الزراعة
إعتمد أهالي التينة في حياتهم الإقتصادية على الزراعة بالدرجة الأولى ثم على تربية الأغنام والأبقار وذلك لخصوبة الأرض، وكان ذلك في العهد العثماني، لكن في فترة الإنتداب البريطاني خفت تربية الأغنام والأبقار وذلك لإهتمام أهالي التينة بزراعة البيارات. كانت أراضي التينة الواسعة صالحة للزراعة لتربتها الطينية السمراء الخصبة وتجود فيها زراعة الحبوب والفواكه والحمضيات والعنب والتين والجميز وفي عام 1945 زرع أهل القرية حوالي (6000) دونم. أما مقاثي الخضار فكان للقرية منها نصيب، منها زرع على الماء ومنها، زرع بدون ماء، وما كان سقياً بالري أهم هذه المزروعات: السبانخ، والحميض والخس والسلق والفول الأخضر والبازيلاء والباذنجان والملفوف والقرنبيط والفلفل والفاصوليا واللوبيا والباميا والملوخية.. الخ، أما مقاثي الشمام والبطيخ والفقوس والخيار والكوسا والقرع والباميا والبصل والبندورة فكانت تزرع بدون ري. والنباتات البرية لها وجودها خصوصاً الخبيزة والهندباء والعلك والهليون وكان هناك الكثير من النباتات البرية التي لا تؤكل منها ما يستعمل اعشاباً طبية. وكانت بيارات الحمضيات وخصوصاً البرتقال، غالباً ما تؤجر أو تضمن البيارة بمجرد ظهور الزهر على الشجرة، وكان يأتي تجار البرتقال من يافا والرملة من أجل ضمان بيارات البرتقال وكان يزرع في القرية كل أنواع الحمضيات مثل: البرتقال الشموطي وبرتقال أبو صرة والكلامنتينا والمندلينا والفرنساوي والبلنسيا ويوسف افندي والليمون والبوملي والجريفوت، وزرع الموز أيضاً في القرية.
الثروة الحيوانية
أما الثروة الحيوانية فقد بقي الإهتمام بالبقر وتلاشت الأغنام وكانت تربى في البيت فقط وليس مع الرعاة وقد وجدت الخيول والحمير والبغال والجمال فقد رباها الأهالي للإنتفاع منها بحراثة الأرض والإستفادة منها في نقل مزروعاتهم وغلالهم والإستفادة من لحوم وحليب البقر والغنم والجمال، وأهتم الأهالي بتربية الدجاج والحمام والاوز وبعض أهالي التينة إهتموا بالنحل والأرانب. وكان في القرية العديد من الآبار الإرتوازية، وبحسب ما قال المرحوم بإذن الله تعالى الحاج عبدالعزيز أحمد سرحان أنه في إحدى بيارات القرية أنهم حفروا في أحد أطرافها لإخراج الماء وكان طول الحفر 80 مترا ولم يخرج الماء، ثم حفروا في الطرف الآخر فتفجر الماء عند المتر العاشر وكان في القرية ثلاث سواقي ماء وكانت تعمل هذه السواقي على الخيل أو الجمال أو الحمير، وأهالي القرية كانت تشرب من بئر البلد وهو في منتصفالقرية تقريباً.
التجارة
كان في قرية التينة دكاكين صغيرة إعتمدت على المبادلات التجارية في البيع والشراء، وكان أصحاب هذه المحلات يستوردون البضاعة من غزة والرملة ويافا، وكانت تجارب الحبوب هي المادة الأساسية في التجارة إلى خارج القرية بالإضافة إلى البرتقال والبطيخ والشمام، ولقد كانت قوافل الجمال في بداية الإنتداب تسير محملة إلى مدن يافا وغزة والرملة، وبعد أن حلت السيارات محل الجمال أخذ أهل القرية ينقلون بضاعتهم بهذه السيارات وبقي البعض حتى عام النكبة 1948 يحمل بضاعته على الجمال والعربات التي تجرها البغال، وكان في القرية مطحنة للحبوب يأتي
إليها القرويون من القرى المجاورة.
هذه المقالة مقتبسة من المقابلة الصحفية التي أجرتها جريدة القدس مع المرحوم بإذن الله الحاج عبدالعزيز أحمد سرحان (أبو غسان)