30 سبتمبر الساعة 10:17 ص ·
ذاكرة صفد في سيرة المهندس محمد محمود عرابي – مخيم اليرموك
دمشق – مخيم اليرموك
فدوى برية - #هوية
الأربعاء 3 أيلول 2025
الحاج محمد محمود عرابي (مواليد 1943 – "حارة الوطا" في مدينة صفد)، مهندس حمل همّ الذاكرة معه أينما ارتحل، تنقّل في شوارع مخيم اليرموك بعد نكبته الثانية، محتفظاً بصورٍ وأوراقٍ علمية ووثائق شخصية في حقيبة صغيرة لا تفارقه، يضع فيها ما تبقى من ذكريات منزله وبلدته الأصلية.
استقبل وفد "هـويـة" في منزل ابنه لؤي – المخرج السابق في الإذاعة والتلفزيون - وزوجته مي عيسى. بابتسامة لا تفارقه، أخذنا الحاج عرابي في رحلة إلى طفولته في صفد، متذكراً بيته الحجري البسيط في "حارة الوطا": غرفتان إحداهما أرضية، وأخرى تعلوها درج، مع غرفة للبقر لها مدخل خارجي، وبئر لمياه الأمطار لا يفيض ماؤه.
روى تفاصيل بيت جدته، المزرعة الكبيرة التي يتوسطها منزل من ثلاث غرف، وتحدّث عن الجيران والأقارب.
بمرارة ودموع، استعاد مشاهد سقوط صفد عام 1948، حين اشترى والده بندقية بمئة ليرة لمواجهة العصابات الصهيونية، وكيف استشهد عمه الصغير مع مجموعة من الثوار ضد الإنكليز. تذكّر كيف خبأت العائلة مقتنياتها في بئر مياه الأمطار، وغادرت إلى الصفصاف على أمل العودة بعد شهرين، قبل أن تتابع النزوح إلى الجش، ثم عنجر في لبنان حيث عانوا الخيام والجوع والعطش، وصولاً إلى دمشق. هناك عمل والده في وزارة الأشغال بفضل مصادفة جمعته بأقارب أحد المسؤولين، وانتقلت العائلة بعدها إلى حي ساروجة، ثم إلى مخيم اليرموك حيث اشترى والده أرضاً صغيرة.
تنوّعت محطات دراسة الحاج محمد بين مدرسة الإسعاف الخيري في الخمسينيات، فمدرسة جودت الهاشمي، حتى استقر به المطاف في المرحلة الإعدادية في دمشق. ومنذ ذلك الحين ظلّ اليرموك بيته الثاني، لكنه بقي يحمل صفد في وجدانه.
اختتم الحاج عرابي حديثه بالتأكيد أن أمله في العودة إلى فلسطين لا يفارقه، وأن وصيته لأبنائه وأحفاده أن يتمسكوا بحقهم في العيش بكرامة على أرضهم، وأن تظل صفد وفلسطين حاضرة في حياتهم.
