كما اشرت سابقا فان عائلة البركات في ذنابه اصولهم عربيه يمنيه، ونسب جدهم (عبد الحق) يرجع الى قبيلة يام القحطانيه، وان جدهم من فرع البركات من المشائخ آل عبد الحق هاجر من اليمن من بلده او مكان اسمه ذنابه (فتح الذال والنون). جاء في بعض الروايات انها في نجران وبعضها انها في وادي جردان، وان جدهم جاء الى فلسطين في القرن 15م وجاء الى قرية ذنابه، ويبدو ان القريه كان يسكنها اقاربهم الياميون الذين جاءوا الى بلاد الشام في عهد صلاح الدين الأيوبي والذين ربما جاؤا من نفس المكان في اليمن.فقد ورد اسم القريه ايام المماليك في القرن 13م ايام الحروب الصليبيه، حيث ان السلطان الظاهر بيبرس اقطع القريه لاثنين من قادة حربه هما المجاهد سيف الدين اسحق صاحب الجزيره وللملك المظفر صاحب سنجار وذلك عام1265م (663هـ)، كما ذكرها المقريزي (بفتح الذال) في كتابه الملك والممالك.هناك روايات غير صحيحه ان القريه كان اسمها دنوب (كلمه سريانيه معناها نهاية الوادي) ثم حرف الاسم الى ذنابه، فالحقيقه ان موقع القريه ليس نهاية الوادي، والمقصود بالوادي هو وادي الشعير او وادي الزومر او وادي الياسمينه او نهر الاسكندرون والذي يصب في البحر المتوسط، وكان اهل ذنابه والمناطق المجاوره يطلقون على هذا الوادي اسم النهر عند اقترابه من البحر، فكما اشرت اعلاه فموقع القريه ليس في نهاية الوادي لأن نهاية الوادي هو البحر والقرية تبعد عن البحر حوالي 15كم.وليس صحيحا ان اسم القريه منسوب الى اسم الرجل الصالح (ذناب) الموجود قبره في مسجد القريه القديم، والصحيح ان اسمه منسوب الى القريه كما نسب اليها علماء وفقهاء كثر.كما انه ليس صحيحا ان الرجل الصالح (ذناب) هو شمشون كما يدعي اليهود .
نستنتج مما سبق ان اسم قرية ذنابه الحاليه منسوب لاسم قريه او مكان اسمه ذنابه في اليمن في نجران او في وادي جردان بمحافظة أبين في حضرموت اليمن، وهذا مطابق لروايات اجداد عائلة البركات ان اصولهم يمنيه، ومطابق ايضا لما جاء في بعض كتب الأنساب، علما ان هناك الكثير من المواقع والأماكن في اليمن والجزيره العربيه التي يطلق عليها اسم ذنابه، وذنابه (فتح الذال والنون) في اللغه العربيه تعني نهاية الوادي وخاصة الوادي او فروعه التي تنتهي في الصحراء او في اليابسه حيث تنشأ التجمعات السكانيه وتكثر الأنشطه الزراعيه (زراعيه وحيوانيه)، وكما اشرت سابقا فان عائلة البركات جاؤا الى فلسطين حضرا يمتهنون الزراعه في السهل الساحلي الفلسطيني كزراعة الحبوب والسمسم والقطن وزراعة اشجار الزيتون والفواكه في محيط القريه، فكما هو معروف ان كرم ابو خليل مشهور بتنوع اشجاره مثل الزيتون والتين والعنب واللوز والمشمش وغيرها.
ان المشائخ آل عبد الحق عندما هاجر جدهم عبد الحق (بشر بن يعلى) من نجران الى وادي جردان بحضرموت واستقر في وسط قبائل بلعبيد (الذين نسبوه لهم) ووسط قبائل النماره من بني هلال كان من آل عبد الحق رجال فقه وعلم بالدين وكانوا قضاة تحتكم اليهم القبائل لحل مشاكلهم، وعندما جاؤا الى فلسطين كان بينهم رجال علم وفقهاء صالحين وظهر من ابنائهم واحفادهم كذلك علماء حباهم الله ببعض الكرامات وبمكانة علميه في امور الدين، ومن هؤلاء العلماء:-
1- احمد بن محمد بن عبد الله الشهاب الذنابي الدمشقي الصالحي من علماء القرن التاسع الهجري.
2- عبد الرحمن بن ابراهيم الذنابي توفي عام915هـ.
3- (عماد الدين) اسماعيل بن زين الدين (زين العابدين) بن عبدالرحمن بن ابراهيم الذنابي توفي عام 948هـ.
4- برهان الدين العوفي الحنبلي الذنابي توفي عام 1030هـ.
5- ابراهيم بن ابي بكر اسماعيل الذنابي العوفي الصالحي المصري من سلالة برهان الدين بن عبدالرحمن توفي عام 1094هـ.
معالم القريه القديمة
1- بقايا سور القريه القديم وخاصة من الجهه الجنوبيه الغربيه والذي كان حتى الستينات من القرن الماضي مكانا لاجتماع رجال القريه يتسامرون ويقضون اوقات فراغهم، وبحكم موقع القريه على هضبة مرتفعه عن سطح البحر حوالي 120م، فالمكان يطل على مدينة طولكرم ومخيم طولكرم وعلى السهل الساحلي الفلسطيني المغتصب ويظهر البحر المتوسط جليا والبواخر والسفن تمخر فيه، وكان الرجال المسنين وشيوخ القريه يجلسون على بقايا حجارة السور المتهدم وخاصة في شهر نيسان موسم تزهير البرتقال والحمضيات في السهل الساحلي السليب ورائحة ازهار البرتقال تصل اليهم مع نسائم الربيع وتراهم يذرفون دموعهم ويبكون حسرة والما على ما فقدوه من اراضيهم وبياراتهم وبساتينهم التي سلبها اليهود.
