أحمد حسين العريض (أم الفرج)
أحمد حسين العريضي تولد 1935 في أم الفرج.
أم الفرج قرية صغيرة لا تظهر إلا إذا نزلت عليها من الشارع، وبين البساتين لأن حولها بساتين كثيرة وواسعة واصلة لنهاريا، وللمزرعة وللنهر.
تشرب هذه البساتين من نهر برك، يعني مثل رأس العين (في صور)، ولكن البرك بعيدة عن البحر مثل ما بين صور وصيدا، لأن السهل واسع جداً.
يحدّ أم الفرج، الكابري مكان حرق الدبابات).. ولحرق الدبابات قصة مع أبو الديب خليل القط.. كان في 7 دبابات ونطروهم الشباب عند الكابري بمنطقة إسمها الريس، هذه الدبابات ما زالت موجودة، عاملينهم مزار اليهود، 7 دبابات هجموا عليهم بالعصي، أبو الديب هجم على المصفحة وسحب الرشاش من اليهودي، وحرقوهم بقلب الدبابات لليهود إلا يهودي واحد لم يحرق.. ولكن لم يكن يعرف في المنطقة، مشى على الطريق بالليل للغرب، من الريس، من الفاسية بين الفاسية والكابري) حتى وصل عند بيوت دار زمزم، بيت من شرق الطريق وبيت غربي الطريق، شباب البلد كانوا هناك حراسة عند زمزم) جاء اليهودي بالليل ومسكوه.
بلدنا قرية صغيرة، وهناك ساحات، ساحة دار المختار (دار سالم)، يعملوا فيها الأعراس وهناك سدره على الشارع العام نحو نهاريا، لأبو السعد حسين هذه السدرة مثل بناية، الذي يريد الزواج يصمدوه تحت هذه السدرة على الشارع العام، وفي جامع جديد معمر فيها..وفي دار العريض ساحة أيضاً.
هناك طريق ترابية، وداير البلد ممكن بالسيارة أن تلفها. وهناك قنوات الماء النازلة من النهر من البرك، نازلة من حدود الجبل بجانب البلد، نازلة على نهاريا على البحر.
وهناك قناية الباشا، الباشاوات القدم عملوها من الكابري لعكا، عكا كانت تشرب منها ومعمرة باطون حجارة كبيرة وصوب البساتين يمشّوا القناي تحت الأرض،وأهل البلد يشربوا ويتحمموا وكل شيء من هذه المياه.
من أسماء العائلات التي كانت تسكن في أم الفرج: دار العريض، بيت سالم (المختار)، هويدي، عبد العال، دار صقر هو من النهر ولكنه سكن ببلدنا وتزوج وخلّف ببلدنا دار الحاج موسى، ذيب (ستيته)، دار الحاج العلي، بيت الحاج موسى عائلة كبيرة بفلسطين، دار الحلاق، دار القط، دار مفلح، ودار الخواص، بيت القاروط، بيت حسين (عبد الفتاح عبد الهادي)، العدوي.
مختار القرية كان أبو حسين سالم، وعبد المختار وعلي المختار علي سالم)
المدرسة:
كان في مدرسة بالقرية، في الطابق التحتاني بدار عبد الهادي، لا يوجد صفوف، فقط بنوكة والصغار أمام والكبار وراء، كان يعلم فيها أستاذ عبده (أبو مصري). والده كان شيخ كبير، وكان الأستاذ أبو إسماعيل الفرماوي من النهر، يعلم ببلدنا.
أنا لم أتعلم كثير، فترة بسيطة، ولكني جيد بالقراءة والحسابات، لأنه من وقت خروجنا كنت أطالع وأقرأ.
جامع أم الفرج:
جامع القرية كان على طرف البلد شمالاً وغرباً، واجهته للشمال، ظهره للقبلة، فيها ساحة دار المختار بظهره، وأمامه شمالاً جنينة كبيرة واصلة للشارع العام، البيوت بعيدة عن الجامع كثير.
أما إمام الجامع أبو الفضل والد أبو العبد الحاج موسى).
الوضع الصحي:
أما الطبابة، فكنا نذهب على عكا أكثر شيء أو نهاريا، لأن عكا قريبة على بلدنا مسافة 15 كلم عن أم الفرج. وكان سعد القط مجبّر القرية، والمطّهّر كان من المزرعة من بيت الحاج علي، يدور على البلاد ويطهّر.
الحياة اليومية في أم الفرج:
كانت الإضاءة تعتمد على سراج الكاز، القناديل واللوكس على كاز، يضيئوه عند التعاليل والأعراس على العواميد.
أما الدكاكين، فكان نعيم الحسن صاحب دكانة، ومختار البلد عنده دكانة في الساحة دكانة رواند، مقابلها دكانة بيت المختار، ودكانة نعيم الحسن. كان الخربيطي هو اللحام، عنده فرن ودكانة بسيطة، يسهروا عنده الكبار للعب الورق.
كان هناك معصرة بالقرية مقابل دكان نعيم الحسن، هذه المعصرة مشتركين فيها كثير من بيت سالم، أهل بلدنا يضرسوا فيها مقابل زيت حصّة).
بفلسطين إجمالاً، إذا واحد ليس عنده زيتون يمّون زيتون مثل اللي عنده، كل البلد تعطيه زيت وزيتون، ولا أحد يشتري الزيت والزيتون.
كانت خوابي الزيت تسع 10 تنكات، يملؤها الناس زيت، يطبخون ويقلوا زيت الزيتون والسمن البلدي.
