جديدنا: وثيقة - مركز الوثائق الفلسطيني
يذكر الأديب الأستاذ يعقوب العودات الهلسا في كتابه «من أعلام الفكر والأدب في فلسطين» أن وصفي صادق عنبتاوي ولد في نابلس بفلسطين وأنهى دراسته الإبتدائية والإعدادية فيها وأكمل دراسته الثانوية في « الكلية الإنجليزية « في القدس الشريف، وعُـيِّـن معلما للإنجليزية في المدرسة الصلاحية في نابلس ثمَّ إبتـُـعث إلى الجامعة الأمريكية ببيروت وحصل منها على شهادة بكالوريوس علوم في الإجتماعيات والتربية في عام 1926 م، وعاد إلى القدس معلما للتاريخ والجغرافيا في « الكلية العربية « في القدس الشريف، ثمَّ أعيد إبتعاثه إلى جامعة كمبردج في بريطانيا في عام 1927 م وحصل منها على شهادة ماجستير علوم في الجغرافيا والتاريخ برتبة الشرف، وعاد إلى فلسطين في عام 1930 ليعمل أستاذا للتاريخ والجغرافيا في « الكلية العربية « وفي « الكلية الرشيدية «، وحصل أثناء عمله على شهادة أستاذ علوم «دكتوراه» من جامعة كمبردج في عام 1934 م، وتمَّ اختياره عضوا في مجلس التعليم العالي في فلسطين، وكان ناشطا في الحركة الوطنية الفلسطينية ضدَّ الإحتلال البريطاني، وترأس الوفد الفلسطيني الذي شارك في المؤتمر الثقافي العربي الأول الذي نظمته اللجنة الثقافية في الجامعة العربية في بلدة بيت مري بلبنان في عام 1946 م، وبعد نكبة عام 1948 م ارتحل الدكتور وصفي عنبتاوي إلى دمشق حيث عيَّـنته وزارة المعارف السورية مفتشا إختصاصيا للإجتماعيات واللغة الإنجليزية وعمل محاضرا في الجامعة السورية ومدرسا للتاريخ والجغرافيا واللغة الإنجليزية في عدد من مدارس دمشق الثانوية حتى عام 1952 م حيث انتقل إلى عمـَّـان ليشغل وظيفة متقدمة في البنك العربي حتى عام 1964 م عندما أحيل على التقاعد فعُـيـِّـن أستاذا للجغرافيا والتاريخ في الجامعة الأردنية في بدايات تأسيسها، وقد شغل الدكتور وصفي عنبتاوي منصبَ وزير المالية في حكومةِ الرئيس بهجت التلهوني المشكـَّـلة في 19/4/1970م، وبعد استقالة حكومة الرئيس بهجت التلهوني التي شغل فيها منصب وزير المالية ارتحل إلى بيروت واستقرَّ فيها وتوفي في عام 1984م، وتجدر الإشارة إلى أن شقيقه الأصغر الأستاذ عبد اللطيف صادق عنبتاوي المولود في نابلس في عام 1905 م كان قد سبقه في إشغال المنصب الوزراي حيث شغل أيضا منصبَ وزير المالية في حكومةِ الشريف حسين بن ناصر المشكـَّـلة في 21/ نيسان /1963م، ثمَّ شغل منصبَ وزير الأشغال العامة في حكومةِ الشريف حسين بن ناصر المشكـَّـلة في 9/ تموز /1963م. وتشغل مؤلفات الدكتور وصفي عنبتاوي وخاصة في مجالي الجغرافيا والتاريخ مساحة هامة في المكتبة العربية حيث ترك ثروة من المراجع في التاريخ والجغرافيا بلغت 17 كتابا مطبوعا بعضها من تأليفه وبعضها شارك في تأليفها مع أبرز رجالات العلم في فلسطين في تلك المرحلة كالأستاذ خليل السكاكيني وسعيد الصبـَّـاغ وسعيد الدرَّة وورفيق التميمي، ومن هذه الكتب : «فلسطين بعد الحرب الكبرى»، «الوطن العربي والعالم»، «تاريخ فلسطين القديم»، «جغرافيا فلسطين والبلاد العربية»، «القارات الخمس»، «الدنيا القديمة»، «الشرق الأدنى». نسب آل العنبتاوي يلتقي كتاب «قاموس العشائر في الأردن وفلسطين» لمؤلفه الباحث حنا عمَّاري وكتاب «معجم العشائر الفلسطينية» لمؤلفه الباحث محمد محمد حسن شرَّاب وكتاب «بلادنا فلسطين» لمؤلفه المؤرِّخ مصطفى مراد الدبَّاغ على الرواية التي تقول إن جدَّ آل العنبتاوي المؤسِّـس هوالشيخ ابراهيم المحمد الذي ينحدر من عشيرة آل اعمر في بلدة عنبتا، وقد ارتحل إلى نابلس فتشكـَّـلت من أعقابه عائلة أطلق عليها أهل نابلس اسم آل العنبتاوي نسبة لبلدة عنبتا التي جاءوا منها، ويشير عمَّاري إلى عشيرة فلسطينية تحمل اسم « أبواعمر» يذكر أنها تنحدر من عشيرة بني غازي في منطقة نابلس التي يردُّها عماري إلى قبيلة بني حسن، ويورد عمَّـاري إسمي عشيرتين فلسطينيتين تحملان إسم « اعمر «، إحداهما بطنٌ من عشيرة الحاج يحي في طيبة بني صعب، والأخرى من عشيرة المخامرة في يطـَّـا الخليل، ولا يشير الكتاب إلى وجود علاقة قربى بين هاتين العشيرتين أوبينهما أوبين أي منهما مع عشيرة « اعمر « التي ينحدر منها آل العنبتاوي، كما لم يذكر عمَّاري ما إذا كانت عشيرة آل اعمر وعشيرة أبوأعمر عشيرة واحدة أم أنهما عشيرتان مختلفتان.
المصدر: الأستاذ يعقوب العودات الهلسا
كتاب من أعلام الفكر والأدب في فلسطين