جديدنا: وثيقة - مركز الوثائق الفلسطيني
أهالي ريف نابلس.. في مواجهة المستوطنين وحدهم!
هي الأرض التي عشقوها .. وسقوها بدمائهم، وهي البيوت التي بنوها بجهدهم ومالهم، وحدها الكفيلة باحتضان معاناتهم، ووحدها من تستحق أن يسهروا الليالي ليحرسوها من شبح المستوطنين وعربدتهم. ففي قرى مدينة نابلس تتصاعد حدة الاعتداءات بحق البشر والشجر والحجر من قبل المستوطنين الذين يتوزعون في 39 مستوطنة وبؤرة استيطانية ليصل عددهم لعشرين ألف مغتصب يعدون الأكثر شراسة وتطرفا وكرها للعرب. وربما هذا ما يفسر استمرار الانتهاكات والاعتداءات على قرى نابلس لا سيما الجنوبية، فمنذ بداية العام شهدت العديد منها اقتحامات واقتلاع للأشجار إضافة لمواجهات مع المواطنين وإصابة عدد منهم. ففي قرية قصرة جنوب المدينة كانت أراضي المواطنين على موعد مع اقتلاع 250 شجرة من جذورها الضاربة في عمق الأرض.. بأيد صهيونية، بعد أن اقتحمت مجموعات من المستوطنين القرية وعاثوا فسادا في أراضيها، وقد شهدت القرية حينها مواجهات عنيفة بين الطرفين، أدت لإصابة عدد من المواطنين. أما قرية عوريف جنوب نابلس، فقد شهدت مواجهات بين الأهالي والمستوطنين تدخل على إثرها جنود الاحتلال لحماية مستوطنيه، وأصابوا الشاب إياد الصفدي برصاص حي. وفي قرية عزموط شرق المدينة، اعتدى مستوطنون على متنزه قيد الإنشاء وحطموا محتوياته، وفي قرية وادي الباذان أيضا فقد كانت هي الأخرى هدفا للمستوطنين الذين اقتحموها برفقة الكلاب وعاثوا فيها فسادا وتخريبا وإرهابا للمواطنين. وفي قرية يتما، أخطرت قوات الاحتلال 21 منزلا بالهدم بحجة عدم وجود تراخيص بالبناء. أما قرية جالود جنوب شرق المدينة، فقد كان لها النصيب الأكبر من تلك الاعتداءات، حيث اقتحمها المستوطنون ثلاثة مرات منذ بداية العام، واندلعت مواجهات بين المواطنين والمستوطنين، أدت لإصابة ثلاثة مواطنين بينهم طفل. وقام المستوطنون بالتمركز على بوابات منازل المواطنين الواقعة على أطراف القرية من الجهة الشرقية، محاولين طرد ساكنيها والاستيلاء على تلك البيوت. لجان الحراسة بدوره، أشار مسؤول ملف الاستيطان بالضفة الغربية غسان دغلس، إلى أن المواطنين في تلك القرى يقومون بصد محاولات المستوطنين في الاعتداء على ممتلكاتهم وأراضيهم ومنازلهم. وقال دغلس لـ"المركز الفلسطيني للإعلام"، "شكّل المواطنون لجان حراسة يومية في القرى التي تتعرض لانتهاكات واعتداءات متكررة من قبل المستوطنين، ويقومون بالتصدي لهم ويحاولون منعهم من دخول القرى". وأشار دغلس إلى أن الشباب في لجان الحراسة وفور معرفتهم بهجوم المستوطنين يقومون بالنداء على أهالي القرية عبر مكبرات الصوت في المساجد، فيهب الناس وأهالي القرية جميعهم ويتصدون لقطعان المستوطنين. تهميش رسمي من ناحيتهم طالب المواطنون السلطة بالوقوف لجانبهم وحمايتهم من شراسة المستوطنين، حيث قال الشاب معن مصلح الذي تطوع في لجان الحراسة في إحدى قرى نابلس، "نحن نحاول قدر الإمكان أن نحرس قرانا وبيوتنا وأراضينا، ولا نملك شيئا ندافع به عن أنفسنا، لذلك السلطة مطالبة بالدفاع عنا وتوفير لجان حراسة مسلحة للتصدي لقطعان المستوطنين". وأضاف "نعاني من التهميش واللامبالاة من قبل السلطة، فهي تركتنا وحدنا في المواجهة بعد أن حظرت المقاومة بالضفة وصادرت كل الأسلحة، لذلك لتأت هي وتدافع عنا إذا..!". أما الشاب رفعت حلبي فقال "أكثر شيء ممكن أن تقوم به السلطة هو أرشفة الأحداث وإحصاء عدد ضحايا المستوطنين في القرى ليس أكثر، فهي سلطة منزوعة الإرادة وغير قادرة على حماية نفسها حتى نطالبها بالدفاع عنا..!".
المصدر: المركز الفلسطيني للأعلام