى شهادة رسمية مقبولة في كثير من جامعات العالم، وبخاصة الغربية كانجلترا وفرنسا والولايات المتحدة، كما هي مقبولة في جميع الجامعات العربية، وأما شهادة الدراسة الثانوية فكانت فقط تفيد بأن حاملها أتم دراسته الثانوية في مدرسة ثانوية مما يحد من طموح الطالب و يؤثر بديموغرافية الناتج السكاني على المدى غير البعيد وهو ما حصل تماما" في واقع الحال. قام ولده المحامي الأستاذ سليمان الصالح ابو "محمدغالب" و كريماته الآنسة بهيجة و الآنسة زكية رحمهم الله، بحمل راية والدهم من بعده، فقاموا بأعمال التوسعة لمدرسة كلية روضة المعارف الوطنية والعمل بكل جهد وحرص حفاظاً على منهاجهم التعليمي للطلبة الفلسطينين والعرب. وبعد تفاقم الأعمال العدوانية من قبل المحتل تجاه القدس ومعالمها، حرص القائمون على المدرسة على إستمرارية نشاطها، فقاموا بالتعاقد مع الأوقاف الإسلامية لإدارتها وحمايتها. وهي الأن تقوم بمهامها رغم الصعوبات والتحديات على أكمل وجه، وفقاً لإتفاقية تشغيل مع وزارة التعليم الفلسطينية وتحت إشراف ودعم أحفاد الشيخ محمد الصالح رحمه الله.
(ولد عام 1284هـ وتوفي في 23 من ذي الحجة 1358هـ الموافق 2 من شباط 1940م)
هو الشيخ "محمد سعيد" ابن الشيخ سليمان ابن الشيخ "محمد صالح" ابن الشيخ سليمان العالم الأزهري "ابو الهدى" ابن الشيخ يونس ابن الشيخ داوود الملقب "بأبوالوفا" وينسب الى الوفائية. لقب جده الثاني بالصالح عرف وأجداده بالصلاح، فحملت العائلة لقب الصالح وهي عائلة مقدسية. وكما هو مدون في حجج وقفهم الذري في مدينة القدس الصادرة عن قاضي القضاة في القدس - المحكمة الشرعية بتاريخ 1135هـ و الثانية عام 1299هـ و اخرى بتاريخ 1238هـ، وكذلك إستناداً لما دونه والده وأجداده تناوباً على هوامش مخطوطاتهم وكتبهم المحفوظة لدى احفاده. دفن رحمه الله مع والده في مقبرة العائلة بالساهرة في القدس. في يوم وفاته رحمه الله، شهدت القدس مجدداً خسارة كبيرة لأحد ابنائها البررة وعم الحزن أرجاء القدس.
أولاده: هم المحامي وقاضي الصلح الشاعر سليمان (ابا غالب) - الآنسة المرحومة بهيجة – المرحومة وجيهة –
المرحومة منيرة – المرحومة خديجة – السيدة روضة - الآنسة المرحومة زكية – المرحومة وفية - المرحومة نعيمة.
والده: هو الشيخ سليمان ابن الشيخ "محمد صالح" ابن الشيخ سليمان العالم الأزهري المعروف بأبي الهدى، وكما ورد بمخطوط حجة جده الوقفية الصادرة عن مجلس الشرع بتاريخ 1238هـ، حيث رمز له القاضي معرفاً: الحاضر امامنا الحافظ سليل الحفظة الصالحين إبن عمدة المدرسين. هومن مشايخ مدرسين الزاوية الوفائية. وهذه إحدى زوايا الحرم القدسي الشريف و تقع عند بباب الناظر تجاه المدرسة المنجكية وهناك دار من معالمها تعرف بدار الشيخ شهاب الدين ابن الهايم، ثم عرفت بزاوية بني أبي الوفا (الوفائي) وكانت قديماً تعرف بدار معاوية. سارالشيخ سليمان على نهج والده وأجداده. توفي رحمه الله في الثالث من رمضان عام 1299هـ، دفن في مقبرة الساهرة مع والده. وفي وفاة والده الشيخ "محمد صالح" كتب على هامش مخطوطه كانت وفاة والدنا في 18 من رمضان يوم الأحد 1287هـ.
