تحت شجرة الجوز – شهادة الحاجة عائشة عثمان الناجية من مجزرة الجش
#حلب – مخيم النيرب
فدوى برية - #هــــــوية
الاثنين 25 آب 2025
زار فريق "هـويـة" الحاجة عائشة محمد عثمان (أم عدنان)، مواليد 1940 من بلدة القباعة – قضاء صفد، في منزلها الكائن بمخيم النيرب في حلب، حيث كان في استقبال الفريق ابنها الأستاذ عبد الرحمن عزام وزوجته.
بدأت الحديث بالتعريف عن نفسها، مشيرة إلى أن مولدها كان في مدينة حيفا – حارة وادي الصليب، حيث عمل والدها في منجرة هناك. ثم انتقلت مع أسرتها إلى بلدة الجش – قضاء صفد في زمن مبكر من النكبة، بعد أن تزايدت اعتداءات العصابات الصهيونية في حي الهدار بحيفا.
وفي الجش، وقعت واحدة من أبشع لحظات حياتها: إذ لجأت العائلة مع آخرين للاحتماء تحت شجرة جوز كبيرة من قصف الطائرات الإسرائيلية، لكنها سرعان ما تحولت إلى فخ دموي. قصفت الطائرات الموقع، فاستشهد جميع من كانوا هناك باستثنائها، حيث أصيبت بجراح خطيرة وبقيت الناجية الوحيدة، شاهدةً على مأساة حملتها معها حتى اليوم.
تروي هذه الأحداث خليطاً من مشاهدات شخصية وما تناقلته عن أهلها ممن عاشوا تلك الأيام، لتبقى شهادتها حية على جرائم الاقتلاع والتهجير.
بعد إصابتها، نُقلت إلى لبنان لتلقي العلاج في أحد المستشفيات، ثم استقر بها المطاف في سوريا – حلب، حيث أقامت في مخيم النيرب وما زالت حتى اليوم بين أبنائها وأحفادها.
وخلال اللقاء، تعاونت الحاجة عائشة في توثيق أسماء شجرة عائلتها (الخطيب من القباعة) وعائلة زوجها (عزام من الجش)، لتبقى الذاكرة العائلية موصولة بالأرض والجذور.
ودّعت الفريق بكلمات طيبة، تاركة في الذاكرة صورة امرأة حملت جراحها كشهادة حيّة على النكبة، واحتفظت بذاكرتها حية تنقلها لأبنائها وأحفادها.
