جديدنا: وثيقة - مركز الوثائق الفلسطيني
قرية باقة الحطب تتبع اليوم محافظة قلقيلية وإن كانت تتبع سابقا محافظة طولكرم وقبل ذلك كانت تتبع محافظة نابلس. لم يكن معروفا لي من قبل سبب تسمية قريتنا باقة الحطب إلى ان تمكنت في عام 2003 من خلال بحثي الاكاديمي والميداني في الدلالات الاثرية التي بحوزتي من التوصل إلى التالي:
*إن الاسم المعتمد الآن" باقة الحطب " ليس له مرجع تاريخي او وطني وعليه وبمجهود شخصي واستكمالا لمشروع تخرجي في جامعة النجاح بحثت في سبب التسمية ـ فرجعت إلى الأرشيف العثماني وحصلت على إذن رسمي في الاطلاع فلم أجد أي وثيقه سواء " تبليغ ولاده ـ عقد زواج ـ حجة بيع أو شراء إلا وفيها الاسم (باقا) ولم أجد ما يسمى (باقة الحطب). * كما رجعت إلى الوثائق في عهد الانتداب البريطاني وأهمها نسخة الحوض الطبيعي للقرية الموجود منها نسخة في مجلس قروي باقا وعنوانها " باقا ـ سنة 1934 " وهي تشمل مخطط مساحي وبياني لخارطة الأحواض الطبيعية في القرية. * كذلك فان الاسم الرسمي في الوثائق الرسمية وخاصة بطاقة الهوية العسكرية الاسرائيلية وفي جميع خرائط الاحتلال فإن اسم القرية " باقا " . * كذلك عندما راجعت مكتب وزارة الداخلية " الأحوال المدنية " في محافظة قلقيلية وجدت أن الاسم الرسمي كما هو متفق عليه بين السلطة الفلسطينية والجانب الاسرائيلي المعروف باقه فقط بدون الحطب وان كلمة الحطب هم يضعونها في بيان حقل تعريف العنوان. وعلية قمت بمراسلة دائرة الاحصاء ودائرة الحكم المحلي لتصحيح الاسم في معاملاتهم وتوحيد الاسم. *إن الاسم باقة الحطب جاء من مايلي " في اواخر عهد الانتداب البريطاني فان الحاكم العسكري الانجليزي في نابلس طلب وجهاء القرية الى مقره وطالبهم بتغيير اسم القرية " باقا" الى اسم اخر نظرا لأن ساعي البريد يقع بالخطأ في نقله للرسائل والبريد الوارد الى مدينة يافا لتشابه الرسم بين الاسمين " باقا ـ يافا " ولم يتفق معه وجهاء القرية على أي اسم لأن الانجليز بعدها بفترة انسحبوا من البلاد . ــ الدلاله الاصطلاحية والتاريخية على الاسم باقا " القرية قديمة جدا واثارها قديمة بعضها معلوم والبعض الاخر لا زال بحاجة الى تفسير وخلال بحثي توصلت الى ما يلي : * باقا ـ هي نسبة الى الفتيات اللواتي كن يقمن على رعاية شؤون الالهة الرومانية باخوس او باقوس او Bachouse وكن يسمين الباقيات ومفردها باقا كما ورد في مسرحية الباقيات ليوربيدوس اليوناني ، حيث أن في القرية آثاراً واضحة تمام الوضوح لهذه الآلهة وهذا يعود الى ماقبل 35000 سنة قبل الميلاد ، وفي أحد المواقع التي ترتبط بهذه الالهة وخلال حفري وتنظيفي للموقع تعرفت على ثمانية كهوف بنفس الشكل ونفس المخطط كانت تستعمل من قبل الباقيات في رعايتهن للالهة باجوس ـ كما عثرت في احدى هذه الكهوف على اثرين مهمين مرتبطين بالاعتقاد اليوناني والروماني بهذه الالهة حسب ما تتحدث به اساطير الاولين: الاول حجر املس منقوش عليه رسم طائر البومه والاخر حجر أثري لونه احمر منحوت عليه رأس صقر ، فالبومة هي الطير المقدس عند الهة أثينا اليونانية والصقر هو الطير المقدس عند الالهة باجوس *باقا : هي كلمة بالتأكيد غير عربية وخلال مطالعاتي وبحثي في الاصل اللغوي وجدت اقرب ما تكون كلمة ارامية الاصل محرفة ان اصل يوناني قديم " لغة سنسكريتية "كما هو واضح في المعجم الشهير " webester " وان حرف الالف الموجود في اخر الاسم " باقا " هو ال التعريف بما يقابلها في اللغة العربية وان كثير من اسماء القرى والبلدات والخرب في فلسطين اصلها ارامي وتنتهي بال تعريف مثل " زيتا ، بيتا ، حجا ، عنبتا ، مردا ، عناتا ، وغيرها الكثير .
مظهر ناجي عبدالقادر الشيخ علي