جديدنا: وثيقة - مركز الوثائق الفلسطيني
بفتح القاف وبعدها الف ثم قاف ثانية مضمومة وواو ساكنة ونون لم اعثر على ذكر لها في العصور القديمة ولا في ايام الفتوح العربية الاسلامية وقد نسب اليها صاحب معجم البلدان (4_296) المتوفي عام 626 هـ : 1229 م الفقيه " ابا القاسم عبد السلام بن احمد بن ابي حرب القاقوني" امام جامع المسجد " بقيسارية " ومن علماء القرن الرابع الهجري. ونسب اليها ابن حجر العسقلاني (الدرر الكامنة 5_30_31) " محمد بن مفلح بن مفرج القاقوني الفقيه الحنبلي شمس الدين ولد في حدود سنة 710 وقيل سنة 712 هـ برع في الفقه عرف بزهد وتعففه له مصنفات توفي بدمشق سنة 763 هـ . برز اسم قاقون ابان الحروب الفرنجة فقد ذكرت بمصادرهم باسم quaquo chaco caco واقام فيها فرسان المعبد قلعة حصينة . قاست هذه البلدة التي كانت تعتبر عملا من اعمال قيسارية من جراء الرحوب المذكورة الدمار الكثير والفضل في اعادة عمرانها يعود الى الملك الظاهر بيبرس الذي امر في عام 665 هـ : 1267 م باعادة بناء قلعتها عوضا عن قيسارية وارسوف ورمم كنيستها وحولها الى جامع ووقف عليه وقفا واسكن فيه جماعة فصارت بلدة عامرة بالاسواق كما بنىعلى طريقها حوضا للسبيل. ثم اقام فيها علم الدين سنجر الجاولي اثناء نيابته على غزة والساحل خانا (فندقا) ياوي اليه التجار والمسافرون . وفي عام 670 هـ اغار الافرنج على قاقون الحديثة فدخلوها واضطروا واليها " بجكا العلائي" للفرار الا ان الملك لاظاهر بيبرس ارسل عليهم حملة بقياد الامير اقوش الشمسي بعسكر ( عين جالوت) فاخرجهم منها بعد ان خسروا الكثيرين من رجالهم وعتادهم . وكانت قاقون في عهد المماليك مركزا لبريد تقع بين مركزي " الطيرة " " فحمة" وذلك على طريق غزة _ دمشق كما كانت محطة للحمام الزاجل على الطريق المذكورة تقع بين محطتي اللد وجنين . ومن اهم حوادث قاقون : (1) كان للزلزلة العظيمة التي حدثت في البلاد عام 692 هـ تاثير سيء على قاقون من تدمير وغيره . (2) في سنة 748 هـ توفي في قلعتها مقتولا " سيف الدين يلبغا اليحياوي الناصري " نائب الشام تغيرعليه السلطان الملك المظفر زين الدين حاجي ابن الناصر محمد بن قلاون فامر بقتله وكان يلبغا قد هرب من دمشق ونزل قاقون وفيها القي القبض عليه وقتل ودفن تجاه باب (خان قاقون ) وكان تركي الجنس من امراء الملك الناصر محمد بن قلاون عرف بشجاعته وكرمه وله اعمل عمرانية في دمشق والقاهرة. (3) توفي في قاقون ايضا عام 775 هـ : 1357 م الامير " سيف الدين تلكتمر بن عبد الله الجمالي " احد امراء الطبلخانات كان الملك الاشرف شعبان، حفيد الناصر محمد بن قلاون ارسله في مهمة . وقد وصف القلقشندي المتوفى عام 821 هـ : 1418 م قاقون بقوله " مدينة لطيفة غير مسورة بها جامع وحمام وقلعة لطيفة وشربها من ماء الابار" . (4) وفي 15 اذار من عام 1799 م تمكن نابوليون في قاقون من ان يهزم العثمانيين الذين اتوا لوقف تقدمه نحو عكا الا ان النابلسيين رغم ماخسروه من رجال اضطروه في زيتا واطرافها من العودة الى السهل ولم يمكنوه من التقدم نحن التلال والجبال . ويصف الجبرتي واقعة قاقون هذه بقوله : (وكان في يافا نحو خمسة الالف من عسكر الجزار هلكوا جميعا وبعضهم ما تجاه الا الفرار ثم توجه (أي نابوليون ) من يافا الى جبل نابلس فكسر من كان فيه من العسكر بمكان يقال له قاقون وحرق خمسة من بلادهم ما قدر كان ). ووصف الامير حيدر احمد الشهابي معركة قاقون هذه بقوله : ثم ان امير الجيوش سار بالعسكر قاصد مدينة عكا على طريق الجبل ولما وصلوا الى اراضي قاقون فكانت عساكر الجزار والنوابلسية مكمنين في الوادي التي هناك وحينما بلغهم قدون الفرنساوية اخرجوا من فم الوادي خمسماية مقاتل