جديدنا: وثيقة - مركز الوثائق الفلسطيني
جِدّين
القرية قبل الاغتصاب
كانت القرية مبنية حول بقايا قلعة قديمة كانت تنتصب فوق تل يشرف على البحر الأبيض المتوسط الى الغرب. ويمتد وادي جدين, وهو واد عميق الى الجنوب من القرية عبر منطقة كثيفة الأشجار. وكانت القلعة مما بناه الصليبيون في نهاية القرن الثاني عشر تقريبا وسموها جدين وقد دمرتها جيوش المسلمين في سنة 1288 بغية منع الصليبين من الانتفاع بهذا الموقع الحصين ولم تستعمل فيما بعد الا في سنة 1770 حين أعاد ظاهر العمر الذي كان الحاكم الفعلي لشمال فلسطين لفترة وجيزة في النصف الثاني من القرن الثامن عشر بناءها- مع غيرها من القلاع- لتعزيز موقعه العسكري . ودمر خليفته احمد باشا الجزار القلعة في أواخر السبعينات من القرن الثامن عشر وحتى سنة 1948، كان عرب السويطات يعيشون في خرائب القلعة متخذين من أبنيتها منازل لهم وناصبين خيمهم حولها. وكانوا من المسلمين و يعتاشون أساسا من تربية الحيوانات غير أنهم كانوا أيضا يزرعون الشعير والتبغ في قطعة صغيرة من الأرض بلغت مساحتها 22 دونما في 1944\ 1945.
احتلالها وتهجير سكانها
يمكن تحديد تاريخ احتلال هذه القرية من خلال دراسة سجل العمليات العسكرية الإسرائيلية في المنطقة فبينما احتلت القوات الإسرائيلية قرية عمقا, وهي على بعد بضعة كيلومترات الى الجنوب الغربي, في أوائل تموز\ يوليو 1948 ( خلال عملية ديكل انظر عمقا, قضاء عكا), فان هذه القوات لم تصل الى يانوح، وهي على بعد كيلومترين الى الجنوب الشرقي، الا في نهاية تشرين الأول \ أكتوبر (خلال عملية حيرام، انظر عرب السمينة, قضاء عكا). لكن ورد في السجل أن متسعمرة غعتون ( 170268) أنشئت الى الشمال الغربي من القرية, في أوائل تشرين الأول \ أكتوبر 1948 وهذا يدل على أن القرية احتلت في أثناء العملية الأولى وإذا كان ذلك صحيحا فإنها تكون احتلت على الأرجح بعيد سقوطا عمقا في 10- 11 تموز \ يوليو، وبقيت على الخطوط الأمامية بين تموز \ يوليو وتشرين الأول\ أكتوبر. وقد قصفت عدة قرى في المنطقة قصفا شديدا قبل أن يهاجمها اللواءان سيفع ( السابع) وكرملي.
المغتصبات الاسرائيلية على اراضي القرية
شكلت هيئة مستعمرة يحيعام ( 171265) في سنة 1946, من قبل أعضاء في مستعمرة كريات حاييم المدينية, أما المستعمرات ذاتها فقد بنيت في تشرين الثاني \ نوفمبر 1947 على أراضي القرية شمالي الموقع وبنيت مستعمرة غعتون ( 170268) على أراضي القرية في تشرين الأول \ أكتوبر 1948.
القرية اليوم
تم الحفاظ على القلعة كموقع سياحي. وتحيط بها اليوم أشجار الكينا والأجمات.
كتاب كي لا ننسى
الدكتور وليد الخالدي
كانت القرية مبنية حول بقايا قلعة قديمة كانت تنتصب فوق تل يشرف على البحر الأبيض المتوسط الى الغرب. ويمتد وادي جدين, وهو واد عميق الى الجنوب من القرية عبر منطقة كثيفة الأشجار. وكانت القلعة مما بناه الصليبيون في نهاية القرن الثاني عشر تقريبا وسموها جدين.