أحفاد الأعزة في تاريخ غزة
للشيخ/ عثمان مصطفى الطباع– الغزي
(1300-1370)هـ)(1882-1950م(
عائلة الريس
الريس الرئيس ورأس القوم اعتلاهم وكان يلقب بذلك من يتميز في الطب والحكمة ويتفوق على الأطباء والحكماء ولذلك غلب لقبا على هذه العائلة لكون جدها الأعلى كان من حذاق الأطباء الماهرين ونبغا الحكماء المشهورين، وقد يلقب من كان كذلك بالحكيم كما غلب ذلك على عائلة بدمشق، و يلقب بالريس أيضا كل من ترأس على جماعة أو تقدم في صنعة كالملاحة والتجارة، أو معهد كالأديرة والمدارس والمستشفيات.
هذه العائلة بغزة فرع من عائلة الهليس الآتي ذكرها في حرف الهاء، انفصلت عنها قديما حتى صار لا يوجد بينهما اشتراك في النسب القريب، ولا في الأملاك كعائلة النخال والغزي بدمشق؛ وبلغني أن جدهما من الأشراف أتى قديما من مصر للتجارة وتوطن مدينة غزة وكان مركزها التجاري والصناعي والزراعي بالمكان الأرفع؛ فتقدم فيها و نمت ثروته و كثرت أملاكه، وصار له عدة دور بخط الباب الشمالي للجامع الكبير العمري. واتخذ له مقعدا في الشارع الموصل إلى السوق، ثم صار من بعده مسجدا ومكتبا لتعليم القراءة والكتابة يعرف بمسجد الشيخ محمد الهليس إلى الآن، ويقال انه مدفون بداخله. و قد ظهر من ذريته جماعة من الأطباء الحذاق الماهرين والحكماء الفضلاء النابغين منهم فخر الأطباء وصدر الفضلاء الريس الحاج محمد نور الله، وكان موجودا في سنة 1175 هـ، وهو ابن الحكيم الكبير والطبيب النحرير الشيخ احمد بن صدر الأطباء الريس الحاج سليمان الحكيم ابن الريس الشيخ احمد الشهير نسبه بابن الهليس. و منهم عين الاكارم الموقرين ومفخر الأطباء المعتبرين الحاج عبد الله ابن الريس سليمان من أولاد الهليس؛ فكان موجودا في سنة 1125 هـ، وأعقب ولده الحكيم الكبير والطبيب الحاذق النحرير السيد الحاج محمد الريس، وكان له شهرة في بلاد الشام ومصر وتوطن القدس و تملك بها وتوفى فيها سنة 1130 هـ و ترجمه المرادي في تاريخه، وسيأتي ذكره وله أملاك ودار قيّمة في غزة موجودة إلى الآن، وأعقب بها؛ بل انحصرت فروع هذه العائلة الكريمة في عقبه، حيث ترك ولدين نبيلين الأول فخر السادات الكرام السيد احمد جلبي و كان موجودا في سنة 1162 هـ وأعقب ولده مفخر الأشراف والسادات الكرام السيد محمد الهليس المعروف بالريس وهو أعقب ولده فخر الأشراف المكرمين السيد حسن والد السيد الشيخ مصطفى خليفة الريس والد الرجل الصالح الكبير المعمر السيد الحاج محمد خليفة المتوفى سنة 1358 هـ. و قد رأيت عنده فرمان باللغة التركية يفيد انه كان لجده السيد محمد الطيب وظيفة بالحرم الأقصى باسم طبيب المجاورين يتناول عليها عشرة عثماني يوميا. وبعد وفاته تحول المرتب المذكور لولديه الحاج احمد جلبي نجل فرع الشجرة الذكية و طراز العصابة الهاشمية السيد محمد الهليس، وهو الريس المشهور، و حجة أخرى مسجلة بمحكمة شرعية غزة سنة 1223 هـ، ذكر فيها فخر الأشراف المكرمين السيد حسن ابن المرحوم مفخر الأشراف والسادات الكرام السيد محمد الهليس. والثاني من أولاد الريس الطبيب فخر أغوات السيد الحاج عبد الرحمن أغا الهليس، وتقدم بسلك الاسباهية وجاق العساكر المنصورة واقطع قرية القسطينة لقاء خدمته بموجب فرمان سلطاني و كان موجودا في أواخر القرن الثاني عشر، وكذلك ولده الحاج عبد القادر ورأيت له وصيه بخط يده في حدود سنة 1243 هـ، وفيها صرف خمسين زلطة لعمل إسقاط صلاة. وكانت لهم وظيفة قيادة المحمل للبلاد الحجازية، وبعده لولده السيد عبد الله. وتوجه للأستانة لأجل اخذ فرمان باسمه وحصل ذلك وفي أثناء رجوعه توفى (بطرسوس) وأعقب الفاضل الشيخ شاكر والسيد طاهر و السيد سليمان؛ أما الأول