"هوية" تزور مدينة الرصيفة وتلتقي الحاج جميل شحادة من قرية عراق المنشية
الزرقاء – الرصيفة | في إطار جهودها المتواصلة لتوثيق الذاكرة الفلسطينية الحية، زار ممثل مؤسسة "هوية" في الأردن، الحاج جميل إبراهيم محمد شحادة (أبو سِل)، أحد مواليد عام 1948 من قرية عراق المنشية قضاء غزة، والمقيم حاليًا في مدينة الرصيفة.
استعاد الحاج جميل خلال اللقاء، بلهجة يملؤها الحنين والشوق، ملامح قريته كما سمعها من والده وأجداده، فتنقّل بنا بكلماته بين شوارعها وبساتينها، واصفًا عراق المنشية بأنها قرية ذات أراضٍ واسعة ومنبسطة، وقال: "كان بيتنا مبنيًا من الطوب والطين، وكانت القرية عامرة بأهلها إلى أن هدمت العصابات الصهيونية جميع بيوتها."
وروى الحاج جميل ما نقله له والده عن أحداث التهجير، قائلاً: "كانت العصابات الصهيونية تهاجم القرية من حين لآخر، وتمركز فيها الجيش المصري إلى جانب الثوار من أهلها، واندلعت فيها معارك عنيفة، حتى جاءت هدنة رودس التي أُجبر بعدها الأهالي على مغادرة القرية مؤقتًا على أمل العودة، لكنهم لم يتمكنوا من ذلك."
وأضاف: "خرجنا مع والدي إلى مخيم الفوار في الخليل وبقينا هناك حتى عام 1967، ثم انتقلنا إلى الأردن واستقرّ بنا الحال في الرصيفة."
وختم حديثه بنبرةٍ مفعمة بالعاطفة قائلًا:
"أنا أُحدث أبنائي وأحفادي دائمًا عن بلدي، وأتمنى أن أعود إليها، أشتم ترابها وأُدفن في أرضها. هذا الرزق والخير الذي نعيش فيه اليوم لا يساوي جلسة واحدة تحت هواء قريتي الطبيعي القادم من ساحلها.
