ابن نعليا علاء الدين ذياب الكحلوت
صاحب اول عملية استشهادية ل ( قسم) وهو الذراع الضارب لحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين
الاعلام حربي – خاص
الثاني عشر من سبتمبر هل أصبح حقيقة.. وهل مرور الحقبة الصهيونية أصبح واقعاً؟... من قال هذا لا يعرف علاء.. هذا الفتى الرائع الذي رفض زيف المرحلة.. وأصر أن يكون أجمل شاهد وأطهر عنوان. اسألوا التاريخ والجدران والقسم.. فهو أول من رفض وأول من كتب وأول من التحق.. نعم رفض إقرار وجود الغاصب فحفظه التاريخ من بعد الله... لقد قدم دمه قرباناً لله. يجيء على قدر وموعد.
فهل هي الصدفة التي جمعت دمك الوردي بهذا اليوم.. لقد اختارك سبحانه لتواسي غضب الأحرار الآتي.. ولتعطيهم الفرصة.. للمواصلة.. للانتقام.. فسار القسم وردَّ على الصاع بألف صاع.. فهذا طريقك يا علاء الدين وهذا الحلم الذي لا يغيب سيبقى شاهداً على نقاء اختيارك لقدر الله. فنم قرير العين يا هذا الفتى الجميل...فرصاص القسم لا يمكن أن يلين.
الميلاد
ولد شهيد قسم الأول الشيخ علاء الدين ذياب الكحلوت في مخيم جباليا بتاريخ 21-1-1971م في عائلة مكونة من سبعة أفراد.. وذلك حين استقر والداه على أرض هذا المخيم الشاهد الأول على جريمة الاحتلال، ليتشرب منها معنى المقاومة والجهاد، بعد هجرتهم من قرية «نعليا» القريبة من المجدل مع بقية العائلات الفلسطينية.
نشأته وصفاته
نشأ شهيدنا وترعرع في بيت متدين ومحافظ على الصلاة، ودرس ولكنه لم يُكمل ذلك لأنه أحب أن يعول أسرته مع والده «المريض بالقلب» فعمل في «الخياطة» ليساعد في مصروف البيت.
حافظ شهيدنا على الصلاة منذ الصغر، فكان مسجد القسام شاهداً حقيقياً على زيارته المتكررة هناك. وشارك في العديد من الألعاب الرياضية في المسجد ومن ضمنها «الكاراتيه» و«كمال الأجسام».
وقد تميز الشهيد علاء بهدوئه الشديد والمتميز حتى سماه أصدقاؤه «بالرجل الصامت» من كثرة صمته وعدم التكلم في أمور الدنيا، كانت معاملته جيدة مع كل من يعرفه لا يشارك أبداً في المشاكل التي قد تحدث بين الفينة والفينة في محيط العائلة.
مشواره الجهادي
التحق الشيخ علاء الكحلوت بحركة الجهاد الإسلامي خلال سنوات الانتفاضة وشارك في العديد من الفعاليات الانتفاضية من إلقاء الحجارة وكتابة الشعارات على الجدران.
عرف الشهيد بالسرية التامة حتى أقرب الأقربين إليه كان لا يشك لحظة واحدة أن علاء يمكن أن يعمل في اللجان الشعبية المشاركة في الانتفاضة وذلك بفضل هدوئه المتميز وسريته وعدم الحديث عن أي أمر يفعله مهما صغر.
أصيب علاء الدين بعيار ناري خلال مواجهة عنيفة وقعت في مخيم جباليا الصامد، الذي خرَّج أعظم شهداء الإسلام، احتضن علاء ذكريات الشهداء أمثال منصور الشريف قائد مسيرة 6-10، وسار مع مجاهدي الإسلام يزف أهازيج النصر القادم لا محالة وليبشر بخير الجهاد كأمل وحيد لكل حيارى الأرض.
الاعتقال
اعتقل الشهيد علاء في 5-6-1991م مع أفراد مجموعة وقد حُكم 17 شهراً عاش خلالها في سجن النقب مع إخوانه المجاهدين.
