عائلة "أبوعاذرة" تروي المجزرة الصهيونية بحقها في رفح
يستذكر الفلسطينيون في مخيمات اللجوء والشتات الذكرى 44 عاماٌ على ضياع ما تبقى من ارض فلسطين وعلى انكسار الإرادة العربية في ذلك الوقت أمام المغتصب الصهيوني.
في الخامس من يونيو /حزيران لعام 1967 ذلك اليوم الذي سمي بنكسة فلسطين حيث اقترفت دولة الكيان فيه أبشع المجازر والمذابح البشرية التي تقشعر له الأبدان من قتل وتدمير وخراب.
نستذكر من تلك المجازة مجزرة عائلة "أبو عاذرة" في رفح جنوب قطاع غزة التي اقترفت بحقهم أبشع الجرائم من تدمير وتفجير المنازل على رؤوس ساكنيه وقتل النساء والأطفال بلا شفقة ولا رحمه وتهجيرهم في مجزرة راح ضحيته ستة نساء وطفلتين والعديد من الإصابات.
حول هذا اليوم المشؤوم التقى مراسل فلسطين اليوم الإخبارية ببعض الناجين من تلك المجزرة ليروون لنا ما حدث في ذلك اليوم.
يروى سعيد أبو عاذرة "أبو العبد 59 عاماٌ " في بداية حديثة عن السبب الذي قامت به القوات الصهيونية بتلك المجزرة، مستذكرا بقيام مجموعة فدائية في اليوم الخامس للحرب الساعة الثالثة عصر بتفجير جيب عسكري بالقرب من مخيم عائلة أبو عاذرة في رفح أدى إلى قتل ثلاثة جنود صهاينة الأمر الذي حذا إلى اتهام العائلة بتفجير الجيب.
ويضيف أبوالعبد انه قامت بعد ذلك القوات الصهيونية بمحاصرة منازل العائلة في داخل المخيم من جميع الاتجاهات من ثاني يوم لعملية التفجير واستمرت من الساعة السادسة صباحا إلى الانتهاء من المجزرة في الساعة العاشرة صباحا, ويبين أنه قبل محاصرة المخيم أستطاع الرجال والشباب الخروج من المخيم وكان الاعتقاد أن القوات الصهيونية تريد اعتقالهم وليس ارتكاب مجزرة.
وعن ما جرى معه داخل المخيم يقول "كنت أنا وأخوتي ووالدتى داخل المنزل الذي يقع في الجهة الغربية من المخيم والذي كان أول منزل قامت قوات الاحتلال بتفجيره "وعن كيفية التفجير يقول "قامت والدتى بالنظر من باب المنزل فقام الجنود بإطلاق النار عليها وبعد ذلك قاموا باقتحام المنزل وقاموا بوضع المتفجرات داخله وقبل تفجيره قمنا بالاحتماء داخل إحدى الغرف وقام الجنود بتفجير المنزل من الخارج وانهارت علينا الجدران وصقف المنزل وهو من الكرميد ولكن عناية الله كانت فوق كل شيء فقد تعرضنا لإصابات طفيفة واعتقدوا الجنود أننا قتلنا وبعد انتهاء العملية وصل الناس ليخرجونا من تحت الركام"
ويستكمل أبو العبد حديثة أنه بعد خروجه من تحت الركام توجه إلى عمته دلال التي كانت تبلغ من العمر 70 عاماٌ والتي كانت تسكن بالقرب من منزلهم فوجد أن الجيش الصهيوني وضع المتفجرات داخل منزلها وهى تقيم الصلاة وبقى يبحث عنها فوجد جثتها على بعد 15 متراٌ من منزلها.
ويشير أبو العبد أنه بعد ذلك ذهب هو وسكان المخيم لتفقد باقي العائلة فوجد بقية النساء اللواتي استشهدنا بإطلاق النار عليهن عندما كنن ينون الفرار من المجزرة ويستكمل سرده انه بعد ذلك وجد أمرآة مستشهدة وهى تحمى طفلها الرضيع فيقول "لما أتينا حتى نحمله وجدناها تضم طفل وكان في وضع الرضاعة وهى متوفية ويبلغ الطفل من العمر ثلاثة أشهر".
