إبراهـيم إسـماعـيـل هــارون
ولد في مدينة اللد عام 1908 وهو من عائلة عريقة ينحدر نسبها إلى سلالة هارون بن جعفر الصادق.
تلقى تعليمة الابتدائي في مدينة اللد، ثم إنتقل الى الرملة لتلقي تعليمه الثانوي ثم إلتحق بالتعليم فعمل مدرساً في مدرسة اللد الأميرية.
في عام 1929 إنبثقت فكرة إنشاء جمعيات تحمل اسم الشبان المسلمين من زيارة قام بها الدكتور عبد الحميد سعيد، الرئيس العام لجمعيات الشبان المسلمين في مصر، إثر زيارة قام بها إلى فلسطين، حيث تأسست في اللد جمعية تحمل إسم جمعية الشبان المسلمين وقد كان ابراهيم احد اعضائها المؤسسين.
وحين تم إفتتاح المدرسة الصلاحية الأهلية التي انبثقت عن جمعية الشبان المسلمين باللد كان إبراهيم احد المدرسين في هذة المدرسة.
أسس إبراهيم مع مجموعة من المثقفين من ابناء اللد نادياً عرف باسم "نادي الطلبة الادبي"، وكان من إعضاء هذا النادي المؤسسيين: إبراهيم اسماعين هارون، وشوكت يوسف حماد، وعبد الحي كامل الخطيب، وسليمان أحمد الحسني، وعلي حافظ الفار، ونمر عبد الرحمن المصري، وعودة الحبش، وصليبا سابا، وعودة الفحل.
وكانت نشاطات هذا النادي في المجالين: الثقافي والرياضي، وكان مقر هذا النادي بديون آل هارون.
أسس ابراهيم عام 1942 مع مجموعة من الشباب المثقفين نادياً عرف بإسم نادي الثقافة والرياضة، وهو فكرة متطورة عن نادي الطلبة الأدبي السابق ذكره، حيث كان أعضاؤه من الأعضاء السابقين لنادي الطلبة الأدبي، فقد إنضم اليهم السادة الياس الحلته وسليمان الزغلول.
وفي عام 1945 أعيد تشكيل هذا النادي من جديد، وتم نقله من ديوان آل هارون الى عمارة باطا مقابل خان الكرزون في شارع فيصل الأول، وكان هدف هذا النادي، رفع مستوى شباب المدينة ثقافياً ورياضياً واجتماعياً وتوحيد المدينة وإبعادها عن شبح التعصب العائلي والطائفي، وكان يرأسه السيد ابراهيم هارون قبل ان تجري انتخابات هيئة ادارية حديدة عام 1946 ويرأسها السيد ماجد حماد.
إتجه ابراهيم فيما بعد للعمل في التجارة حيث اسس شركة استيراد وتوزيع للادوات المنزلية مع شريكه العبد بدر، وكان ابراهيم ينتقل في التجارة بين مصر وسوريا ولبنان والاردن.
إتجه ابراهيم للعمل في معسكر بيت نبالا، حيث عمل مترجماً ومسؤولاً عن مستودعات الجيش البريطاني في المعسكر المذكور.
إنخرط ابراهيم في العمل الوطني بعد ان تأزم الوضع في فلسطين اثر اعلان التقسيم لفلسيطين الى دولتين: عربية ويهودية، وكان ذلك بتاريخ 29 تشرين الثاني عام 1947، حيث شارك ابراهيم مع اللجان الوطنية في دعم المجاهدين وإمدادهم بالسلاح وتنظيم المقاومة من أجل الدفاع عن المدينة ولواء اللد وقضائها. وبالنظر لعلاقة ابراهيم مع الوطنيين الاردنيين في السلط ومنطقة البلقاء، فقد كان لإبراهيم فضل الحصول على السلاح وتزويد المناضلين به.
عقب سقوط مدينة اللد تحت الاحتلال الاسرائيلي بتاريخ 11/7/1948 وطرد اهالي المدينة منها في الثالث عشر من شهر تموز عام 1948، اضطرت عائلة هارون مع العائلات اللدية الأخرى الى النزوح عن المدينة فلجأت عائلة هارون الى عمان في الأردن، حيث عمل ابراهيم في الجيش الأردني في معسكرات الزرقاء بسلاح الهندسة الملكية.
في عام 1966 أسس ابراهيم مع مجموعة من شباب اللد جمعية اللد الخيرية، حيث كان عضواً في الهيئة التأسيسية للجمعية وأميناً للصندوق لهئتها الادارية.
شارك إبراهيم مع عدد من اهالي مخيم الحسين في تاسيس لجنة تحسين مخيم الحسين للاجئين، وكان عضواً في الهيئة الإدارية لهذه اللجنة. وساهم في رفع مستوى خدمات المخيم وتحسين المستوى المعيشي لدى سكان المخيم.
وبالمشاركة مع بعض المحسنين ساهم ابراهيم في بناء مسجد الامام ابي حنيفة ومسجد الامام مالك في مخيم الحسين.
ونظراً لاطلاع ابراهيم على القانون العشائري وخبرته الواسعة بالشؤون القضائية العشائرية، كان ابراهيم ينتدب على رأس المشاركين في حل الخصومات وإصلاح ذات البين بين سكان المخيم.
توفي إبراهيم إسماعيل هارون في التاسع عشر من تشرين الاول عام 1998 عن تسعين عاما قضاها في أعمال الخير والتقوى وخدمة الانسانية... رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.
مـديــنـة الـلـدّ
مـوقعا وشهـرة وتـاريـخا ونـضالا
د. مصطفى محمّد الـفار