كل الناس عندها بقر، ويحلبون الحليب ويصنعون السمنة، لم يكن الزيت النباتي موجود.
كانت بيوت القرية قديمة أغلبها، من حجارة من طين، والسطح من خشب أو حديد من فوق طين ولكن لا تنزل ماء، قبل الشتاء يحضرون عكر زيت، وعاملين مدخل، ويدهنون السطح ويدخلوا، ثم تصبح جاهزة للشتاء.البيوت كبيرة وهناك بيوت من باطون.
أنا زرت الغابسية والشيخ داوود، وعمقا، دندن، وكفرياسيف، أبو سنان كنت أذهب مع والدي، كنا نذهب على الدواب.
أما الزواج عندما تكون العائلة فيها ولد ويريدون تزويجه، يذهبون ويتكلمون له على عروس ويمكن العريس لا يعرف العروس من قبل فيجبر العريس على العروس، (من 20 واكبر أعمارهم).
أما العرس كان يدوم أسبوع والأعراس تحت شجرة الدر، الناس كانوا يجتمعون هناك على الشارع العام، الدبكة تحت السدرة، يصمدوا العريس لوحده تحتها، أما الأغاني على الحفرة على دلعونة والدبكة الفلسطينية، دبكتنا بفلسطين والأردن نفس الشيء.
كان في مقبرة في القرية للبلد كلها، غربي البلد وشمالها. طرفها على حدود جنينة الجامع.
في رمضان الناس، تصوم، مثل هنا، الكل يصوم، العالم عندها إحترام للدين، كان في مسحرين، وصلاة التراويح مش مثل هذه الأيام، هذه الأيام أكثر. هذه الأيام، أنا شخصياً، بعد صلاة العشاء، أصلي لله تعالى وأُسبح 700 تسبيحة وقبل صلاة الفجر كذلك والحمد لله.
الخروج من أم الفرج:
لم نخرج معنا أوراق ووثائق من فلسطين، كنت بالبيارة على حدود نهاريا لوحدي، وهربت العالم وأنا لحالي، الناس كانوا يفلحون على البقر، ووالدي كان كذلك مع أخي الكبير، كنت بالبيارة وهربت لوحدي، أخذت البقرات ورحت لعند عكا، في الجبل من غير وعي، ووصلت عند منطقة الناس جالسين فيها تحت الزيتون (ميعار) الكبار والشباب.
فقابلت ناس، فقلت لهم، أني أهرب، فأخذوا البقرات وجلست معهم، ثم قابلوني بأبو نواف، بقيت ثلاث أيام، جالسين تحت الزيتون والتين، وإذ بأخي قادم (محمد)، جاء يبحث عني 3 أيام، فنريد اللحاق بأهلنا، وهناك شاب ملتحق بجيش الإنقاذ، فقال أنا بعرف الطريق لترشيحا، جئنا ومشينا معه لترشيحا، فجاءت الطيارات تضرب ترشيحا، فهربت العالم وطلعنا على الدير ونزلنا على الرميش، ومن رميش لقرية بلبنان (رشاف)، وبقينا فيها عند دار عمي صالح وعمي خليل ومحمد العريض لمدة شهر، نريد شراء أغراض من الدكانة كانت عشر ليرات فلسطيني ب 100 ليرة لبناني، ثم قال والدي نريد الذهاب لصور(عند أبو شحادة زمزم) زوج عمتي مشياً على الأقدام، ومشينا على الطريق فوصلنا حانوية، لقينا أبو حاتم حلاوي، معه حمار يوزع الرسايل على الحمار، فنزل عن الحمار وركب أخي وأختي الصغار ومشى معنا لصور. جلسنا فيها سنة وشوي وطلعنا وعمّرنا هنا محطة السيد وجلسنا، جاءت هيئة الآثار للبحث عن آثار فنقلونا على الرشيدية.
كانت البيوت بالرشيدية غرف صغيرة، الغرفة 2 ونصف x 2،أو 3X3 وليس أكيد من ذلك، يعطوها لعائلة 3-5 أفراد ولا يعطوا مطبخ معها، ومرت هذه السنين، من 1948 – 2011 كم جيل مر، أنا ببيت العريضي أنا أكبر واحد فيهم، الذين هنا بلبنان، معظم الذين خرجوا من فلسطين توفوا رحمة الله عليهم، كان محمد الحاج موسى لو بعده عايش يعرف عن البلد كثيراً.
عن وجهاء البلد:
إذا مرّ رجل كبير ووجد إثنين يتشاجروا، كان الرجل يضربهم ويفك الشجار، فكان يسمع كلامه ويذهبوا.
ومن الكبار مثل يوسف عبد العال، مصطفى الحاج علي، المختار، صالح العريض وخليل العريض، كلهم يعرفون بعضهم البعض.عند حدوث المشاكل كان الجميع يجتمع لحل المشاكل. ولكن عند حدوث جريمة كان الجيش الإنجليزي يأتي للبحث في الجريمة.
إبن عمي إسماعيل، بقي في فلسطين، كان أخوه في الجيش الإنجليزي ( زنار أحمر)، بساتين أمام بيته عنده شجرة عناب، يبقى جالس تحتها، معه فرد (مسدس) فيه خرطوشة عالقة في الفرد ويريد إخراجها صاحب من النهر، شافوا جاي لعنده، قال له بدب أقوسك وإذ بالرصاصة تخرج وتقتل صديقه، ولكن أهله لم يخرجوا ويشتكوا عليه لأنهم عارفين ليس بالعمل المقصود.