الشهيد: عماد كامل محمد وشح
كل حياته مهمات جهادية
ميلادُ البطل
في مخيم جباليا حيث يَخرجُ الأبطال في قوافل عزٍ وفخار يرسمون لوحة فنية جهادية بها يُعلى شأن الدين ودعوته الغراء، و بها تُرفع الهامات عاليا ابتهاجا بإشعال ثورةٍ ضد أعداء الإنسانية.
ففي العشرين من شهر يونيو لعام ألف وتسعمائة وخمس وسبعين ميلادية أطلقت الزغاريد فرحا وابتهاجا بقدوم مولود جديد يحمل هم فلسطين، ومقارعة الاحتلال، سيكبر يوماً ويحمل البندقية ويكون شوكة في حلق الصهاينة الجبناء إنه الشهيد القسامي البطل عماد كامل محمد وشح.
عماد ذلك الفارس البطل الصنديد يعود لعائلة فلسطينية هُجرت من أرضها وطردت من بلدة هربيا عام 1948م، بفعل الجرائم الصهيونية التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني وتشرد شعب كامل من أرضه إلى خيام اللاجئين والغربة والشتات.
أخلاق الفارس
وفي أسرة ملتزمة محافظة ترعرع الفارس عماد، ليرضع لبن العزة والكرامة، وليتربى على أسمى الأخلاق، وأعظم القيم، و لتغرس فيه وتغلغل إلى أعماق فؤادي الراضي بقضاء الله، والذي يخشع لذكر الله تعالى.
عماد.. كان محبوباً من الجميع، محافظا على علاقاته مع جميع من حوله، والديه.. إخوانه.. جيرانه.. أقاربه.. زملائه، فلقد كان يتفقد أمه باستمرار ويجلس بجانبها يتحدث إليها بكل رفق ولين، يداعب إخوانه ويمسح على رؤوسهم، يعامل جيرانه معاملة طيبة، فعندما ارتقى عماد بكاه الجميع وكل محبيه فلقد فقدوا عزيزا على قلوبهم جميعا.
وعن أيام رباطه فتروي زوجته فتقول أن عماد كان في كل رباط أو عندما يكون في الخارج يتصل بها في كل مرة يذكرها بالصلوات، وخاصة صلاة الفجر ويطلب منها أن توقظ ابنهما محمد ليصلي الفجر جماعة في المسجد.
في المسجــد
ومنذُ نعومة أظفاره كان يرتاد المسجد، ويستمعُ إلى الدروسِ والمحاضراتِ والندوات الدينية، حتى اكتسب الكثير من المعلومات الدينية، كما كان يشارك في العديد من نشاطات المسجد، ويجالس إخوانه للتحدث في أمور الدين والجهاد في سبيل الله تعالى.
ونظرا لنشاطه الكبير في دعوته قرر إخوانه أن يضموه إلى جماعة الإخوان المسلمين وكان له ذلك في العام 2000م، ليكون مثالا رائعا للأخ الملتزم في دعوته، وليكون إضافة كبيرة لخدمة دينه الذي تحاك له المؤامرة بليل في كل بقاع الأرض.
في صفوف الكتــائب
عشق عماد الجهاد صغيرا، وتمنى أن يحمل البندقية يوما يقارع أعداء الله، وينتقم من أعداء الإنسانية والعدل، وممن ارتكب أبشع الجرائم بحق شعبنا، واغتصب أرضنا، وانتهك حرماتنا، ودنس مقدساتنا، وبعدما ألح على إخوانه أصبح عماد جنديا مجندا في صفوف كتائب الشهيد عز الدين القسام في العام 2000م، لتبدأ رحلةُ الجهاد والمقاومة، ويدخل عماد مرحلة جديدا عنوانها إما نصرٌ أو شهادة.
كان عماد رحمه الله ينتظر ليلة الرباط على أحر من الجمر، ليجهز نفسه وعتاده ويخرج في سبيل الله بخطوات ثابتة إلى نقطة رباطه يحرس بعينه حدود شمال غزة، ينتظر قدوم الصهاينة،ليسطر أجمل معاني التضحية والفداء.
كان شهيدنا القسامي يتميز بالكتمان والسرية، فعلى الرغم من طول فترة جهاده التي قاربت 12 عاما، لم يبح حتى لزوجته بالأحداث التي كانت تدور معه خلال الرباط والمهمات الجهادية، وكما تروي زوجته فلقد كانت كل حياته مهمات جهادية.
ولقد كان لشهيدنا العديد من المهام الجهادية خلال حياته العسكرية ضمن صفوف القسام أبرزها:
- المشاركة في حفر الأنفاق ضمن مرحلة التدريب والإعداد.
- المشاركة الدورية في الرباط على ثغور شمال قطاع غزة.
- المشاركة الفاعلة في صد الاجتياحات الصهيونية على قطاع غزة.
- مشاركة إخوانه العديد من المهام الجهادية.
- العمل في سلاح الإشارة القسامية.
موعد الشهادة
في السادس والعشرين من شهر ديسمبر لعام 2011م، كان شهيدنا القسامي عماد يتفقد سلاحه، وكان يتفقده يوميا ويعتني به كي لا يخذله في أي مهمةٍ جهادية، وتروي زوجته بأنها كانت في المطبخ، وأولادها الثلاثة في غرفهم، وطلب منها زوجها كأسا من الشاي، وبينما هي تضع الشاي على الغاز، إذ بصوتِ انفجارٍ عالٍ يهز المكان، التفتت زوجته يمينا ويساراً، وخرجت من المطبخ فإذا بزوجها ينزف دماً وهناك نيران مشتعلة في قطعة قماش، صرخت زوجته ونادت على الأهل والجيران لإنقاذ زوجها، وأخذوا زوجها إلى مستشفى الشهيد كمال عدوان بمشروع بيت لاهيا، فأخذت أولادها وذهبت إلى بيت عمهم، وسمعت ابنتها تقول.. لقد رأيت يد أبي مقطوعة، وعندما ذهبت إلى مستشفى كمال عدوان أخبروها باستشهاد زوجها على الفور.. فإنا لله وإن إليه راجعون.
المصدر: عائلة وشح
it_alaa@hotmail.com