عشيره السطرية في فلسطين والأردن
السطرية هم احدى العشائر الفلسطينية العريقة وقد جاءوا من وادي تهاما في جزيرة العرب وينسبون أصلا إلى قبيله حرب في السعودية من فرع الشراري وكانوا قلة قليلة وهم لايتجاوزون عدد اصابع اليد وأختالهم تعددت الروايات ولكن العدد لم يتجاوز العشرة أشخاص في كل الحالات. وقيل أنهم قدموا هرباً من الثأر لقتلهم رجلاً ما أو أنهم قدموا لأجل الرزق والعمل حيث أن فلسطين كانت في ذلك الزمان بلاد خيرات وعز وأمان.
ويقال ان تسميه القبيلة بهذا الاسم يعود إلى ان القبيلة كانت تجيد صناعه بيت من نبات الحلفا والنباتات الاخرى طوله من 10 إلى 50 متر وعرضه حوالي 5 متر ويستخدم لحفظ الحبوب والاعلاف وتربيه صغار الماشيه والطيور وكان يسمى هذا البيت ( سطر ) ولكثره هذه
البيوت في منطقتهم تم تسميتهم بالسطريه.
الروايات التي ذكرها أجدادنا تحدد الزمن تقريبياً بأنهم قدموا في القرن الثاني عشر للهجرة أي في عهد الحكم العثماني لفلسطين والبلدان العربية الأخرى وهم يجيدون الزراعه وتربيه الانعام والابل ولا يرغبون الترحال كالبدو وذكروا لنا أيضاً بعض الأسماء التي يتوقعون أنها لأجدادهم الأوائل ومن هذه الأسماء ( أيوب – جعفر – داوود – نصرالله ) و قبل مجيئهم إلى فلسطين مروا بجمهورية مصر العربية وأقاموا بها فترة بسيطة من الزمن ثم جاءوا إلى فلسطين , ومن المؤكد أنهم أول ما نزلوا فلسطين سكنوا مدينة خان يونس الواقعة جنوب قطاع غزة بجوار مدينة رفح التي تقع على الحدود المصرية وقد سميت المنطقة التي نزلوا بها باسمهم وهي معروفة الآن بمنطقة السطر.
ثم ارتحل قسم كبير منهم إلى سهول تل البطيخ ( ابو الفضل )، وارتحل جزء منهم إلى مدينة السبع في جنوب فلسطين أذكر منهم قبيلة ابورستم وقبيلة أبو قوطة حيث استقر بهم المقام هناك وقسم من هاتين القبيلتين استقر في خان يونس وبقي هناك حتى يومنا هذا , ويقال أن قسم من عشائر السطرية أرتحل إلى مصر أيضاً.
أما معظم هذه العشائر فقد توجه إلى قلب فلسطين نحو سهول منطقة تل البطيخ لخصوبتها وتوفر المياه فيها. وكان هذا في أواخر القرن التاسع عشر، ثم تملكت هذه القبائل السهول المذكورة في عهد الانتداب البريطاني وزرعتها بأشجار الكرمة والحمضيات واللوزيات.
ومن هذه القبائل التي استوطنت: { أبو عيد، أبو سالم، السطري، أبو حطب، أبو صيام، أبو اصليح، ابوحلوه, دار عيده , أبو صلاح، الحسينات، أبو رتيمة، أبو حميدة، أبو نقيره، أبو حميد، المصالحة- أبو حرب – أبو سمرة – أبو تيم وقبائل أخرى}، وقد أقامت هذه العشائر تجمعات سكنية (قرى) لها في مواقع أراضيها وأصبحت تُعرف فيما بعد في الأربعينيات من القرن العشرين بقرى السدره وذلك نسبة إلى شجرة سدر موجودة في المنطقة منذُ أمد بعيد.
قرية أبو الفضل
والأصح " عرب الفضل " نسبه إلى أن أراضيهم من أوقاف الصحابي الجليل " الفضل بن عباس ". وتقع بيوت أبو الفضل، في ظاهر الرملة الشمالي الغربي، وعلى مسافة نحو 2 كم منها. وتنتشر هذه البيوت متناثرة على الجانب الغربي لطريق الرملة – يافا، وعلى الجانب الشمالي لخط سكة حديد رفح – حيفا. وأقرب القرى العربية إليها قرى "صرفند العمارة" و"صرفند الخراب" و " وبير سالم وهي تجاور مدينة اللد من الناحية الغربية. ويعرف هذا الموقع أيضاً باسم عرب السّطرية نسبة إلى موقع السّطر الذي نزحوا منه قرب مدينة خان يونس.