فقد اشتغل بتحصيل العلم وأقام بالجامع الأزهر مدة، ثم اخذ منه وعين مفتيا في بلاد الخرطوم وتوطن بها وأقبلت عليه الدنيا وتاجر في العبيد وسن الفيل والتتن وغير ذلك، حتى ظهر رجل من بلاد الصعيد وادعى انه المهدي واتبعه خلق كثير، وكان يحرّم شراب الدخان وبيعه، وأتى لمحاربة إسماعيل باشا خديوي مصر. ولما وصل إلى بلاد الشيخ شاكر نهب أمواله وتجارته وقتله، ثم قبضت عليه العساكر المصرية وقتلته. وله ذرية بالخرطوم موجودة إلى الآن منهم السيد احمد وأما الثاني فقد كانت وفاته بغزة سنة 1297 هـ وأعقب السيد حامد المتوفى سنة 1336 هـ وعبد القادر وشمس والوجيه النبيل السيد محمد أفندي. وقد توظف بدوائر البنك والبلدية واشتغل بأملاكه وتحسين زراعة أراضيه وله ذرية ونبلاء (وهم السيد عادل وصبحي، وتوفيا في حياته، والسيد منير والشيخ عبد الرحمن وأخوه الفاضل الوجيه السيد طالب أفندي. وقد تقلب بوظائف الحكومة بالسبع والقدس إلى أن طلب الاستراحة. واشتغل بشؤونه الخاصة وأنجب ولده الأديب النبيه السيد بشير مدير المدرسة الأميرية بغزة وعرف بالجد والإصلاح ومنها الشاب الناهض شعبان (أبو حسن) أفندي ابن المرحوم السيد حسن ابن الحاج إبراهيم الريس مدير البوسطة والبرق والتلفون بغزة وله أعمال وذكرى حسنة ومنها الشهم الماجد السيد حسن ابن المرحوم الحاج محمد خليفة الريس وقد دخل في الحرب العظمى أقطارا عديدة وبلادا شاسعة واكتسب بتجارته وطول غربته مدارك وأخلاقا وحنكة وعنده مروءة وهمة عالية وله في تعضيد مكتبة الجامع الكبير العمري و سائر الأعمال الخيرية مساع حسنة. وهذه الشجرة تجمع فروع هذه العائلة و قد واصلنا البحث والتنقيب لمعرفة أكثر من ذلك فلم نصل إليه لحد الآن.
لمن يحب معرفة المزيد عن نسب عائلة الهليس (الريس (...
الريس الرئيس وراس القوم اعتلاهم وكان يلقب بذلك من يتميز في الطب والحكمة ويتفوق على الاطباء والحكماء ولذلك غلب لقبا على هذه العائلة لكون جدها الاعلى من حذاق الاطباء الماهرين ونبغاء الحكماء المشهورين وقد يلقب من كان كذلك بالحكيم كما غلب ذلك على جد هذه العائلة
يعود تاريخ إسم ولقب الريس إلى الجدّ الأصغر للعائلة وهو الريس سليمان الحكيم
المتوفّى سنة 1062 هـ ( 1652 م ) بمدينة غزة.
و الريس سليمان الحكيم هذا هو إبن " صدر الحكماء " الشيخ أحمد الشهير بالحنفي الغزّي
إبن السيد محمد الشهير بالهليس، والذي هو الجد الأكبر لآل الريس، وله ضريح معروف
بمحلة الدرج في مدينة غزة.
لُقبَ الجَّد الأصغر سليمان بالريـس و بالحكيـم، لأنه كان في زمانه
" رئيس الحكماء وفخر الأطباء " في عموم بلاد الشام والقطر المصري، وهو والد الطبيب الشهير الريس عبدالله الحكيم، وجَدّ الطبيب الأشهر الريس محمد الحكيم، الذي فاقت شهرته شهرة أبيه عبدالله وجَدِّه سليمان، ولقد عدَّه المؤرخ محمد خليل بن علي المرادي الدمشقي المتوفّى سنة 1792 م، في كتابه الموسوم بـ " سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر " _ الجزء الرابع _ من أعلام القرن الثاني عشر الهجري، حيث ذكر عنه في كتابه المذكور بصفحة 59 ما يلي :
" محمد الريس إبن عبدالله بن سليمان بن أحمد الشهير بالريس الحنفي الغِزي
الطبيب الحاذق الشهير العارف الماهر أحد المتفَرّدين في تلك الدِّيار (أي الديار الشامَّية)
في علم الطب والحكمة (الفلسفة) والفلك والهيئة (علم الرَّصد والحساب الفلكي)
وغير ذلك... وُلدَ بغزة هاشم وبها نشأ وأخذ عن والده الطب والحكمة، وتخًرَّج عليه
بذلك، وبرع في الفنون وعالج الناس وأشتهر بالطب والحذاقة في ذلك، وأخذ بعضاً
من العلوم الغربية والفنون (الآداب) من الأستاذ الشيخ عبد الوهاب الطنطاوي.
