جمعة محمد داود كرامة من مواليد مدينة خليل الرحمن عام 1889، وقد رحل عنها إلى مصر عام 1912، وفي الغالب أن سفره كان بهدف العمل وتحديداً في التجارة كالكثيرين من أبناء الخليل. عاد جمعة إلى الخليل عام 1925 ومكث فيها لأكثر من سنتين واستطاع خلال هذه الفترة أن يستحصل على جواز سفر فلسطيني، بعدما كان يحمل الجنسية العثمانية كغيره من أبناء الشعب الفلسطيني.
سافر إلى مصر مجدداً في العام 1928 تقريباً ولم يغادرها حتى عام 1944 وسكن في شبرا، وتزوج خلال هذه الفترة بثلاث نساء هن: فاطمة أحمد عوض (مواليد 1901) وأزهرية سليمان داود كرامة (مواليد 1905) وزهرة محمد جودة كرامة (موالد 1909)، ورزق خلالها بثلاثة من الأبناء: نفوسة (عام 1933) وروحية (مواليد 1936) ومحمد (مواليد 1941).
حاول جمعة أن يستخرج جواز سفر فلسطيني من القاهرة لابنه محمد فطلبت السلطات منه تقديم جواز سفره مع الطلب فصادروا جوازه فأضاع فترة من الزمن وهو يطالب باستعادته ليتمكن من العودة إلى الخليل ومتابعة أملاكه وأرزاقه، فقد ورث جمعة عن والده ثلاثة منازل في حارة الشيخ في الخليل، اثنان منها بحوش دار سعيد والثالث بدار مسك، بالإضافة إلى كروم في وادي البصاص ووادي الزرزير، وكانت قيمة هذه الأملاك تقدر بـ 4000 جنيه فلسطيني.
تابع جمعة تقديم الطلبات والأوراق المطلوبة من شهادات ميلاد وعقود زواج وصور شمسية للحصول على جوازات السفر وكان المعرفون عنه في هذه الطلبات كل من توفيق أفندي طهبوب ومدير الأوقاف الشيخ عبدالله عرفة، حتى تمكّن من الحصول على الجنسية الفلسطينية له ولزوجاته وأبنائه عام 1946 وكان ذلك سبيله للعودة مع العائلة إلى أرض الوطن.