أنا جبر عطية يوسف، مواليد 1938، من الزوق التحتاني.
الزوق تحت الخالصة وبجانبها الناعمة، والسمارية والمنشية والحصاص. وهذه القرى وقرى أخرى يعدوا سلسلة متصلة ببعضها من ضمن سلسلة الحولة. ويعدوا حوالي 21 قرية من ضمن السلسلة.
قريتنا أملاكها 11 دونم و600 كيلومتر. ويُعد الزوق، المنشية، والسنبرية بلد واحدة ومختارها واحد وهو شحادة الدخيل. فكانت مشهورة بزراعة الذرة الصفراء، والذرة البيضاء، العدس والحمص والفول والماش. وفيها طرش من ماعز وبقر وغنم وجاموس وتُنتِج السمسم. وكانت الزوق تشتهر بتربية المواشي.
وقبل خروجنا سنة 1946، تم بناء مدرسة على الشارع العام. وفيها حديقة ولكن خرجنا سنة 1948. فيها للصف السادس. والأستاذ الذي كان يدرسنا كان يأتي من الصلحية وإسمه مصطفى بلاوني من بيت حلاوة من الشام، والأستاذ حمية من الخالصة.
ولكن هؤلاء الأساتذة كانوا يعلمونا ببيت مُستأجَر قبل بناء المدرسة فالمدرسة لم نداوم فيها. البيت من 8 غرف، تعلّم قراءة القرآن، والدين والى الصف السادس (يأخذ السرتفيكة).
وهناك بعض الأشخاص الذين علَّموا بالإنروا على شهادة السرتفيكة، مثل الأستاد صالح علي الصالح وغيره. المختار عنده مضافة، بلدنا مقسّمة الى ثلاث عائلات، حمادنة ومنايفة والغابسية. ونحن من الشيخ خلف..
وكان الناس يصلون صلاة العيد في بيت جدي أو بيت المختار. وكان المختار لا يقرأ ولا يكتب ولكن معه ختم لختم الأوراق. المختار من المنايقة، وشيخ القبيلة كان خلف اليوسف (جدي). وصانع الأختام محمد الحسين النوري.
من كان يريد أن يحلق شعره يذهب الى الخالصة، حيث الخالصة كانت تعتبر عاصمة الحولة.
سنة 1948، كان عمري 10 سنين، ذهبت مع والدي الى صفد وطبريا. وسنة 1948 كان في مقاومة من عندنا والقرى التي حولنا وهم من الشباب بقدر ما معه من سلاح. الفلسطيني كان يبيع الطرش والأرض لشراء البندقية من سوريا، وبعضه سلاح فاسد، لا يعمل.
نحن خرجنا عند ما سقطت طبريا وسقطت صفد، ومجازر دير ياسين، وكفر قاسم، فخافت الناس وحيث ليس لها إمكانيات، فخرجنا الى لبنان على الجمال والحمير... لم نأخذ معنا شيء عندما خرجنا. واليهود لم يفتشونا وكان معنا سلاح.
الناس كانت تخرج على أساس أسبوع على أن تعود بعد ذلك... وقادة جيش الانقاذ العربي كانوا هكذا يقولون لنا، أخرجوا لمدة اسبوع فقط. رؤساء العرب وملوك العرب هم من باعوا وسلّموا فلسطين وأنا كنت صغير لا أستطيع المقاومة.
الحولة لقبها جورة الذهب، فهي أرض خصبة وتزرع السمسم!
إذا قالوا لي إرجع الى فلسطين أرجع.. ولكن الى بلدي زحفاً زحفاً رغم أنني أعيش هنا وأولادي واحفادي هنا ولكن ليس لي هوية غير وطني.