حسن حسين موسى – النهر/ قضاء عكا
أمي كانت حامل عندما لجأنا الى جويا وماتت وهي حامل
أنا حسن حسين موسى، مواليد النهر عكا، مواليد 1942، طلعت من فلسطين إبن 6 سنوات.
النهر تقع على تلة، وفي بستان الشذلي يقسم البلد لقسمين، فيها بركة كبيرة وبساتين، وفيها 5 طواحين، طاحونة البلد عند البركة، وطاحونة الممشوخ وطاحونة الجميزة وطاحونة القنطرة وطاحونة المطروف، وفيها معصرة للزيتون يمكن لبيت العفيفي بين الكابري والنهر.
بيوت القرية، بيت العبد، بيت مصطفى الزحمد، النابلسي، عبد المنعم، الإيناوي، بيت محموج مباركي، ثم بيت المختار قاسم عبده، ثم لفوق بيت أبو خالد أبو رياثم على الشمال بيت نورا، بيت سليم موسى، ولفوق محمود ونايف ومحمد نايف، ثم بيت كليب، ولفوق البيومي بيت شرف، ومقابلها بيت علي مباركي، وتيب ومحمد ياسين وهويدي وبيت أبو عزيزة، وبيت عطية، ثم بيت حسين موسى وراءنا بيت الحلبي ومقابلنا بيت الصيداوي وبيت هويدي، وبيت أصلان وبيت عكر وبيت زينب موسى "عمتي" ولفوق، أحمد مباركي وبعدها بيت شرف وبيت اللنباسي تحت البلد، فبلدنا تأتي على تلة.
في عندنا بالبلد بركة يسقوا منها أم الفرج. والبساتين في جزيرة لدار مباركي وبعدها بستان لنا، وبستان عمي سليم وبستان جدي أبو موسى، ومن بعدها تصل لأم الفرج. عدد سكانها من فوق الألف شخص، زراعتنا فيها كانت الحمضيات، والمنتوج يباع على عكا وحيفا.
كان أبي يأخذني معه الى عكا كثيرا، وعلى حيفا ذهبت 3 مرات، نذهب بالباص نضع الحمضيات عليها ونذهب فيها.
وبالنسبة للنهر، من تحت في 4-5 كاميونات تُحمل صناديق خضار وحمضيات الى عكا وحيفا، وفيها جنينة للعفيفي وهو أصله من مصر، وفيها ماء وساحة وحيوانات.
تمشي قليلأً يوجد بيت مرعي، بيت الزحمد، بيت شُمسين، بيت أبو الخير. بيت موسى موسى، بيت كليب، بيت حمدان بيت الشاذلي، بيت زغلول، بيت الفرقاوي، بيت نذيرة، بيت أبو ناجي.
المختار إسمه قاسم عبده، ومن وجهاء القرية "العفيفي" عنده مقر وبستان كبير، يعمل الناس بالزراعة وبالحمضيات.
إبن خالتي كان موظفاً بالبوليس، وبعض الشباب أيضاً يعملون موظفين بالبوليس، ولم يكن عنا جامع. في مدرسة وأستاذها قاسم فرماوي، والمدرسة له ويعلمنا الأحرف والأرقام، أنا ختمت جزء عمَ، وطلعنا من فلسطين.
لم يكن هناك جرس بالمدرسة، كان الأستاذ يمر على الشباك. وكان من يختم القرآن، يعملوا له حفلة، يجمعوا الشباب وينشروا ويغنوا ويوزعوا المعمول ومن يريد أن يكمل تعليمه كان يذهب على عكا.
كان في مجبَر يجبَر الكسور، أما الحالات الصعبة فكانت تذهب إلى نهاريا حيث كان يوجد طبيب إسمه فاتان وهو يهودي. من القرى التي تحدنا، الشيخ داوود، دنون والغابسية، الكابري، عمقاً والكويكات وأم الفرج.