أقيمت قرية أبو الفضل فوق رقعة منبسطة من أرض السهل الساحلي الفلسطيني الأوسط وترتفع نحو 75م عن سطح البحر. وتتألف من مجموعة بيوت متناثرة في وسط الأراضي الزراعية، وكانت تخلو من المرافق والخدمات العامة، لاعتمادها في توفير حاجات سكانها على مدينتي اللد والرملة المجاورتين لها.
بلغت مساحة أراضي عرب الفضل 2,870 دونماً، منها 153 دونماً للطرق والأودية، ولا يملك الصهيونيون فيها شيئاً. وتعد هذه الأراضي من أوقاف الصحابي الجليل الفضل بن العباس ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم، وإليه نسبت القرية. وهي من بين أجود الأراضي في فلسطين لانبساطها وخصوبة تربتها وتوافر مياهها الجوفية. وتعتمد الزراعة على الأمطار وعلى مياه الآبار. وأهم المحاصيل الزراعية التي كانت تنتجها القرية الحمضيات والزيتون والخضر والحبوب بأنواعها المختلفة. وقد غرست أشجار الحمضيات في مساحة تزيد على 818 دونماً حيث تجود زراعتها في تربة البحر المتوسط الطفلية الحمراء.
كان معظم السكان يعملون في الزراعة التي وجد إنتاجها طريق التصدير إلى الأسواق المحلية في المدن المجاورة. وتربية المواشي والدواجن في المزارع المحيطة ببيوت القرية للانتفاع بها في أعمال الزراعة من جهة، وللحصول على منتجات ألبانها ولحومها من جهة ثانية.
بلغ عدد سكان أبي الفضل في عام 1931 نحو 1565 نسمة، انخفض عددهم في عام 1945 إلى 510 نسمة بسبب هجرة بعض العائلات للاستقرار في المدن المجاورة. ولم يؤسس لهولاء العرب مدرسه لأطفالهم طيلة الحكم البريطاني المخزي , وفي العام 1948 طرد الصهيونيين سكان أبي الفضل من ديارهم، ودمروا بيوتهم وأزالوا مضاربهم، وأنشئوا على هذه البيوت مستعمرة "تلمي منشة"، وأقاموا على أراضي القرية مستعمرتي "نحلت يهودا " و "نيتا عم"
ومن أكبر العشائر التي استوطنت وتملكت في تل البطيخ أو ما عُرف لاحقاً بالسدره هي عشائر السطرية التي ذكرت سابقاً. إلا أن بعضاً منها أو من أفخاذها قد سكنوا أيضاً مناطق متفرقة على ساحل البحر الأبيض المتوسط، منها: أبو الفضل، القبيبه، وادِ حنين، كما استوطن قسم آخر منطقة وادِ الصرار أي ما يعرف بالمنصورة وتقع في المنطقة الشرقية الجنوبية من ساحل فلسطين.
إلا أن معظم هذه العشائر قد تجمعت في قرى السدرة في بداية الأربعينيات بعد الحرب العالمية الأولى عندما ظهرت مؤامرة تقسيم الدول العربية (سايكس بيكو) وأصبحت فلسطين تحت الانتداب البريطاني التي تولى رعاية وإنشاء دولة يهودية في فلسطين، وعندما بدأت المقاومة العربية لهذا المشروع الظالم وهبّ الشعب الفلسطيني وبدعم من الجيوش العربية المجاورة وكانت قليلة العدد والعدة وقد اشتركت عشائر السطرية في هذه المقاومة وسقط منهم العديد من الشهداء، وقد أبلى أفراد هذه العشائر بلاءً حسناً في مقاومتهم للاحتلال حتى أصبح الانتداب البريطاني آنذاك يحسب لهم حساباً، وكثيراً ما كان يهادنهم عن طريق وجهاء هذه العشائر ويلبي طلباتهم تجنباً لمقاومتهم للاحتلال.
وسيأتي ذكر هؤلاء الوجهاء لاحقاً أثناء الحديث عن كل عشيرة على انفراد.
وقد اشتدت مقاومة هذه العشائر للاحتلال البريطاني وللتجمعات اليهودية وكانت تعرف (بالكيبوتس) وهي عبارة عن معسكرات تدريب لليهود برعاية الانتداب الغاشم.
