
جدي عبد الغني كان متوفى عندما وعيت على الدنيا. كان أبي معروفاً باللجنة وله قيمة بالبلد، وكان أبي يوجد لحل المشاكل، ويوسف عبد الغني معروف في كل البلد.
كان أبي طويل صحته جيدة، يرتدي عباءة وقنباز، له شنب وكان من وجهاء البلد، وكان محبوب من أبناء البلد، لأنه مصلح بالبلد، وكانن مهتم كثيراً بمصالح الناس.
سنة 1948، كنت أنا وفاطمة وعائشة ومحمد وأبي موجودين في سحماتا وكان أخي عبد الغني متزوج وله بيت وعندما احتلت القوات الصهيونية الاراضي، خرج معظم الناس من القرية واختبأوا بين الاشجار وتحت الزيتون. ولكن أبي لم يرد أن يخرج في البداية، فضطر لاحقاً الى أن يخرج الى لبنان. وخوالي أخرجوا عائلاتهم الى لبنان وتحديداً الى الرميش ومن ثم عادوا. ولكن أبي رفض أن يخرج، فقالوا له خوالي أعطينا البنات فأخذونا مع محمد وبقي في فلسطين لوحده بالجبال، ولم يخرج حتى إحتلت إسرائيل كل الحدود وآخر موقع، فبعدها جاء الى لبنان.

نحن كنا بالحارة التحتا، البلد مقسومة فوقا وتحتا وبالنص بركة وساحة. كانت الناس سعيدة وتتزاور في ما بينها.
أخي محمد يُعتبر وجيه وجهاء سحماتا، استشهد أخي حين كان مع فتح. أخذوه اليهود من العباسية (متزوج وعنده أولاد) والأولاد يلعبون، فقالوا لهم أطفئوا الضوء وعلّوا صوت التلفاز، فأخذوه حافيا ومرتدياً ملابس النوم، سحبوه الى مدرسة قدموس، وصاروا يحققون معه، ويسألونه أسئلة كثيرة ولكنه لم يُجب ولم يعترف فأطلقوا النار عليه وتركوه ينزف عند المدرسة الى أن توفي.
عمي علي مات بعد تعرضه لقرصة حيّة، وعمي ذيب توفي بعكا، وبقي أبي لوحده على قيد الحياة. أخوته توفوا في فلسطين، وأبي له أخت (خزنة) كانت متزوجة شخص من بيت موسى في سحماتا إسمه قاسم العبد، كان أخوه سعيد العبد مختار القرية وعندها ثلاث أولاد: محمد وعمر وعلي، وبنت اسمها مريم.
عندما خرجنا كلنا سوية الى لبنان مع أخوتي منا من ذهب الى بعلبك ومنا من ذهب الى الجنوب.
عائشة أختي تزوجت هنا في لبنان، فاطمة أكبر أخوتي (زوجها محمد الأسعد) وعيشة (أم منير) أخو زوجي من بيت حمادة.
وعبد الغني (زوجته من بيت حمّود) تزوج في فلسطين وله بيت لوحده وعنده بنتين عبلة وخزنة وباقي أولاده في لبنان.