وبدوا يرمحون تجاه العسكر وكان قدصهم ايجروهم الى تلك الوادي . (فلما عل امير الجيوش مرادهم قسم عساكره ثلاثة اقسام فالقسم الاولى سيره الى فم الوادي والقسمان اطلعهم الى فم الجبل وحينما اقتربوا الى الوادي ضربوا المدافع واطلقوا الرصاص فانحدرت اليهم الفرنساوية من اعلى الجبال وانتشب بينهم القتال وكثر القيل والقال وقد قتل من عسكر الاسلام اربعماية قتيل علىلاتمام وولوا الباقين منهزمين والىالنجاة طالبين ومن هناك صارت الفرنساوية مطمانين في تلك الديار وباتوا بتلك الليلة على العيون الصغار). ولما مر ابراهيم باشا المصري قاقون وهو في طريقه الى زيتا وعتيل امر بتدمير قاقون لمشاركتها في الثورة ضده . (5) كانت قاقون احدى القرى التي هاجمت مستمرني " الخضيرة " و " ملبس _ بتاح تكفا" في عام 1921 م على اثر الثورة التي اندلعت في يافا في اول ايار من العام المذكور وقد غرم البريطانيون القرى المهاجمة غرامة كبيرة وقدرها سته الاف جنيه وقد اسفرت هذه الاضطرابات التي امتدت خمسة عشر يوما عن استشهاد 48 عربيا و 73 جريحا برصاص البريطانيين وبلغت خسائر الاعداء 47 قتيلا و 146 جريحا. (6) عهد في الحروب العربية _ اليهودية للجيش العراقي في حماية " قاقون" واطرافها وفي 4 حزيران من عام 1948 م اخذ اليهود يقصفون القرية بنيران مدافعهم فقتلوا عشرة وجرحوا عشرة اخرين من سكانها ولما راى اهل القرى المجاورة ما حل بقاقون اخذوا يتوافدون لنجدة اخوانهم ولم يتحرك الجيش العراقي للدفاع عن القرية محتجا بحجج واهية واخيرا دخل اليهود قاقون في اليوم التالي وق حاول العراقيون استردادها فاخفقوا مما دعاهم لقصفها بمدافعهم حتى هدموها . وقد استشهد في معارك قاقون اربعون رجلا من اهل القرية فضلا عن شهداء القرى المجاورة . * * * و" قاقون" قريتنا هذه تقع في ظاهر طول كرم الشمالي الغربي وعلى مسيرة نحو سبعة كيلو مترات منها مساحتها 144 دونما وترتفع 125 مترا عن سطح البحر ولها اراض مساحتها 41767 دونما منها 925 للطرق والوديان والسكك الحديدية و 4642 تسربت لليهود وتحيط بها اراضي طول كرم وشويكة ودير الغصون ومزارعها والمنشية ووادي القباني يزرع في اراضي قاقون الخضار والبطيخ والقثاء والقليل من الحبوب وفيها 80 دونما مغروسة بالزيتون و 2288 دونما مغروسة بالحمضيات منها 1576 للعرب و 712 لليهود. بلغ عدد سكان قاقون في عام 1922 م(1629) نسمة وفي عام 1931 بلغوا " 1367" بينهم 665 ذكرا و 702 من الاناث لهم جميعا 260 بيتا وفي 1_4_1945 قدروا بنحو 1970 عربيا مسلما ومن عائلات قاقون : (1) ابو هنطش : ففي تاريخ شرق الاردن وقبائلها لبك باشا ( ص 338) ان عائلة ابي هنطش تعود باصله الى قبيلة العزام[100] من عشائر جبل الدروز وانه منذ 400سنة تقريبا نزح خمسة اخوة من جبلهم اربعة منهم نزلوا بلاد عجلون وخامسهم نزل ناحية طول كرم واعقابه تعرف باسم " ال ابي هنش" والمعروف ان هذه العائلةنزلت في بادىء امرها شويكة ومنه انتقلت الى قاقون (2) الزيدانية عائلة اخرى بارزة من عائلات قاقون يقولون انهم ايوبيون هذا وبين سكان القرية بعض المصريين وغيرهم . في قاقون جامع ومدرسة ابتدائية تامة للبنين يعلم بها ستة معلمين بينهم ملعمان تدفع القرية عمالاتهما . يشرب السكان من الابار الارتوازية التي يتراوح عمقها من 30 _60 مترا وفي الوقائع الفلسطينية (ص 1623) ان قاقون تحتوي على بقايا برج وعقود وقطع معمارية وبئران وكتابة في المسجد" . * * * اقام المغتصبون بعض قلاعهم في جار اطلال قاقون العربية منها : (1) قلعة jan yoshi ya انشئت عام 1949 (2) روفين اسست عام 1949 على موقع " قاقون" نفسها كان بها عام 1950 م 103 يهود ( 3) yikkon بنيت عام 1951 م ضمت في 1_1_1961 (47) يهوديا .