رجائي ياسين بُصيلة - الفلسطيني، الشاعر والأُستاذ الجامعي والمثقف المناضل، والكفيف - رحل اليوم في المنفى الأمريكي
- من القدس، عبر الخليل والرملة واللد ويافا، والكويت، والقاهرة، والمغرب، ونيويورك، وانديانا الأمريكية -
الأستاذ الدكتور رجائي ياسين بصيلة - شاعر فلسطيني، باللغة الانجليزية. ولد في مدينة القدس عام ١٩٢٨. فقد بصره حينما كان في الثانية من عمره نتيجة لخطأ إحدى الممرضات.
تلقى تعليمه الابتدائي في «المدرسة العلائية للمكفوفين» في مدينة الخليل، ثم انتقل لتلقي دراسته الثانوية في «مدرسة الرملة الثانوية»، ثم في «المدرسة العامرية الثانوية» في يافا. وعاش فترة من حياته في مدينة اللد حيث كان والده يعمل مدرساً في «مدرسة اللد الثانوية».
نزح مع جموع اللاجئين عند سقوط مدينة اللد عام ١٩٤٨، وقد ترك سقوط هذه المدينة وما لمسه خلال احتلال القوات الصهيونية الغازية من مجازر ومآس وأهوال أثراً كبيراً في نفسه.
تلقى تعليمه العالي في «كلية الاداب»، قسم اللغة الانجليزية بـ «جامعة فؤاد الاول - القاهرة»، حيث تخرج منها عام ١٩٥٣، بدرجة الليسانس، وعمل بعد ذلك في «معهد النور للمكفوفين» في الكويت لمدة سنتين، ثم التحق بجامعة «هنتر كولدج» في نيويورك في الولايات المتحدة حيث حصل على درجة الماجستير في التربية الخاصة والادب الانجليزي، ثم واصل دراسته في الجامعة نفسها حيث حصل على درجة الدكتوراة في الادب الانجليزي، وعمل أستاذاً للأدب الانجليزي في جامعة ولاية انديانا بمدينة كوكومو بالولايات المتحدة، لمدة ثلاثين عامًـا، مع أستاذية زائر في جامعة بيرزيت (الضفة الغربية المحتلة) و«جامعة محمد الخامس» (المغرب)، إلى أن أُحيل إلى التقاعد.
في وقت سابق ومع ماجستير في التعليم الخاص من «كلية هنتر»، درّس في مدرسة للمكفوفين في الكويت وقد ساعد في تأسيسها. وفي سنة ١٩٦٧، أسس مشروع -Project Loving Care - مخصص لمساعدة الأطفال الفلسطينيين، والذي تابع إدارته حتى سنة ١٩٩١.
ألف كتاباً عن سقوط مدينة اللد، وقد نشر باللغة الانجليزية تحت عنوان "The fall of Lydda" يصف فيه المآسي والأهوال التي حلت بالمدينة نتيجة سقوطها بأيدي الغزاة.
وكانت «دار النمر للفن والثقافة» - بيروت، أقامت، في ١٥ أيار ٢٠١٨، ضمن إحياء الذكرى السبعين لنكبة شعبنا، حفل إطلاق كتاب بصيلة:
“In the Land of My Birth: A Palestinian Boyhood” -
«في أرض ميلادي - صبيانية فلسطينية».
يروي الكتاب قصّة بلوغ فتىً فلسطيني مكفوف، من محيط متواضع، خلال سنوات الاضطراب التي سبقت سقوط فلسطين في سنة 1948. وقبل كل شيء، تحكي حياة الولد وكفاحه ليشق طريقه في العالم المنظور ونشأته والتعليم والصداقات والمغامرات. هي قصّة إنسانيّة آسرة ملأى بالمعلومات عن الثّقافة والعادات الشعبيّة والنظام التعليمي والحياة الفلسطينيّة.
تضمنت الأمسية عرض فيلم يقدم من خلاله رجائي بصيلة كتابه، بالإضافة لمداخلات شارك فيها الروائي الياس خوري، والدكتور جوزيف الحلو، أستاذ العلوم السياسيّة في الجامعة اللّبنانيّة الأميركيّة - لبنان. وليلى العطشان، خبيرة الصّحة النفسيّة.
يُعدّ الشعر شغف الدكتور بصيلة، وله العديد من القصائد باللغة الانجليزية نشرها في المجلات الامريكية والعربية المختلفة وقد جمعها في مجموعة شعرية تحت عنوان "نحن بشر أيضاً" - “We are Human too.
تتألف المجموعة من ست وستين صفحة من الحجم المتوسط وقد صدرت عن «مطبعة المدينة» في مدينة ويلميت بالولايات المتحدة. وتشتمل المجموعة على ست واربعين قصيدة وتتوزع القصائد بين الارتباط بمناخ البيئة الفلسطينية العام لتصوير احداثها، ومعالجة مشكلاتها، والثورة على المتوارث من اليأس والوهم، والدعوة إلى الرفض واليقظة والتساؤل، توصلاً إلى تلبية شوق الانسان لادراك بعض أسرار وجوده، والتعرف إلى الحرية في فرحها ونارها وانتصارها.
نعاه اليوم الياس خوري - والذي كان قدم لكتابه باللغة الإنكليزية : “In the Land of My Birth: A Palestinian Boyhood”. «في أرض ميلادي - صبيانية فلسطينية»:
((رجائي بصيلة، أخي الكبير، وصديق رحلة العذاب في اللد. الشاعر والاستاذ الجامعي، والمثقف المناضل. الكفيف الذي رأى ما لم نستطع رؤيته. ابن فلسطين التي أحبها بنور قلبه وعقله، وكاتب أجمل سيرة ذاتية فلسطينية.
رجائي الجميل مات في المنفى الأميركي، وترك لنا محبته وكلماته، وقبساً من نور رؤيته.)).
في الصورة أفراد عائلة بصيلة ١٩٤٠.
رجائي بصيلة: في الوسط وعلى يساره شقيقته ليلى وعلى يمينه شقيقته نجيبة وعلى الكرسي شقيقهم محمد.
حقوق الصورة لعائلة بصيلة. منشورة في موقع «مؤسسة الدراسات
الفلسطينية».
[ سهام داوود ]