الدجاني، حسين بن سليم: (1202-1274ه/1788-1858م)
(عالم أزهري، ومفتي الحنفية في يافا مدة طويلة، وشيخ صوفي مشهور في فلسطين وبلاد الشام في أواسط القرن الماضي)
هو حسين بن الشيخ سليم بن سلامة، المتصل نسبه بالحسين بن علي، كما ذكر صاحب «حلية البشر» في ترجمته وترجمة أخيه حسن. ولد في يافا وتلقى علومه الإبتدائية فيها، ثم رحل إلى الأزهر فدرس على كبار شيوخه في أوائل القرن الماضي. ومن مشايخه في الأزهر إبراهيم الباجوري الشافعي، ومن الحنفية العلامة محمد بن حسين الكتبي مفتي الحنفية في بيت الله الحرام.
كان الشيخ حسين يتعبد على مذهب الشافعي ويفتي على المذهبين بعد أن تعين لذلك. وأخذ الخلوتية وهو في الجامع الأزهر عن الشيخ أحمد الصاوي. ولما أنهى دراسته في مصر، عاد إلى بلده وعينه شيخ الإسلام مفتياً في يافا سنة 1236ه/1820-1821م. وكان له علاقات متشعبة مع علماء القدس ودمشق وغيرهما من المدن في فلسطين وبلاد الشام عامة.
تزوج الشيخ حسن السيدة مريم بنت الشيخ سعيد الزري، مفتي صيدا. واستمر في شغل وظيفة الإفتاء في يافا، منذ أن عين لها حتى وفاته، قرابة أربعين عاماً. وقدم خليفة الصاوي، الشيخ محمد فتح الله، في طريقه لزيارة القدس سنة 1240ه/1824-1825م فأذن له في الخلافة كما أذن له شيخه الصاوي من قبل. وكان الشيخ حسين صوفياً له شهرة وأتباع ومريدون في يافا ومنطقتها، وحتى في طرابلس واللاذقية، وهو أستاذ ابن عمه عبد القادر بن رباح الدجاني الذي كان أستاذاً ليوسف النبهاني.
نظم الشيخ حسن الشعر، ومعظم قصائده في الحكم والتوسلات. وفي سنة 1274ه/1858م سافر إلى الحجاز لأداء فريضة الحج، فتوفي في مكة في 21 ذي الحجة 1274ه/ 12 آب (أغسطس) 1858م، ودفن في المعلاة.
ومن تصانيفه الكثيرة:
1- «الفتاوى الحسينية»
2- «تحفة المريد في عقائد التوحيد»
3- «التوحيد الفائق على شرح الطائي الصغير لكنز الدقائق في فروع الفقه الحنفي»
4- ديوان شعر، ومنظومة «الشافية من الأسقام في أسماء أهل بدر الكرام»
أعلام فلسطين في أواخر العهد العثماني
عادل مناع