و إرتحل إلى مصر ودمشق، وفاق وعلا صيته وله تآليف (مصَّنَّفات) في الطب، وعَرَّب
كتاب " غاية البيان " الذي باللغة التركية. وعلى كل حال فقد كان من ظرفاء وقته
( عَصرِه ) وكانت وفاته سنة ثلاثين ومائة وألف، ودفن بالقدس، رحمه الله تعالى ".إنتهى الإقتباس
.تَنحدِرُ عائلة الريس من البيت الهاشمي المَكِّي، كما تدل وثائق وحُجَجْ المحكمة الشرعية
في القدس العائد تاريخها إلى ما بين سنة 1124 وسنة 1162 هـ،
و ذلك على سبيل المثال لا الحصر. فحيثما كان يُذكَرُ الرجلُ منهم في الوثائق الرسمية
كانت تسبق إسمَهُ عبارةٌ لازمةٌ وهي" فرع الشجرة الزكية وطراز العصابة الهاشمية "
أي فرع الشجرة النبوية الزكية ونسل البيت الهاشمي الشريف.
و العصابة، لغةً، تعني الأسرة الشريفة النبيلة المالكة، أو البيت الوارث للملك والحكم والمجد.
يقول الشاعر حَسَّانْ بن ثابت، شاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم، في قصيدة
يصف و يتغنّى فيها ويتذكر قدومه الى جِلَّق بالشام ونزوله على ملوك الغساسنة قبل
الهجرة النبوية الشريفة إلى المدينة المنُوّرة بأعوام قليلة :
للهِ دَرُّ عِصابَةٍ نأدَمْتُهُمْ يَوماً بِجلَّقَ في الزَمانِ الأوَّلِ
تُوفّي الريس محمد الحكيم سنة 1130 هـ (1718م) ودُفِنَ في القدس الشريف
حيث كانت تقيم إبنته، والدة السيدين أحمد المؤقت و عبداللطيف المؤقت نقيبي السادة المالكية الأشراف بالقدس الشريف، كما أن شقيقه عبدالله الريس إبن الريس عبدالله الحكيم
كان متزوجاً من إبنة " قُدْوَة الأئمة الكرام الشيخ محمد المؤقت إمام السادة المالكية "،
كما جاء نصّاً في وثيقة عقد الزواج المؤرخة سنة 1124 هـ (1712م).
والصادرة عن المحكمة الشرعية بالقدس.
ومما يَجْدُر ذِكرهُ أيضاً أن العالم الشيخ محمد المشرقي، أحد أئمة المذهب الشافعي، والذي إعتبره المرادي في كتابه من أعيان علماء المسلمين في القرن الحادي عشر الهجري
هو جَدُّ آل الريس لأمهم
.
كما اشتهر الطبيب فخر الأغوات السيد الحاج عبد الرحمن أغا وتقدم بسلك الأسباهية وجاق العساكر المنصورة واقطع قرية القسطينة لقاء خدمته بموجب فرمان سلطاني وكان موجودا في أواخر القرن الثاني عشر وكذلك والده الحاج عبد القادر وله وصية بخط يده في حدود سنة 1243 هجريا وفيها صرف خمسون زلطة لعمل إسقاط صلاة وكانت لهم وظيفة قيادة المحمل للبلاد الحجازية وبعده لولده السيد عبد الله وتوجه للأستانة لأخذ فرمانا باسمه وحصل ذلك وفي أثناء رجوعه توفي بطربوس وأعقب الشيخ فاضل الشاكر والسيد طاهر والسيد سليمان أما الأول فقد اشتعل بتحصيل العلم وأقام بجامع الأزهر مدة ثم اخذ منه وعين مفتيا في بلاد الخرطوم
وفي العهد الثاني للإدارة المصرية لقطاع غزة الممتد من 14 مارس 1957م.
