أنا من العصيرة الشمالية مواليد سنة1933 وأقيم حالياً في الأردن.
قرية عصيره الشمالية من القرى الرئيسية القريبة على نابلس وعدد سكانها عندما كنت فيها حوالي 4000نسمة ,كانوا يعيشون على الزراعة, وأكثر شيء زراعة الزيتون, وهي من أكبر القرى الفلسطينية المشهورة بالزيتون وزراعة القمح لسد الحاجة.
القرى القديمة كانت تقريباً مكتفية ذاتياً, فيها غنم وبقرما يكفي لانتاج الألبان والأجبان واللحوم وكذلك المزروعات.. وكانوا حسب تقديري مبسوطين جداً, فكانت أيامي وأنا صغير من أسعد ايام حياتي.
كان عندنا مدرسة تعلم الابتدائي, وكبرت بعد ذلك لتدريس الصفوف الثانوية ولكن عندما كنت بالمدرسة كان هناك صفوف ابتدائية ومن يريد إكمال تعليمه كان ينزل على نابلس, وأناعشت بنابلس 4سنوات في الثانوية وهناك كنا نعيش في منزل( للطلاب من خارج نابلس), ودرست الثانوية وكانت تُسمى((مترك فلسطين))
وهي اّخر سنة في فلسطين وكنت أنا فيها. وكانت مميزة, وكانت فلسطين جزءأ من المملكة الهاشمية على زمن الملك عبدالله, وأخذنا الشهادات وعادلوها بالانجليزي. ولذلك كان خريج مترك فلسطين يُسمح له باللحاق بجامعات بريطانيا.
قرية عصيره خرجنا منها سنة1967. (من1948-1967) كان كثير من أهالي العصيرة يعيشون إما بيافا أوبحيفا, وأنا أبي كان يعمل بحيفا وكنت أعيش بالعطل بحيفا عند والدي وأيام الدراسة كانت بالقرية.
كانت امي موجودة بالقرية, لذلك أعرف حيفا ولي ذكريات طيبة فيها.. كنا نذهب إلى عكا والبحر وبالرجعة نمر بيافا وبنابلس .
نكبة1948 صارت بالفترة التي كان أبي فيها بحيفا, وانا كنت موجود معه, هربنا من هناك من القتل, حيث دخل اليهود وكانوا يقتلون العرب, واحتلوا حيفا, وأقفلوا الطرق عن نابلس, ولكي يستطيع أبي الرجعة إلى عصيرة طلع بقارب لعكا, ثم إلى لبنان بيروت ومن هناك رجعنا إلى شرق الاردن ثم نابلس حيث كانت مازالت بحماية الجيش العراقي .
أنا كنت ولد14سنة عمري سنة1948, وسمعنا انه صار في قتل كثير وهدم بيوت كثير في القرى، وتم احتلال البيوت في حيفا عندما خرج اهلها منها.
ومن نابلس إلى عصيرة, وأنا اتممت تعليمي في عصيرة ثم في نابلس وأخذت مترك فلسطين .
أنارحت أدرس في لندن على حساب الجيش الأردني, حيث كان الجيش بحاجة لأطباء وخدمات طبية, فأعلن الجيش أنه سيرسل طلاب إلى لندن .
فأنا تقدمت للقيادة في عمان لأذهب إلى لندن ودرست هناك, وبعدما أنهيت دراستي رجعت إلى عمان لأني كنت مرتبط مع الجيش الأردني والخدمات الطبية وكنا نعمل في المستشفى الرئيسي في عمان وكان مديره وقتها د.تلحوق لبناني ثم أداره د.عبد السلام المجادلي .
أنا مواليد سنة1933, ولي أقارب يعيشون في عصيرة, مثل أولاد عمي, وأخي وتعلم طب في مصر ثم عمل بالأردن ثم أراد التخصص في بريطانيا وبقي هناك ,ومعه شهادة الإقامة بعصيرة وهو يشرف على أملاكنا في عصيرة .
الناس في عصيرة معظمهم فلاحين يعيشون على الزراعة وقطف الزيتون والتحطيب, ثم عمل اللبن من الأغنام. وأذكر انه كان عنا عدد من الغنم والبقر يعيشون معنا بالبيت وكانوا يعملون أسبوعياً اللبن والجبنة ويبيعونها في نابلس ويشتروا أشياء أخرى مقابلها .
من عائلات عصيرة: الحمادنة , اليسانية (جدهم ياسين) , الشراقة , الجرارهة, والشولي . وكان عنا مقبرة وهي قريبة جداً, وهناك بيادر لكل عشيرة بيدر ليجمعوا الزيتون والحصيدة ويدرسوا الزيتون, والأطفال ينزلون على البساتين ويلعبون مع بعضهم . لنا أملاك في القرية ولا تزال لنا, ولكن أنا حالياً لا أستطيع زيارة القرية, وفيها كواشين ومسجلة .
وكان لي بعض الأقارب المتعلمين , ويعملون في المدرسة وفي ذلك الوقت كان أستاذ المدرسة لايعلن عليه.
أذكر عندما انتهيت مترك لندن والتحقت بالجيش الأردن , عملت بمدرسة لمدة 3 سنوات في قرية سلفيت من قضاء نابلس ومن أجمل القرى التي رأيتها في حياتي, وأهلها كانوا من أرقى الناس..كانوا يلعبون طاولة الزهر والشدة وألعاب أخرى ويجمعون النقود لشراء الكتب للمدرسة.
حالياً أهل عصيرة لهم ديوان بجبل الحسين في الأردن, نجتمع فيه , ونجمع نقوداً للفقراء.. هذا الديون فعال,
عندما أردنا شراء قطعة أرض للديوان اجتمعنا وجمعنا ثمن قطعة الأرض, جمعنا أكثر من 100ألف دينار أردني لشراء أرض ونبني عليها الديوان .
أذكر أخي الأكبر مني مهتم بدراسة البلد وأهله وألف كتاب اسمه(عصيرة الشمالية) وهناك كتاب آخرعن عصيرة الشمالية وهناك بعض الشباب هم مفخرة للقرية , منهم أبوحازم (كان مساعد مدير الأمن العام) في عمان وأبوفراس هو عبدالله حمادنة , ا جمالاً معظم أهل البلد من المتعلمين .