المقال |
كما أشرت سابقا فان عائلة البركات اصولها يمنيه قحطانيه ياميه من المشائخ آل عبدالحق واصلهم من نجران وهاجر جدهم عبدالحق الى وادي جردان في منطقة شبوه بحضرموت بسبب نزاع بينه وبين أبناء عمومته عندما قام هؤلاء بسرقة ابل الشيخ بن بريك ورفضوا اعادتها له وكان بن بريك يسكن في وادي جردان وكان رجلا صالحا تقيا حباه الله ببعض البركات والكرامات,فما كان من عبدالحق (كان اسمه بشر بن يعلى) الا ان لحق بابن بريك وعندما علم هذا سبب قدوم بشر اليه دعا له بالخير وطلب منه أن يغير اسمه فسمى نفسه عبدالحق وعاش عند بن بريك فترة من الزمن تزوج خلالها ورزقه الله أربعة ذكور أحدهم اسمه عبدالقادر ومن فروعه عائلة البركات التي منها بركات جد العائله في ذنابه,وكما بينت سابقا فانهم كانوا حضرا يمتهنون الزراعه (في السهل الساحلي وفي محيط القريه) وكانوا أصحاب ثروة وأموال,ويروى أن أحد شيوخ البلده من آل أبو ذياب أنه قال في أحد مجالسهم (أنه لولا مخافة الله وأن لا يكون تكبرا وجحودا لنعمة الله لوضعت ما عندي من ذهب على البيدر وجعلت الخيل تدوسه) وذلك كناية عن كثرة أمواله.
وكما أشرت سابقا فان بعض شيوخ العائله كانوا شيوخ دين لهم كرامات يتبارك الناس بهم (كانت قرية ذنابه تسمى بلد المشايخ)ويروى أن الجزارين واللحامين في مدينة طولكرم كانوا لايبيعون لحومهم وذبائحهم الا بعد ان يشتري منها مشايخ أهل ذنابه وذلك تبركا بهم.
وكما وضحت أعلاه فان عائلة البركات وأقاربهم هم أهل ذنابه الأصليين وهم اللذين بنوا قلاعها الحصينه وأسوارها المنيعه,وعندما قام آل البرقاوي بغزو القريه ونهب ثرواتها وأموالها واستولوا على مبانيها الرئيسيه (عام1725م) ومن بينها علالي البركات (أصبح اسمها قلاع البرقاوي), يروى ان الله ابتلى آل البرقاوي بالأمراض الخبيثه وقلة الانجاب,وأن الأجيال اللاحقه منهم أحسوا بالندم والذنب مما فعله أجدادهم فهجروا بعض تلك المباني ومنها المبنى الشهير (علالي البركات)وكان يسكن في ذلك المبنى رجل معتوه من آل البرقاوي.في عام1955م ونتيجة لغزارة الأمطار في ذلك العام وكون المبنى شبه مهجور فقد انهار المبنى على ساكنه واثناء البحث عنه وجدوه ميتا كماوجد حجرا مكتوب عليه تاريخ بناء المبنى وقدر بأكثر من أربعمائة سنه.
وكما أخبرنا الأجداد أنه عند ما غزا آل البرقاوي القريه فان حامية القريه كانت بقيادة رجل اسمه مزهر (من آل البركات) جرى خداعه بواسطة امرأه استغاثت به كانت خارج بوابة القريه فهب مزهر لنجدتها وعندما قام بفتح البوابه كان آل البرقاوي ينتظرون خلفها وتم غزو القريه بدون مقاومه, ووقتها كان أغلب اهل القريه في السهل الساحلي (موسم الحصاد) وما ان وصلهم الخبر الا وكانت القريه محتله بكاملها, ولم يرد في الروايات عن حدوث أعمال قتل أو انتهاك للأعراض, وعندما عاد أهل القريه اليها لم يجدوا مأوى لهم الا في مساكن العمال والخدم.
ويروى أنه بعد أن تم القضاء على القائد (ظاهر العمر وأولاده) حوالي عام1775م على يد القائد التركي أحمد الجزار وبعد أن ضعف نفوذ آل البرقاوي,قام أحد شيوخ آل البركات محمود (حمود) بالتظلم لدى الشيخ الجزار عما حصل في القريه واحتلال البرقاوي لها ونهب أموالها وتزييف ملكية مبانيها وأراضيها,ولكن الشيخ البرقاوي آنذاك كانت لديه الحجج والوثائق المزيفه للأراضي والعقارات المنهوبه وكانت أدلة شيخ البركات ضعيفه,علما أن البرقاوي(في ذروة قوتهم)كانوا هم الذين يصدرون صكوك ملكية الأراضي والعقارات في المناطق التي كانوا يسيطرون عليها.
بعد غزو القريه وهدم سورها وبوابتها جاء الى القرية عائلات كثيره مثل آل سيف والخريشي وحنون وملحم ودلبح والتفال وعائلات أخرى كثيره وأصبح أهل ذنابه الأصليين وحلفاؤهم (آل عساف وشرشير والحشاش وغيرهم) أقل من نصف سكان القريه وبعد أن كانت العائله وحلفاؤهم أغنياء أصبحوا فقراء بعد أن سلبت أراضيهم وبيوتهم وأموالهم وكذلك بسبب كرمهم وطيبتهم,وهذا اضطرهم لبيع ما تبقى من أراضيهم للقادمين الجدد بأبخس الأسعار وأصبح الكثير منهم ومن آل البرقاوي يعملون مزارعين (مرابعيه) لدى آل سيف وغيرهم.
جاء في الروايات أنه حدث نزاع بين آل البرقاوي وآل سيف (بسبب نزاع بين صبيانهم) واستمر هذا النزاع لأكثر من سنتين (ما يعرف بسنين الفساد) وتحالف آل البرقاوي مع أهل ذنابه (البركات وعساف وشرشير والطقاطقه وغيرهم) في الحاره الشرقيه ضد آل سيف وحلفاؤهم في الحاره الغربيه , ويروى أنه بسبب ذلك النزاع فقد دمرت ممتلكات الطرفين من مزارع وأشجار وثروه حيوانيه وعانت القريه وسكانها الكثير جراء ذلك الى أن تدخل شيوخ ووجهاء المناطق القريبة منهم وأصلحوا بينهم.
|
Preview Target CNT Web Content Id |
|