جانب من اللقاء الثري مع السيدة وضحة البايض
مواليد مدينة الفالوجة عام 1948

تقلت عائلتنا من غزة نحو الفالوجة من أجل التجارة والعمل، لكن الحرب العالمية الأولى أخذت جدي للسفر برلك ولم يعد، تربى والدي وعمل نجارًا في صناعة الصناديق المخصصة لحمل جهاز العرائس، كانت الفالوجة أشبه بالمدينة بنيتها التحتية قوية، وفيها مدارس للفتيات والفتيان، وكان سوقها الأكبر في جنوب فلسطين، ومركزًا من مراكز التجارة التي تربط غزة بالخليل والقدس ويافا.
كانت البلد محاصرة بكبانيات (مستعمرات صهيونية) كنا نظن ونحن صغار أنهم مزارعون فقط، لكن بعد قرار التقسيم اشتدت المعارك بين أهل البلد وسكان تلك المستعمرات الذي تبين أنهم مجندون في العصابات الصهيونية، في ظل تلك المناوشات المستمرة اجتمع أهل البلد وقرروا نقل الأطفال وكبار السن لأماكن أكثر أمانًا، نقلنا والدي إلى قرية الدوايمة، وبعد أن استقرت الأوضاع أعادنا إلى البلد، وبعدها بأيام سمعنا أخبار المذبحة المروعة التي ارتكبتها العصابات الصهيونية في الدوايمة.
اشتد الحصار بعد ذلك في الفالوجة التي رفض أهلها الخروج منها، كانت الطائرات تقصف القرية بالبراميل المتفجرة، كنت طفلة أملأ الماء في الجرة من النبع القريب أنا وبنات القرية، عندما انفجر أحد تلك البراميل بالقرب منا، وبأعجوبة نجونا، لكن الوضع تغير هناك، حينما دخل الجيش المصري للبلدة، لكن القصف لم يتوقف وكان جنود الجيش المصري يتندرون حين يتم إلقاء تلك البراميل قائلين (حوش يا فالوجي حوش)، وبعد الهدنة الثالثة طلب منا الجيش المصري الخروج، وخير الناس بين الصعود بالشاحنات الذاهبة للأردن أو لمصر، وهناك في لحظتها تفرق أهل البلدة.
جانب قصير من اللقاء الثري مع السيدة وضحة البايض مواليد مدينة الفالوجة عام 1948م، الشكر موصول لها ولعائلتها على حسن الضيافة والاستقبال.
نادي الندوة الثقافي
2/10/2025