ويوضح أبو العبد أنه بعد عملية البحث وجد ستة نساء وطفلتين استشهدن كما تم تدمير أكثر من 20 منزل, ويستكمل أنه بعد ذلك قامت القوات الصهيونية بمنعهم من دفن الشهيدات في المقبرة فقاموا بصنع صناديق من الخشب وتم دفنهن في المنازل وقاموا بعد ذلك بنقلهم ودفنهم بشكل سرى داخل المقبرة.
ويبين أبو العبد أنه بعد تلك المجزرة أصبح عدد كبير من أبناء العائلة مطاردين إلى القوات الصهيونية مما أدى إلى تهجير أكثر من 70% من العائلة إلى الأردن.
وعن ناجى أخر من تلك المجزرة تستذكر الحاجة أم فايز أبو عاذرة "70عاماٌ " ذلك اليوم الذي لا يمكن أن تنساه حيث فقدت فيه الكثير من الأقارب والأحبة ومن عاشت معهم حياة الطفولة وتوصف لنا ومرارة الكلام تخرج من فمها والألم يعتصر قلبها وتسرد لنا أم فايز عن مجريات الأحداث داخل المخيم فتقول" قام الجيش بمحاصرة المخيم واقتحمه من جميع الاتجاهات ولاسيما من الجهة الشمالية الذي كان فيه منزلنا , مشيرةً إلى أن أبنائها الأربعة وشقيقتها وولدي البالغ من العمر90عاماٌ والنساء والأطفال وكبار السن كانوا جميعاً داخل المنزل "
وتضيف أم فايز أنها سمعت صوت ثلاثة انفجارات أحدثت بعض انهيارات في سقف منزلها المسقوف من الكرميد الخفيف الأمر الذي جعلها تصر على الخروج من المخيم خوفاٌ على حياتها وأطفالها, وبعد خروجها من المنزل وجدت مجموعات من الجنود منتشرة داخل المخيم وتبين أم فايز أن كل مجموعة من الجنود كانت تحمل معها صندوق كبير من المتفجرات وأثناء خروجها من المخيم قام احد الجنود بإطلاق النار عليه ولكنها ولت بالفرار خارج المخيم والاختباء في داخل الأراضي الزراعية القريبة من المخيم حتى الانتهاء من تلك المجزرة .
وفى نهاية حديثها تقول عندما عادت إلى المخيم فوجدت والدها وشقيقتها قد أصيبوا بإصابات متوسطة جراء انهيار المنزل عليهم من جراء التفجير ،وأنها وجدت عدد من قريباتها قد قتلن والكثير من المنازل دمرت .
وعن ناجى أخر من المجزرة يقول إبراهيم أبو عاذرة "أبو محمد 60عاماٌ " أنه لا يستطيع نسيان ذلك اليوم الذي تم فيه محاصرة العائلة وقتلهم بدم بارد وتدمير المنازل فوق رؤوسهم .
وعن ما حدث معه في ذلك اليوم يبن أنه استطاع أن يخرج من المخيم لحظة محاصرته وان يختبأ في مكان قريب من المخيم وان يراقب كل ما يحدث من مكانه.
ويضيف أنه شاهد القوات الصهيونية وهى تقوم بإطلاق النار على النساء وتفجير المنازل على كل من كان بداخله وأنه شاهده أبواب المنازل تطاير على بعد 70 مترا من شدة الانفجارات.
ويشير إلى استشهاد ست نساء وطفلتين والعديد من الإصابات في تلك المجزرة والى استشهاد رجل مسن من العائلة في شرق رفح في نفس اليوم من المجزرة .
ووجه أبو محمد في نهاية حديثة رسالة إلى الأمم المتحدة أن تنظر بعين واحد إلى كل الشعوب وان تساءل الكيان الصهيوني على كل جرائمه بحق الشعب الفلسطيني.
والجدير بذكر أنه في ذلك اليوم قامت القوات الصهيونية بارتكاب مجزرة بحق عدد من أبناء المدينة وراح ضحيتها 15 شهيد.