ومما ساعدهم على المقاومة انهم استطاعو الاستيلاء على عدة مخازن للأسلحة المتنوعة والذخائر والقنابل اليدوية تعود لجيش الانتداب البريطاني والتي كان من المقرر تسليمها لعصابات اليهود عند الانسحاب يوم 15/5/1948 (ما يعرف بـ 15/أيار) وقد تم الاستيلاء عليها بالكامل قبل الموعد بيوم أو يومين بواسطة ومساعدة ضباط عرب أحرار كانوا يعملون مع الانتداب البريطاني، مما ساعد هذه العشائر على دعم المقاومة وخوض عدة معارك دامية مع القوات اليهود يه آنذاك وشكلو خط دفاع قوي عن قراهم و ممتلكاتهم مما زاد في حقد المحتل عليهم.
إلا أن القوات الإسرائيلية المدعمة من الخارج استطاعت اختراقهم سنة 1948 وأجبرتهم على ترك منازلهم وممتلكاتهم والهجرة نحو الجبال في شرق فلسطين وهو ما عُرف لاحقاً بالضفة الغربية (نكبة فلسطين). واستقر بهم المقام في عدة قرى ومخيمات في الضفة الغربية منها: بيرزيت، أبوشخيدم، دير عمار، الجلزون وبعض قرى الخليل والبيرة.
كما سكن قسم منهم الأغوار فاستقر بعضهم غور أريحا / عين السلطان والعوجا وكذلك غور الجفتلك.
كما سكن قسم منهم فيما بعد الضفة الشرقية وخصوصاً بعد حرب 1967 حيث استوطنوا مدينة أربد، الزرقاء، وعمان بمعظم جبالها، وصويلح، ومادبا ومنطقة الضليل، وحوض البقعة، وعين الباشا، والأغوار الوسطى حول مقام الصحابي الجليل أبوعبيدة رضي الله عنه ( قريه خزمه)، وغادر قسم آخر إلى قطاع غزة وبقي قسم منهم تحت الاحتلال.
وبعد ذلك انخرطوا في المجتمع بكافة أصنافه وكان منهم المُزارع والتاجر، والموظف وأصبح منهم فيما بعد المصدّر والمستورد، ورجال الأعمال، وأصحاب الشركات والمصانع والمؤسسات. كما أصبح منهم الطبيب والمهندس والمحامي والقاضي ومدرس الجامعة.
وفي الثمانينات بدأ الذين هاجرو إلى الأردن يتجمعون في أماكن سكنية في المملكة الأردنية الهاشمية منها معظم جبال مدينة عمان وصويلح وعين الباشا والضليل وأربد والأغوار الوسطى ويبلغ تعداد هذه العشائر في الأردن حالياً حوالي ( 25000 نسمه.)
وقد بدأ نخبة خيرّه من شباب العشيرة بإنشاء ديوان للاهتمام بالعشيرة من حيث:
توثيق العلاقات الاجتماعية ولم الشمل وتوحيد الكلمة وتقديم المعونة للفقراء والضعفاء قدر الإمكان.
تم تأسيس ديوان عشائر السطرية في مدينة صويلح عام 1999 ثم أصبح له مقر عام ودائم في مدينة عين الباشا. حيث انضمت إليه عشائر السطرية التالية: {أبو حطب – أبو عيد – أبوصليح – أبو صيام – أبو سالم – السطري – الحسينات – أبو نقيره – أبورستم – أبو قوطة- المصالحة – ابوحلوه – أبو حميدة - عيده}.
وأنتخبت فيما بينها هيئة إدارية تقود أعمال هذا الديوان الذي بدأ يحقق أهدافه منذ عام 2005. وتم انتخاب الدكتور عارف أبو عيد رئيساً للهيئة الإدارية بالتزكية.
وسم هذه القبيلة هو المغزل ( المغيزل ) وهو على شكل حرف ( t ) تي باللغة الإنجليزية وهذا الوسم تضعه القبيلة على أفخاذ الجمال من الجانب الأيمن وعلى أذن الأغنام والماعز والبقر وأحياناً توسم الأبقار على أفخاذها وهو بطبيعة الحال لتمييز قطعا نهم عن قطعان الآخرين من الجيران والقبائل المجاورة.
* المغزل يوسم على الجمال والأغنام والماعز والأبقار عن طريق الكي بالنار
بالإضافة إلى أن وسم المغزل منقوش على صخره على أبواب مدافن هذه القبيلة الذي يعود إلى أكثر من مائتي عام حيث جدد بناء المدفن أكثر من مرة والصخرة كما هي وهذا المدفن موجود في المقبرة القديمة بمدينة خان يونس والتي قامت البلدية بمنع دفن الموتى فيها منذ سنوات لأن المقبرة أصبحت لا تتسع لاستقبال موتى جدد.
*** جميع ما ذكر أعلاه هي معلومات جمعت من الأجداد ومن موقع عشيرة حرب ومن المواقع الفلسطينيه.