محمد أغا – أم الفرج
يتحدث عن الإحتياج الإسرائلي عام 1983
أنا محمد آغا، تصاوبت بالإجتياح الإسرائيلي وكان عمري 13 سنة، في سنة 1983 أثناء الإحتياج الإسرائلي، ألقت صواريخ ومن هذه الصواريخ لا تنفجر. وبعد إنتهاء الإجتياح، صاروا الناس ينادوا في أماكن عدم التجول فيها، لأن هناك حيث كان بيتنا (زينكو)، فنادوا أنه بعد ربع ساعة سيتم تفجير الصواريخ، فقال لي أبي إذهب وأحضر أخوك خليل (رحمة الله عليه)، ليؤمن عليه بجانبه. فكان لنا جار وقال لي إذهب واختبئ عنده عند صاحبه حسين، فخرجت، الى الطابق الثاني وفيها شرفة كبيرة، وفتح لي أخي حسين (محمد) وسألته عن خليل، حيث أينما وجد حسين وجد خليل معه، كانوا أصدقاء وكان اليهود يطاردوه ويسألون عنهم بإستمرار، وخلال الحديث طلع صوت إنفجار قوي جداً، فإلتفت ونظرت إلى الخلف (على بستان اليهودي) فوجدت غيمة دخان سوداء.
فشعرت ببرد شديد جداً، بدأت أرتجف، فنظرت الى الأرض ووجدت الأرض مليئة بالدماء، فأصبحت أتفقد محمد على أساس هو متصاوب، وإذا بي أنا المتصاوب ببطني وأصبحت أمعائي كلها خارج بطني، وعند صراخ محمد، جاء الجيران ليفقدونا، فجاءت أخت محمد وخلعت عبايتها ورمتها لمحمد ليلفني فيها وأخذني إلى باب مدرسة حطين، وإذ باليهود موجودين عاملين دورية، فيقول له اليهودي ماله، أحضر الجرح ووضعوني بالجيب وأخذوني على مستشفى الحكومي (بالطوارئ)، ففحصني يهودي، وأخذني إسعاف مستشقى غسان حمود لعلاجي، جاء أبي الى المستشفى حافي ليراني.
أيار 2، نيسان 1985، حرب شرق صيدا (الكتائب)، كان القصف قوي جداً على عين الحلوة وشرق صيدا.
معظم الناس هربت فإختبأنا في بيت باطون.
عندما اشتد القصف، قال أبي لي: إنهض نقفل الأبواب، فقلت له هناك قصف شديد، فقال لي وغضب هيا إنهض، فقمت وأقفلت الباب الخارجي، ويوجد باب البيت الداخلي، وأنا أقفل الباب الخارجي سمعت صوت الصاروخ قبل إنفجاره، فإنبطحت بالأرض وإنفجر الصاروخ ، فأصبت، فلم أعد أرى وبدأت أفقد وعي، وبدأت أحبي، كانت الدنيا ليل، وأسمع أصوات، بعيدة، فحبوت حتى وصلت عند أبي وإذ به مصاب بشذية برقبته والدم ينزف بشدة، وإذ بأبي ميت من هذه الإصابة. وبعدها بدأت أرى قليلاً، فرأيت أمي مصابة أيضاً، بقدمها، وبعدها فقدت الوعي وعندما إستيقظت وجدت نفسي بمستشفى غسان حمود مصاب بظهري وقدمي. وإستشهد ابن جيراننا إبن سليمان جبر أيضاً من أم الفرج.