إلى 4 يونيو 1967 م، تم الإعلان عن دستور مؤقت لقطاع غزة أعيد بموجبه
تنظيم وهيكلة السلطات الدستورية، فَأُستحدِثَتْ سلطتان جديدتان هما : المجلس التشريعي
والمجلس التنفيذي إلى جانب سلطة الحاكم العام. كان المجلس التشريعي حينئذٍ
يتألَف من ثلاثين عضواً وكان من بينهم ثلاثةُ أعضاءٍ من آل الريس وهم :
المرحوم بشير طالب الريس والمرحوم منير محمد الريس والمرحوم زهير بشير الريس.
يَرجِعُ تاريخُ آل الريس إقامةً ووجوداً متصلاً في مدينة غزة بفلسطين، بمقتضى التدوين الوثائقي المسجل، إلى نحو خمسمائة عام، أما التاريخ المرْويّ شفاهةً فهو أبعد
من ذلك بكثير.
يقيم أكثر آل الريس الآن في مدينة غزة، وبعضهم موجود في عكا، وآخرون يقيمون
في السعودية ودول الخليج العربي، وفي مصر والأردن ودول أوروبا وأمريكا الشمالية.
لآل الريس فرعٌ يَسكنُ الخرطوم وعَطْبَرة في السودان، و كان جَدُّ هؤلاء قاضياً أزهرياً أُبْتِعثَ
إلى السودان، قبل الثورة المهدية، من قبل أسرة محمد علي التي كانت تحكم مصر حتى منتصف القرن العشرين، والتي كانت أيضاً تحكم السودان في القرن التاسع عشر
قبل الإحلال البريطاني له. تزوج القاضي من سيدة سودانية وتوفّى في السودان
كما ظل أبناؤه وأحفاده يعيشون هناك في السودان.
)الشيخ شاكر عين مفتيا في بلاد الخرطوم وتوطن بها وأقبلت عليه الدنيا حتى ظهر رجل من بلاد الصعيد وادعى انه المهدي واتي لمحاربة إسماعيل باشا خديوي مصر ولما وصل إلى بلاد الشيخ شاكر نهب أمواله وتجارته وقتله ثم قبضت عليه العساكر المصرية و قتلته).
من أَنْسباء آل الريس القدامى آل رضوان وآل مكي والمؤقت والغصين
والنخالة وعرفات القدوة والعلمي وأبو الهدى والتاجي الفاروقي والخيري والحسيني
والشهابي وشعث وشُرَّاب والأظن وزين الدين وغيرهم.
وللمزيد من الإطلاع على تاريخ آل الريـس أنظر المراجع التالية :
1 _ أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار، الجزء الأول، لمحمد بن عبدالله بن أحمد الأزرقي.
2 _ تاريخ بحر الأنساب، لمحمد بن أحمد النجفي.
3 _ سلك الدُررْ في أعيان القرن الثاني عشر، الجزء الرابع، لمحمد خليل بن علي المرادي.
4 _ لواء غزة في العصر العثماني الأول، لعصام ناجي سيسالم وزكريا إبراهيم السِّنوار.
5 _ مجلة العربي، الكويت، إستطلاع عن غزة، عدد 45،أغسطس 1962م، بقلم مصطفى الدباغ.
6 _ الموسوعة الفلسطينية، القسم الثاني _ الدراسات الخاصة، المجلد الثالث _ دراسات الحضارة.
7 _ وثائق سجلات المحكمة الشرعية بالقدس وهي: رقم 207 / 314 في 8 ذي القعدة 1124 هـ،
ورقم 235 / 443 في آخر جمادى الثاني 1160هـ، ورقم 235 / 274 في 5 رجب 1160 هـ، ورقم 236 / 159 في 18 ربيع ثاني 1162هـ.
نسب عائلة الريس الهليس
المتعارف عليه لدى عائلة الريس- غزة
حدثني الأخ احمد يونس الهليس ان وفداً من عائلة الريّس في (غزّة) قد حضروا في عام 1972م الى بلدة (يطا) لتشييع جنازة والده، المرحوم بإذن الله، الشيخ يونس مصطفى الهليس, وذكر لي انهم أقامواعندهم للمشاركة في العزاء. وأعلمني أنهم أفادوا أن أصل العشيرة من الأشراف؛ فقلت له " هذا صحيح, فأنا اعلم أن الدعاجين من امراء هوازن وأشرافها". فأجاب " كلا, بل المقصود من اشراف قريش".
وفي عام 1997م ذهبت بصحبة احد الزملاء الى مضافة احد شيوخ عشيرة الريِّس في (غزّة) وأثناء الحديث ذكر احد الحاضرين أن نسبهم يرجع الى أبي بكر الصدّيق. وعندما ذهبت الى (مدينة الخليل) واستوضحت عن الأمر, أفادني ابن العم ابراهيم ابو عجمية بأنه سمع من كبار السن ان نسب العائلة يعود الى "سيدنا أبو بكر الصدّيق".