جده الأول: الشيخ "محمد صالح" ابن الشيخ سليمان العالم الأزهري أبو الهدى (توفي يوم الأحد الثامن عشر من رمضان 1283هـ ودفن بالساهرة). له مؤلفات مخطوطة مازالت متواجدة لدى أحفاده، كتبت بيده، في مواضيع الفقه والنحو والتوحيد والشعر. ألف رسالة اسماها إجابة السائل في كتاب (الروح) لإبن الجوزية، حيث نقض بعض ما جاء في هذا الكتاب وأضاف بعض الأدلة من الكتاب والسنة النبوية. ذريته هم الشيخ سليمان (جد المنوه عنه) والحاج عبد اللطيف (توفي في ينبع البحر بعد عودته من الديار الحجازية لأداء فريضة الحج) و السيد يوسف توفي رحمه الله بطريق القدس والخليل عندما وقع عن دابة كان يمتطيها وأصيب برأسه. بناته هم حسب زوجة الحاج حسين محمد الفتياني (دار الإفتاء بمكة – ومدرسة النجاح بمكة) ونفيسة هي زوجة الحاج موسى أمين الخواشكي المعروف (بالخواجكي). يلاحظ انها توفيت رحمها الله في نفس العام الذي توفي به والدها بعد (78) يوم من وفاته، كما ورد بخط يد أخيها سليمان في مطلع المخطوط ( المذكور اعلاه). و بناته هن رقية زوجة شمس الدين المولوي ومضيئة و مشرقة و مضحية و منيرة و الأخت غير الشقيقة الشيخة زهرة من زوجته زليخة من عائلة زايد التي كانت متزوجة قبله من جد الحاج جودت الحلبي والد موسى و سعيد الحلبي. والشيخة زهرة لم تتزوج وعرفت بورعها وكانت من الحفظة والرواة (توفيت رحمها الله بتاريخ 29شوال 1375هـ)، كانت تقيم في منزلها ندوات دينية وتلقين القرآن، عرفها الأهالي في بيت المقدس وقدموا لها الإحترام وقدروها. وفي مخطوط الأربعين في مباني الإسلام للعالم النووي زكريا قال الشيخ "محمد صالح" رحمه الله في مطلع إحدى الفوائد التي كتبها في آخره:
تأمل بالوجـود بعين فكر *** ترى الدنـيا الدنية كالخيال
وما فيها جميع سوف يفنى *** ويبقى وجه ربك ذي الجلال
جده الثاني: هو العالم الأزهري سليمان ولقبه (ابو الهدى)، ابن الشيخ يونس ابن الشيخ داوود الوفائي، كان من أهل صلاح فلقب بالصالح وهو من مشايخ المدرسة القادرية بالقدس. عرف بمنهاج الزهد بالدنيا إبتغاء مرضاة الله عز وجل فعلم اصولها واشتهر بأبو الهدى العالم الأزهري الصالح. ذكر بانهم من اصول المفرب العربي وأنهم قدموا الديار المصرية اوائل العصر المملوكي ومكث فيها أجدادهم فترة من الزمن. هذا ما يفيد تتلمذه ووالده علىعلماء الأزهر الشريف. نبغ في علوم النحو والصرف و الفقه والف كتاب في الطهارة مخطوط اسماه الإشارة الجمعاء (لم يطبع بعد). عمل مدرسا" وتتلمذ على يده العديد من علماء عصره و رزقه الله خيرا" كثيرا" في بلده القدس. كان له صلات وزمالات بعلماء مشهورين كالشيخ خير الدين الرملي (رجل الفقه والإفتاء في عصره وصاحب الفتاوي الخيرية) والجزولي ومشايخ الشام والعراق والحجاز ومصر مثل السمرقندي (الحجاز) وابراهيم القادري إمام زاده(شيخ القادرية-العراق) والقمني (مصر) والقاضي زكريا (الشام و مصر) وغيرهم كما ورد في مخطوطات ورسائل لفافات مرتبطة بمن ذكر. دفن في مقبرة ماملا بالقدس. رزقه الله بولدان هم الشيخ "محمد صالح" والثاني الشيخ داوود معرفين بمخطوط حجة وقف ابيهم.
جده الثالث: هو الشيخ يونس ابن الشيخ داوود الوفائي تعلم الشريعة والنحو والفقه وعمل مدرساً في الحرم القدسي بعد ان تتلمذ في مصر على يد والده الشيخ داوود و علماء من الأزهر الشريف مثل الشيخ بدر الدين عبدالمعطي رحمه الله وفي أواخر عام 1185هـ. عاد للقدس مع من عاد من مصر نزوحاً مماكان منتشراً في الديار المصرية من فساد حكام المماليك، وكان ذلك في اواسط القرن الثاني عشر للهجرة النبوية كما ذكر في مخطوطات المجلس الشرعي في القدس التي وردت بعاليه ومخطوط شرح تصريف الزنجاني . دفن في مقبرة ماملا بالقدس الشريف.
جده الرابع: الشيخ داوود الوفائي من تلامذة الأزهر توفي ودفن بمقبرة السيدة زينب كما ورد بكتاب مخطوط شرح الإيجاز لغاية الإختصار في الفقه لمؤلفه محمد الشربيني الخطيب حيث كتب ولده الشيخ سليمان على هامش المقدمة من دون ذكر السنة او التاريخ ونص الكتابة توفي والدي رحمه الله ودفن في مقبرة زينب.
______________________________________________
قال صلى الله عليه وسلم: "من بطَّأ به عملُه لم يسرع به نسبُه"
بتوفيقٍ من المولى عزوجل...
عهدنا لأسلافنا… ان نسير على خطاهم، و أن نمظي قدما" بشرف حمل رايتهم وخدمة وطننا ومجتمعنا...
والله خيرالشاهدين،،
أحفادكم،
أبناء المرحوم المستشار القانوني "محمد غالب" سليمان محمد الصالح
المهندس سليمان – المهندس أيمن – الأستاذ "محمد أمجد" – المهندس أدهم
مراجع:
- دروزة ـ تسعون عاما في الحياة. صفحة 22.
- إميل الغوري: أعلام فلسطين.
-حكومة فلسطين، مديرية التعليم، التعليم في فلسطين، مسح عام 1936-1946