كان في شارع فزفت بالبلد، ونحن صغار كنا نلعب بالكرة وبالحجارة.
أما الأعراس، كان تتم بالساحة، يعللوا 7 أيام، وفي آخر يوم يأخذوا العروس إلى بيت العريس.
بالقرية لا يوجد مضافات وقهاوي عامة، في كل بيت يتم الضيافة، والسهر عند بعضهم البعض.
أذكر من وجهاء القرية المختار، وناس من بيت مباركي، كانوا يجتمعون ويسهرون ويغنون ويقولون شعراً، ويشربون القهوة والشاي.
في 1936، مات عنا ناس ولكني لا أذكرهم. أما في 1948، إستشهد عنا واحد من البلد من بيت أبو الخير، عندما جاء اليهود، كان في معركة الرَيس، بين النهر والكابري، طلع اليهود حوالي 99 واحد يأخذون أكل المستعمرة جدَين "يهودية"، وعند مرورهم لآخر دبابة، أقفل الأهالي الطريق، وكان عدد من جيش الإنقاذ، والأهالي معهم بعض الأسلحة "من إشترى البواريد ليحاربوا فيها، أبي جاء إلى بيروت وإشترى بارودة لمحاربة اليهود، ويطلعوا بالليل يحرسوا. وعندما جاءت الدبابات، ضربوا أول دبابة وبدأت المعركة ومات فيها الـ99 يهودي وإستشهد 4 أشخاص أخذوهم إلى أم الفرج.
ونحن صغار كنا نذهب لهذه الدبابات وفيها أكل ومعلبات ونأخذهم. من أسماء شهدائنا أذكر أبو الخير فقط.
وعندما خرجنا من النهر، ذهبنا إلى دنون بقينا شهراً، وسقطت حيفا وعكا، وخرجنا الى كفر ياسين عبر القرى، فلقينا واحد ومعه سيارة، فأوصلنا إلى الرميش، وثم بيت ياحون، وفرشوا لنا على البيدر لننام فيه. صباحاً أمطرت السماء، فذهبنا إلى جويا، فهجم علينا بعض الناس وإستأجرنا هناك بيتاً على أساس أسبوع وبعدها سنعود. وبقينا سنة بجويا، كان أبي معه 100 ليرة، ثم ذهبنا إلى النصب، أمي كانت حامل وماتت وهي حامل، وبقينا بالنصب لحد الآن.
عانينا الكثير في الرحلة.. أختي حاولت الرجوع ورجعت إلى بيت خالتي.. أخي عاد أيضاً، بزيارة الى فلسطين.
أبي عندما خرجنا، كان معه أوراق ملكية للبستان وللبيت، ولكن في الإجتياح الإسرائيلي قصف البيت وإحترقت الأوراق.
الدول العربية بوقتها لم تقف بجانب الفلسطينين، وبريطانيا سلمت فلسطين لليهود..
يا ريت أرجع الى فلسطين، ما زلت أذكر الحارة والبيوت، فكان بيتنا من حجر صخري، وعندنا غرفتين، وكان عندنا عنزة لي لكن لم أكن أشرب منها الحليب، فجاء قريب لنا من عكا فصدمها وماتت.
جيراننا كان عندهم بقر وغنم وماعز.
مقابل بيتنا كان في زيتون للعفيفي.
برمضان، يطبخوا أكل عادي، ويخزنون الطحين والسكر والبطاطا. كان في فرَان، وأيضاً الناس عندها بالبيت الطابون وكانوا يخبزون فيه الخبز. كان في فرن وصاحبه من بيت العبد، وكان عندنا حلاق من أم الفرج إسمه أبو غانم.
أوصي أولادي بأن لا يتخلوا عن شبر من أرض بلادنا، وإن شاء الله العودة تكون قريبة..لا أقبل بالتوطين أريد بلادي... وفلسطين لا تُسترَد إلا بالقوة.