إسماعيل علي إسماعيل حسين يوسف نشوان:
اليهود قتلوا العشرات في مغر وبيوت الدوايمة
تقدير العمر بين الأب والابن حوالي 20 سنة , بيني وبين أبي 29سنة تقريباً, أنا من مواليد 1929.
والدي من مواليد 1902, يعني جدي قبله ب20سنة تقريباً أبي لم يعاصر أبوه (جدي), توفي جدي وهو صغير. جدي مات قبل أبوه يعني أبي عاش في حياة جده اكثر من حياة أبيه , وجده كان عنده املاك كثيرة غير الأرض المشاع.
نحن كان عندنا غنم لجد والدي, وبقر وجمال وفلاحين. مرة جاءت دورية تركية (يعني أخذ عسكر) وأخذت أعمامي كلهم , لم يبق إلا عم واحد في الدار , وعمي هذا (يعني عم أبي) باع الكثير من الأراضي.
وتزوج وخلف وصرف ثمن الأراضي وعم أبي الاّخر تزوج امرأة في حماة وبقي هناك وانقطعت أخباره.. أبي وجده لم يشاركوا في الثورات.
أنا مواليد 1681929, وقت معركة البراق حصلت في الخليل وصفد, وتم قتل عدد كبير من اليهود.
الدوايمة قضاء الخليل, يحيطها إذنه, بيت جبرين , القبيبة وخرب دورة , بيت عوّا , وغيرها من القرى.
في البلد الناس كانت تحب بعضها البعض وتلزم البُنى لبعضهم البعض, يعملون في زراعة الذرة والقمح والشعير.
أنا لحقت جدي والد والدتي. ومرة قال لي أنه أخذ سيارة مليئة بالشعير ليبيعه في حيفا إلا أنه عاد ومعه فقط ثمن الغربال من كل ثمن الشعير, لأن الانجليز كانوا يشترون الشعير بثمن بخس جداً.
في الدوايمة هي سهل تنتشر فيها زراعة الحبوب.
المرأة كانت تعمل في بستانها وعملها بجانب الرجل, وكانت تتعب أكثر من الرجل, فهي تعمل في البيت وتحضر الحطب والماء على رأسها, فهي المسؤولة عن تأمين هذه الاشياء بالإضافة إلى عملها في الارض لمساعدة زوجها وكانت تطبخ وتعجن وتحصد الأرض.
ومن كان يملك غنم , كانت أحواله أفضل , يبيعونه ويأخذون الثمن, وهي أفضل من الفلاحة.
وأول ما بدأ اليهود بالهجوم بدأت بالقرى الساحلية, فصار أهالي القرى يخرجون قرية قرية. اليهود عملوا مجازر في القرى ومعهم السلاح والدبابات. ونحن أحضرنا سلاح من مصر و كان فاسد (مبرد) لذلك استطاع اليهود هزيمتنا.
في أول الأمر جاء الجيش العربي, ولكنه كان هناك مخطط ضد فلسطين, نحن طلعنا من القرية من الخوف.
نحن بلدنا راحت في الهدنة مع 14قرية أخرى, والهدنة كانت مع اليهود.. بلدنا كانت اّخر بلد عالحدود, وجاء اليهود عنا فجأة, وكان نصف سكانها قد هرب. ودخلوا وقت صلاة الجمعة من غرب البلد و بدأوا بإطلاق النار, فقتلوا من كان يأتي أمامهم.
وكان هناك حوالي 80 شخص مختبئين في مغارة, فجاء لهم اليهود وأخرجوهم وضعوهم صف واحد ورشوهم بالرشاش رشة واحدة.
ولي عمتي قتلت من قبل اليهود, هي وزوجها وبناتها وقد وجدا جثثهم في أساس منزل في القرية.
كان عنا بئر اسمه بئر المجدلة عمقة 35 متر , وكانت الحكومة حافريته كان اليهود يرمون الرجال فيه من دون اطلاق نار, فيموتون فيه من الحديد الموجود فيه, وضعوا فيه حوالي 100رجل.
عائلة نشوان خرجت إلى حلحول وقرى أخرى مثل عين السلطان بأريحا, نحن سكنا في الخليل وصار يأخذ أراضي زراعية ويزرعها.
وصرنا نأتي إلى الأردن في موسم الحصيدة, بقينا في الخليل حتى 1967ثم ذهبنا إلى الأردن.
أبي وأمي بقوا في الخليل ويزورون الأردن دائماً, كنا نعمل عمال في الأردن في الباطون والحفريات ,ثم صرت أعمل في الزراعة.
من عائلات الدوايمة , كان أربع عشائر, وقيل أنه عنا ولي اسمه الشيخ علي مقامه عالجبل , وقيل ان الأربع عشائرهم أولاده , دار هديب اسم جدهم إعمر واعمر خلف عائلات كثيرة. ودار المناصرة, واسبيتان وخليل.
ومن قبل مايأتي هذا الولي كان هناك 3 عائلات هم دار بصبوص, دار أبو مطر والزعاترة.
وكان هناك جامع المطرية نسبة لأبو مطر , وقيل انه جاء الأتراك وقسموا البلد إلى 24كيشان, منهم 16 للحي الفوقاني (أولاد خليل والمطرية ) والباقي إعمر واسبيتان (8).
عائلتنا تنسب لأولاد خليل (نشوان, عداربة ,مناصرة, جواودة, غوانمة,عبادين) عندما خرجنا من البلد لم نأخذ معنا أوراق ولا صور.
نحن لنا بيتين في البلد, واحد في وسط البلد, والاّخر في طرفه عاملينه مخزن للتبن والحبوب.
ليس هناك تعليم في البلد, لذلك ليس هناك أوراق ثبوتية كثيرة, بالإضافه أنه عندما دخل اليهود الدوايمة تم مسحها تماماً, لم يبق حجر على حجر, باستثناء مقام الولي لانه خارح البلد على جبل ومن ذهب إلى الدوايمة حديثاً, وجد أن الأرض جرداء ليس فيها عمارة, هناك مغر وأراضي.
بالنسبة للعودة إلى بلدنا, فما أُخذ بالقوة لا يُسترد إلأ بالقوة. ولكن مفاوضات وسمّات بدن لن تسترجع الأرض ولايحرر البلاد إلا الأولاد, أنا مستعد أترك أملاكي وكل الدنيا هنا وأشم رائحة بلادي.