البرقاوي
من العائلات الفلسطينية العريقة , التي كان لها شان كبير في تاريخ فلسطين. وقد جاء في كتاب (بلادنا فلسطين) للاستاذ مراد الدباغ الجزء الثالث ؟ القسم الثاني في الديار النابلسية في المادة المخصصة لقرية "شوفة" : تعتبر شوفة مركزا لآل البرقاوي منذ زمن قديم . ومازالت بقايا حصونهم وسورهم ماثلة للعيان الى يومنا هذا.. وقد امتد نفوذ آل البرقاوي الى قرى سفارين وذنابة وكفر اللد وقاقون وبرقة والمدحدرة وغيرها..
هذا وكانت طول كرم تعتبر منذ بداية القرن الثاني عشر الهجري مركزا من مراكز امراء آل البرقاوي تابعا الى مركزهم في قرية شوفة او في ذنابة احيانا, مؤخرا يديرون منها شؤون القضاء او القرى التابعة لااقطاعهم من وادي الشعير والشعراويات وناحية بني صعب.
وكانوا يقيمون نهارهم في طول كرم في دار بنوها فيها فيها وتعرف الان بدار "سوار" من آل ابي الرب , وفيها الغرف اللازمة للادرة وسجن الجناة.
نسب البرقاوي : نسب الاستاذ مصطفى مراد الدباغ البرقاوي الى سلالة الحسن بن علي. واكد هذا الشيء المرحوم عيسى اسكندر المعلوف : " انهم اشراف حسنيون , ويرى ان آل البرقاوي وآل الشاعر وآل المقدم اصلهم من سلالة عبد الملك والد الامير شمس الدين بن المقدم متسلم سنجار في ايام نور الدين .. توفي شمس الدين في بعلبك سنة 1178م , وانتقلوا الى نابلس وسموا بآل البرقاوي . وانتقل فرع الى لبنان فسموا بآل الشاعر.. وحكموا بلاد جبيل والبترون والجهات الشمالية.. ثم انتقلوا الى بلاد المرقب وغلب عليهم(عذرا) جدهم و- حكموا فيها وجاء بعضهم الى طرابلس الشام وهم المعروفون بآل المقدم الان."
مما يؤكد ويعزز هذا النسب لآل البيت الشريف الوثائق الخطية التي وجدت عند آل الطياح من اقدم عائلات طولكرم القديمة. وهذه الوثائق عبارة عن اوراق بيع وشراء كان يصادق عليها احد شيوخ البرقاوي وشهود من وجهاء طولكرم او قرى القضاء وذلك لعدم وجود دائرة طابو بطولكرم آنذاك .
كما كان يصادق عليها احد شيوخ الشرع الاسلامي من آل العتيلي ومن آل الكرمي. واقدم من عرف من شيوخ البرقاوي هو الشيخ ناصر البرقاوي المشار اليه في الوثائق المذكورة (("بفخر المشايخ المكرمين" ناصر البرقاوي)). ومعروف غالبا ان عبارة "فخر المشايخ" تشير الى من يرجع باصله ونسبه الى بيت النبي(ص) الكرماء. ومن شيوخ آل البرقاوي ايضا الذي ذكر اسمه في هذه الوثائق فخر المشايخ عيسى البرقاوي.
اما اصل التسمية (البرقاوي) فهنالك عدة رويات . يقال انهم نزحوا من الاندلس ونزلوا برقة في ليبيا ؟ ومنها اخذوا الاسم.
والرواية الثانية تقول عندما نزحوا الى فلسطين نزلوا قرية برقة من قضاء نابلس ومن ثم نزحوا الى ذنابة وشوفة من قضاء طولكرم(ولانهم نزحوا من قرية برقة اخذوا اسم البرقاوي).
ولقد عرفت هذه العشيرة ببأسهم في الحروب ونضالهم ضدد المستعمر : ".. من زعماء هذه العائلة الشيخ غازي وابن اخيه الشيخ خليل صاحب قلعة المدحدرة , وقد حاربا نابليون في حملته على فلسطين واستشهد فيها الثاني."
فمن الرويات ووثائق آل كايد والبرقاوي تبين ان عثمان باشا الكرجي هاجم حصن شوفة مقر آل البرقاوي. فصوب احد المدافعين عن الحصن بندقيته على سقاء الوالي فارداه قتيلا وكانت المسافة بعيدة فذعر رجال الوالي وانسحبوا الى برية على الاقدام فقال الزاجل البرقاوي :
من باب شوفة لا برة***مشا الوالي عارجليه
شوفة ماكانت عالبال***تقتل من عسكر عثمان
خبروا بنات الشام*** يطمسن الحنة بسخام
ايضا كان لكل بارودة اسم كالخيل عند آل البرقاوي , مثل : البشتاوية , والمجرية والاشرافية والشكعاوية. ويظهر انها تنسب لاهلها وكانوا يذكرون اسماء الخيل والبواريد في الموقع والاسفار فيقولون : وكان راكبا المخلدية! والدهما وقتل بالمجرية او الاشرافية ومن ذلك ان آل البرقاوي يقلون انهم قتلوا سقاء عثمان باشا الكرجي من طلاقة برج شوفة بالمجرية.
وهناك اغنية شعبية تتحدث عن غارة لهم على احدى القرى في اللواء واخذهم بعض الاسرى فيها.
قالت شمسة لصلوح***لا ياعمتي وين نروح
ان رحنا على ذنابة*** دخلتها وطلوع الروح
كدليل على شدة باس هذه العائلة. وتنقسم عشيرة البرقاوي الى فرعين : آل الشيخ عيسى وآل الشيخ موسى.