لم تتغير صفات الشهيد بل ازداد صمتاً وكأنه عاش بحروف حديث القائد الأعظم: «فليقل خيراً أو ليصمت»، أحبه إخوانه الذين عرفوه بالهادئ، وقد انكب على دراسة تعاليم الإسلام خلال فترة السجن واهتم بدراسات الشهيد المعلم سيد قطب رحمه الله.. عاش مع الفصل الأخير من كتابه الذي شكل رائعة الجهاد الإسلامي، والذي يبين انتصار القلة المؤمنة والمتسلحة بأعلى درجات التسليم إلى الله سبحانه على الكثرة الطاغية.
كل هذا شكل من علاء «الفارس الصامت» نموذجاً رائعاً يحتذى به في كل المواقع فخرج من السجن الظالم أهله يتحدث وبأعلى صوته عن الشهادة وعن ثمارها.
الاستشهاد
حلم الشهيد أن يطور من عمله الجهادي فكان إلحاحه على إخوانه بأن يلتحق بالجناح العسكري التابع للحركة. كان يُقابل هذا الإلحاح بالرفض الشديد وذلك بسبب مرض والده.
ولكن وأمام إصرار الشهيد الحي وافق الأخوة على أن ينضم الشهيد علاء للجهاز العسكري التابع لحركة الجهاد الإسلامي.
لقد كان يكرر طلبه بأن يستشهد حتى اختار يوم الثاني عشر من سبتمبر ليلة الثالث عشر ليطبع رده الحقيقي على مرحلة التهاوي العظيم. والتوقيع على شرعية الغاصب في بلادنا.
تميز الشهيد الخالد قبل استشهاده بأيام بكثرة الزيارة لأقاربه وأصدقاءه وحديثه مع أمه وأبيه على غير العادة. فكأنه يودع أهله وأحباءه قبل لقاء ربه وقد استغرب أهله وأصدقاؤه من التغيير المفاجئ الذي طرأ على شهيدنا وقد اتضح فيما بعد أن الشهيد علاء قد ترك عمله في الخياطة منذ عدة أيام.
وحين راجعته أمه رد عليها «إنني خاطب يا أماه» وفي صبيحة يوم 12-9-1993 خرج الشهيد ووزع الحلوى على إخوانه وأقربائه وجلس بعدها مع والديه وأخذ أصدقاءه ليتصوروا فيلماً كاملاً.
وقبل غروب الشمس بقليل انطلق الشهيد علاء إلى قلب الكيان الصهيوني وهو يرتدي ملابس تبعد الشك عنه وصعد إلى باص وألقى بقنبلة لكنها لم تنفجر وبعد ذلك انكب على سائق الباص وأخذ يطعنه عدة طعنات أدت إلى قتله على الفور، وانطلق إلى مجندة يهودية كانت بالقرب من السائق فأرداها قتيلة ثم حاول أن يأخذ بالباص نحو هاوية ليقلبه ولكن الله قدر وما شاء فعل فقد أخذ جندي حاقد بإطلاق النار على رجله بمسدس حتى أفرغه بالكامل بغية إبقائه حياً، ولكنه علاء ظل يطعن وهو يكبر الله أكبر.. وأخيراً استقرت رصاصة في صدره.. ذهب بها إلى العُلا إلى المجد للقاء الله سبحانه وذلك بعد أن نفذ عملية بأمر من الجناح العسكري للجهاد الإسلامي «قسم» لواء أسد الله الغالب.
لقد تأسف رفاق الكفاح على موتك ولكننا ازددنا صبراً والتحاماً بهذا الخيار فما أجملك يا علاء وأنت تحتل أول رقم للقسم.
يقول شاهد عيان: وقت دفن الشهيد في المقبرة، وبعد توديع أهله إياه وجدنا قميصاً ملقى على الأرض اتضح بعد ذلك أنه للشهيد علاء ثم قال: لقد كانت رائحة المسك تفوح منه.
ولم لا تفوح منك رائحة المسك وأنت الذي سمح لنا بمواصلة الطريق، يا فارس عصرك فنم قرير العين ولا تخش، ومثلما علمتنا كيف نكون، لن نخذلك بإذنه سبحانه.