2- بقايا بوابة البلده الوحيده من الجهه الشرقيه للقريه، ولغاية ستينات القرن الماضي كانت بقايا حجارة البوابه موجوده بطرازها الشرقي اليمني المميز، وتحديدا في ارض عائلة مزهر (فرع من آل البركات) بالقرب من بيت المرحوم محمد حسن عبد الحق آل مزهر مقابل بيت المرحوم ابو رفيق الخريشي.
3- زقاق الشونه: وهو شارع ضيق يمتد بين ابنية القريه القديمه وكان الزقاق يتصل بسراديب (انفاق) تمتد تحت ابنية القريه حيث كان يتم تخزين (تشوين) منتجاتهم الزراعيه ومعداتهم، وكان الزقاق يمتد من الساحة التي امام مسجد القريه من الجهه الشماليه (سوق القريه) الى المنطقه المرتفعه المطله على جبل العقده.
4- جبل العقده:في الجهه الشماليه للقريه خارج سور القريه القديم، وهو عباره عن هضبة مرتفعه فيه الكثير من كروم الفاكهة والزيتون، ويتصل غربا بجبل ابو السيد وشرقا باراضي القريه المطله على طريق طولكرم/نابلس.
5- جبل الحريقه:من الجهه الجنوبيه للقريه، وفي قمته مدرسة ذنابه القديمه، وارض المدرسه والأرض التابعه لها هو وقف من آل البركات، السفح الغربي من هذا الجبل يسمى كرم ابو خليل حيث توجد مغاره فيها قبر الرجل الصالح ابو سراج، اما الجزء الشرقي من جبل الحريقه حيث ارض مقبرة ذنابه القديمه وهي كذلك وقف من آل البركات.
6- مسجد القريه القديم ومئذنته المرتفعه المميزه بطرازها الاسلامي القديم، وبداخل المسجد قبر الرجل الصالح(ذناب)، وكانت ساحة المسجد مرصوفة بالحجاره، ويوجد في المسجد بئر ماء (بئر جمع) مياهه كغيرها من الآبار من تجميع مياه الامطار.خارج المسجد من الجهه الشماليه توجد ساحة محاطه ببعض الدكاكين (سوق القريه) والمباني المحيطه بالمسجد كانت كلها لآل البركات واقاربهم وحلفاؤهم.
7- علالي البركات:وهي كغيرها من المباني القديمه في القريه، ولكنها تتميز بموقعها في اعلى مكان في القريه واطلالتها على الجهه الغربيه حيث تطل على السهل الساحلي الفلسطيني في وقت لم تكن فيه مدينة طولكرم موجوده اصلا، وهذه العلالي وغيرها من المباني القديمه الكبيره في القريه والتي استولى عليها آل البرقاوي عند غزوهم لقرية ذنابه عام1725م وأسموها قلاع البرقاوي، وكما اوضحت سابقا ان بناية علالي البركات(مكونه من اربعة طوابق) وكان عمر هذه البنايه عندما تهدمت بسبب الامطار الغزيره عام 1955م كان عمرها اكثر من اربعمائة سنه، ويروى ان تحت هذه البنايه وغيرها من المباني القديمه في القريه توجد سراديب تتصل بزقاق الشونه الآنف الذكر، تهدمت هذه البنايه بسبب الامطار وقلة الصيانه والعناية بها عندما هجرها احفاد آل البرقاوي لشعورهم بانها املاك مسلوبه وعندما ابتلاهم الله بالأمراض الخبيثه وقلة الانجاب.
8- المعاصر(معاصر زيت الزيتون):-وهي شاهد آخر على ان عائلة البركات واقاربهم كانوا حضرا يمتهنون الزراعه، والمعاصرهذه عباره عن منطقه صخريه وكان لكل فرع من فروع الجزء من هذه المعاصر تعصر فيه الزيتون، حيث يوجد في كل جزء ساحه صغيره فيها حجر كبير شبه كروي يسمى المدرس (كسر الميم وسكون الدال) لهرس ثمار الزيتون، وفي كل ساحه توجد نقر صغيره او جور في الصخر بشكل انسيابي، يوضع الزيتون المهروس في عبوات من الخيش وتوضع عليها اثقال من الحجاره فينساب عصير الزيتون (الماء والزيت) الى النقر الصغيره واحدة تلو الأخرى ال ان يحصلوا على الزيت الصافي.
مما سبق ومن طبيعة القريه وطراز ابنيتها القديمه وطراز بناء مسجدها والساحه الخارجيه للمسجد من الجهه الشماليه (سوق القريه) وازقتها والسراديب الموجوده تحت ابنيتها القديمه يستدل المرء ان قرية ذنابه القديمه هي طراز من القرى اليمنيه، وهذا ما يؤكد اصالة اهلها (آل البركات وفروعهم) وحلفاؤهم من آل العساف والشرشير والحشاش وغيرهم. وان اهلها كانوا كانوا يمتهنون الزراعه منذ جاؤا الى فلسطين وانهم كانوا يملكون آلاف الدونمات من الأراضي في السهل الساحلي الفلسطيني وفي محيط القريه، وان غالبية هذه الأراضي قد سلبها آل البرقاوي عند غزوهم للقريه، كما ان الكثير منها قد بيع للعائلات التي قدمت للقريه مثل آل سيف والخريشي والتفال ودلبح وغيرهم، وان اهل البلده الأصليين من آل البركات وفروعهم وحلفاؤهم لم يعودوا يملكون الا القليل من اراضي القريه.