أحمد الخالد ... خرجت بسلاحي وتركت أختين بفلسطين.. فالحنين لأخواتي جعلني أرجع لأراهم
أنا احمد حسين طه الخالد، أنا ابن الخالد من سادات قوم ومن عشيرة يقال لها بين العشائر وبلدي شعب:
بشعب رجالاً أبوا أن يستسلموا شرفاً
قد صارعوا الموت حتى أصبح الموت صرعانا
على حثالة إسرائيل كم زمجرت جحافلنا
للكرامة للمجد كم جاءت مطايانا
ألا سل التركيب والرأس ما فقلت
بسفوجة كتائب فرسان فتيانا
التركيب هو الجبل الذي إتخذت منه الصهيانة مركز للتقنيص، وبسببه اشتدت الحرب بيننا وبين إسرائيل
بالأمس كنا وقد كانت معالمنا
فأين أين أشكول ومائير وديانا
شعب بلدي ومسقط رأسي ومبعث فخري، سنة 1948 كانت تعد نفوس حوالي 3000- 3500 نسمة، أملاكها سهل واسع مساحته تقريباً 12 ألف دونم.
وكانت البلد فيها من الزيتون حوالي 13 ألف دونم، ومجموع خراج بلدي شعب حوالي 35 ألف دونم. (والعقار من خلايل وجبال حوالي 10 آلاف دونم).
لما إبتدأ الخطر الصهيوني، ألفت حامية عسكرية من 265 عسكري بشعب.
وقد كنت مقاتلاً معهم، حصلت مجازر إسرائيلية، كانوا إذا دخلوا قرية، يقتلوا سكانها، ومن أول المجازر مجزرة دير ياسين، فدير ياسين هي مزرعة بسيطة عدد سكانها 600 نسمة بجوار القدس فلما أرادوا إحتلال دير ياسين، كان الشعب الفلسطيني أعزل من السلاح، فدخلوا دير ياسين وذبحوا سكانها، ولم ينج منها سوى 200 نسمة.
وقال مناحيم بيغن، قال بفخر: "لولا مجزرة دير ياسين لم تقم لإسرائيل أي قائمة".
فاتبعوا طريقة المجازر، كانوا إذا دخلوا أي قرية واحتلوها صنعوا فيها مجزرة، ثم القرية الثانية المجاورة يهرب أبناؤها حفاظاً على الروح وعلى الحياة، لأنهم عزَّل من السلاح.
وهذه السياسة إتَّبعتها بريطانيا فقامت بإنتداب فلسطين 30 سنة (1918- 1948) بحكم إتفاق مع الدول الغازية، على أن تكون فلسطين تحت الإنتداب البريطاني.
شعب فيها مسجد ومدرسة، المدرسة، شعب غنية بمواردها وبسهولها. ففتحت مدرسة شعب فيها يُدرس الصف الأول للرابع الإبتدائي. وثم تطور الموضوع بشعب بأملاكها والمدرسة توسعت معها الى السابع الإبتدائي، وأنا خريج مدرسة شعب من السابع، ومستوى التعليم كان عالي جداً.
عندما أنهيت السابع، كانت هناك عوامل فرضت علي أن لا أكمل التعليم، وهي وفاة والدتي، فإتجهت الى مدينة حيفا وتوظفت في البريد بمدينة حيفا، صار هناك شبه مجزرة، كانت حيفا من أهم مدن فلسطين لأنه فيها ميناء على البحر.. ولأنني كنت بحيفا كنت أشاهد السفن والبواخر تنقل اليهود من شتى دول العالم الى فلسطين.
ومن أسباب ضياع فلسطين هو وعد بلفور.
بلدنا شعب عدد سكانها 3000- 3500 نسمة، و98%.
بلدنا شعب عدد سكانها 3000- 3500 نسمة، 98% منهم إسلام، 2% مسيحية ولهم كنيسة بشعب، وعندما صارت حيفا مدينة منفتحة وفيها عمل، هاجر المسيحيين من شعب الى حيفا.
عندنا مختارين إثنين بشعب.. أنا ألفت كتاب عن شعب 300 صفحة ليصل الى الأولاد والأحفاد ليعرفوا ماذا حصل في فلسطين..
أنا عدت إلى فلسطين مرتين.. لأنني خرجت جندي مقاتل..
عندما خرجت كانت مجازر في إسرائيل تقام بشكل قوي، وخرجت بسلاحي وتركت أختين بفلسطين.. فالحنين لأخواتي جعلني أرجع لأراهم.
ومرة حنيت لزيارة بيتنا.. فسمعت البيت:
سمعت الدار ينده أين أهلي فرد الدهر أهلك نازحينا
فصاحت نازحينا باي ارض ببرج شمالي صاروا لاجئينا
فصاحت يا زمن إجمعني بهم بجاه الله رب العالمينا
وإشفع يا عظيم الجاه فيهم عبادك في كتابك مخلصينا
إذا بدي إرجع على وطني، بحب أرجع رافع راسي على بلد شريف وحر ومحرّر..
وإن شاء الله أكون أداة فعالة لهذا الوطن الحر...