الجماعي، نجم الدين أفندي الخطيب: (توفي سنة 1222ه/1807م)
(رئيس خطباء المسجد الأقصى عشرات الأعوام، ونقيب الأشراف، ومفتي الحنفية والشافعية في القدس فترات قصيرة.)
هو نجم الدين بن بدر الدين الجماعي الكناني، أحد علماء القدس وأعيانها البارزين في أواخر القرن الثامن عشر. توفي والده سنة 1187ه/1773-1774م، بعد أن تولى إفتاء الحنفية مدة طويلة. لكن منصب الإفتاء لم ينتقل إلى نجم الدين، الابن الوحيد للفقيد، بل إلى حسن أفندي الحسيني، لأسباب لا مجال لتحقيقها هنا. وقد ترجم حسن أفندي للشيخ نجم الدين في كتابه عن علماء بيت المقدس في القرن الثاني عشر الهجري، فقال: «توفي بدر الدين وترك ولده المجيد مولانا نجم الدين الوحيد. سلك مسلك أبيه المرحوم وتحلى بمحاسن الشيم من منطوق ومفهوم، فقيهاً فاضلاً فرضياً كاملاً، صفاته حسنة لطيفة وذاته مستحسنة شريفة، محبوباً للخلق، محبوب الخصال أحواله أكمل الأحوال. وتولى إفتاء الحنفية برهة أقام بخدمتها على أكمل منوال وهو الآن من الأعيان محبوب القلوب خال عن العيوب.»
تولى نجم الدين بعد ذلك، في العقدين الأولين من القرن الثالث عشر الهجري، وظائف إفتاء الحنفية والشافعية ونقابة الأشراف فترات قصيرة. أما وظيفة رئيس خطباء الأقصى فقد بقيت عليه طوال تلك المدة، وانتقلت بعده في عائلته حتى غلب عليها اسم الخطيب فيما بعد. وقد عُين قبل وفاته بنصف عام تقريباً، وللمرة الأخيرة، مفتياً للحنفية، ولم يبق فيها طويلاً هذه المرة لوفاته في أوائل شهر شوال 1222ه/ كانون الأول (ديسمبر) 1807م. وترك لولديه محمد وعبد الرحمن عقارات وأملاكاً كثيرة ووظائف تولياها من بعده، على رأسها خطابة الأقصى. أما النقابة والإفتاء فتولاها أبناء آل الحسيني.
أعلام فلسطين في أواخر العهد العثماني
عادل مناع